أيام مشرقة في التاريخ العربي المعاصر- ذِكْرَى الجَلَاءِ عَن سُوريَا

أيام مشرقة في التاريخ العربي المعاصر
في هذه الايام المشرقة حيث ينتفض شباب الامة في فلسطين والعراق وقبل ذلك في لبنان والسودان والجزائر حاملين دمهم على أكفهم لتحرير الأرض والإنسان مدافعين عن حرية الامة واستقلالها، ومن اجل ابقاء راية العروبة حية خفاقة نستذكر اليوم اياماً مشرقة في تاريخنا العربي المعاصر تحققت فيها انتصارات مجيدة تتزود من عبقها الاجيال الصاعدة العزيمة والثقة لمواصلة كفاحها الضروس دفاعاً عن عروبة الامة وحقها في الحياة الحرة الكريمة.
فعلى الرغم من أن هناك أحداثاً وملاحم جرت في بقعة معينة من الوطن العربي ، لكن امتد اشعاعها ليضيء لنا على امتداد الوطن الكبير ، إما لأنها كانت دفاعاً عن وجود ومصالح ومستقبل الأمة وبجهد مشترك ، أو انها أدت في نتائجها وانعكاساتها إلى حماية المصلحة القومية وتعميق التلاحم العربي فصارت معالم وأياماً مشرقة في تاريخنا العربي نستلهم منها القيم والدروس ونتزود من تفصيلات مجرياتها بشحنات من العزم لتجدد فينا روح الوفاء والإقدام والتضحيات في معاركنا الراهنة في مواجهتنا لأعداء الأمة من قوى الشر والعدوان حماية لمصالح الأمة وخياراتها ودورها الرسالي الانساني.
برنامج أيام مشرقة في التاريخ العربي المعاصر يسلط الضوء على هذه الأحداث ويتناول بعدها القومي وتأثيراتها ودورها في التلاحم النضالي بين أبناء العروبة. من هذه الأيام الخالدة في تاريخنا العربي المعاصر هي جلاء الاستعمار الفرنسي عن سوريا عام ١٩٤٦.
ذِكْرَى الجَلَاءِ عَن سُوريَا
جسام أمين – سوريا
تمر هذه الايام ذكرى مناسبة وطنية وقومية في غاية الاهمية وهي جلاء الفرنسيين عن سوريا عام ١٩٤٦ بعد احتلال دام خمسة وعشرين عاما. كان احتلال استعماري بشع حدث اثر اتفاقية سايكس بيكو. وكان الهدف من الاحتلال تمدد المستعمر ونهب ثروات البلاد وتقاسم المصالح على حساب الشعب السوري ومنعه من النهوض والبناء والتقدم وامتلاك القرار الوطني.
ان سوريا كانت من بين الدول التي بدأت تتخلص من تبعات الاحتلال العثماني وكانت في حينها من حصة الاستعمار الفرنسي وما ان خرجت من الاحتلال حتى جاء احتلال أبشع ولأهداف سيئة.
وكان المستعمرون يتصورون أن استعمارهم سيكون مريحاً الا ان السوريين لم يتركوا لهؤلاء ان يهنأوا يوماً واحدا في احتلالهم للبلاد، وقاتلوا واستبسلوا وكان لهم شرف المواجهة مع جيوش الفرنسيين في جميع الأراضي السورية. فكانت معركة ميسلون وكانت معارك الشرف في كل مكان. منها ثورة ابراهيم هنانو وصالح العلي ومعارك الساحل السوري والغوطة والجنوب والمناطق الشرقية والثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان الثائر باشا الأطرش .
ان سوريا كلها لم تهدأ ولم تجعل للمحتلين سبيلاً للاستقرار فحاولوا أن يطرحوا مشلريع التقسيم لكنهم فشلوا. يومذاك لم يكن أحد من السوريين يتحدث عن تجزئة الصراع، او وحدانية القتال أو عن طائفية او سياسة عرقية او دينية ، فالجميع كانوا بحالة وطنية واحدة واخوة سادهم التعاون والمحبة والتلاحم نحو هدف واحد هو تحرير وبناء سوريا .
واليوم ما احوجنا إلى هذا المناخ الوطني الطيب الجميل، بعد مرحلة استبدادية بشعة كريهة ونظام اجرم بحق شعبه، وسياسة ملوثة فرضها حافظ الأسد ووريثه التي اتسمت بمنظومة التسلط والنهب والسرقة.
ان سوريا اليوم وقد تخلصت من واحدٍ من أقسى النظم في التاريخ الحديث، عليها ان تنظر إلى الأمام وان تتجاوز محنتها وتعود إلى عروبتها، والى وضعها الطبيعي السليم.
ان أبناء سوريا والقوى الوطنية جميعا، مدعوة لاعادة بناء البلاد وإصلاح الضرر ، والعمل من اجل تأسيس مرحلة جديدة على قواعد التعاون والمحبة والتقدم .. !!
Author: nasser