كتاب الشهر: التحَالُف الغَادِر: التَعامُلات السِريّة بَينَ “إسرائِيل” و إيران و الوِلايَات المُتّحِدة الأمريكية

   

بسم الله الرحمن الرحيم

برنامج

كتاب الشهر

للكتاب والقراءة أهمية عظمى في حياة الأمم والشعوب، وفي عالمنا المعاصر حيث تحتدم التحديات والمتغيرات في مختلف الاصعدة والمجالات ، اصبحت المعرفة احد اهم الاسلحة التي تتسلح بها الشعوب في كفاحها حتى اضحت حاجة جوهرية لا غنى عنها من اجل البقاء وتحقيق التطور والازدهار. وفي ظل عمليات التجهيل المنَظَم والمتَعَمَّد للاجيال الصاعدة من الشباب في وطننا العربي يحتل هذا الامر اهمية استثنائية. وتساهم العديد من الاصدارات العربية الحديثة في القاء الضوء على القضايا الملحة في وطننا العربي، وتنوير الرأي العام ونخبه الفكرية والثقافية، وتعميق الوعي لديها، فتشكل منارات هادية تضئ الطريق امام ابناء الامة ولا سيما اجيالها الصاعدة ، لتتزود منها بالمعرفة اللازمة لمواصلة الطريق في دفاعها عن خيارات الامة وحقها في الحياة  ومواصلة رسالتها الخالدة بين الامم. يسلط برنامج  ” كتاب الشهر ” الضوء على هذه الكتب ويتناول بعدها القومي وتأثيراتها ودورها في تعميق الوعي فيقدم خلاصات للنصوص الجديدة  في مجالات الثقافة القومية والفكر العربي المعاصر والتحديات الراهنة في مختلف المجالات ، تشترط الرصانة الموضوعية ،وتضمن  الفائدة العامة  لجميع القراء والمتصفحين . ولإثراء  النص وتعميق مضامينه ، يشرع  كتاب الشهر نوافذ للحوار العلمي وتبادل وجهات النظر .عنوان كتاب هذا الشهر هو : “التحالف الغادر، التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران و الولايات المتّحدة الأمريكية” للمؤلف تريتا بارسي.

Treacherous Alliance: The Secret Dealings of Israel, Iran, and the U.S. by Trita Parsi

 

التحَالُف الغَادِر: التَعامُلات السِريّة بَينَ

“إسرائِيل” و إيران و الوِلايَات المُتّحِدة الأمريكية

يَعد الكثيرون كتاب  “التحالف الغادر، التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران و الولايات المتّحدة الأمريكية” للمؤلف تريتا بارسي ، الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق في زمننا الراهن من حيث الموضوع و طبيعة المعلومات الواردة فيه و الأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى . وتأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات و الاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (الكيان الصهيوني- إيران – أمريكا) خلف الكواليس شارحاً الآليات و طرق الاتصال و التواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات و الخطابات و السجالات الإعلامية الشعبوية و الموجَّهة.

 كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها المؤلف وهو الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية ” تريتا بارسي”. فهو  أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة ” جون هوبكينز” الشهيرة في الولايات المتحدة الامريكية. وقد ولد في إيران ونشأ في السويد وحصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة “ستكوهولم”. ثم نال شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة “جون هوبكينز” في رسالة عن العلاقات الإيرانية –”الإسرائيلية”.

واضافة الى ذلك هو يرأس المجلس القومي الإيرانى-الأمريكي، و له العديد من الكتابات حول الشرق الأوسط، و هو الكاتب الأمريكي الوحيد تقريبا الذي استطاع الوصول إلى صنّاع القرار في البلدان الثلاث أمريكا، و”إسرائيل” و إيران.

يتناول الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من “إسرائيل”، وإيران و أمريكا ويشرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث و تصل من خلال الصفقات السريّة و التعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.

يستند الكتاب إلى أكثر من (130) مقابلة مع مسؤولين رسميين “إسرائيليين”، وإيرانيين و أمريكيين رفيعي المستوى و من صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثائق و التحليلات و المعلومات العميقة و الخاصة.

 

العوامل المحرِّكة للعلاقة بين الاطراف الثلاثة

يصف بارسي للعلاقة بين الاطراف الثلاثة (“إسرائيل” و إيران و الولايات المتّحدة الأمريكية)  باللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف ، و يشير الى ان العوامل المحرِّكة لهذه العلاقة الثلاثية هي مركبة ومتداخلة بين عاملين هما:

 أولاً: الاختلاف بين الخطاب الإستهلاكي العام و الشعبوي والذي يركز على الايديولوجية، و بين المحادثات و الاتفاقات السريّة التي تجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضها البعض .

  ثانيا: التوجهات التي تستند إلى المصالح الجيو- ستراتيجية لكل منها.

بحيث يكون المحرّك الأساسي للأحداث هو المصالح “الجيو-ستراتيجية” و ليس “الأيديولوجية” التي تعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة للتعبئة الشعبوية.

 بمعنى ابسط، يعتقد بارسي أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح و العنصر الجيو-استراتيجي و ليس على الأيديولوجيا و الخطابات و الشعارات التعبوية الحماسية.

 و ينبّه بارسي الى انه، وعلى عكس التفكير السائد، فإن إيران و “إسرائيل” ليستا في صراع أيديولوجي مع بعضهما البعض. فإيران الثيوقراطية ليست “خصما لا عقلانيا” للولايات المتّحدة و “إسرائيل”.  فطهران تستخدم الشعارات و الخطابات الاستهلاكية كرافعة سياسية فقط ، و لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب من شأنه أن يزعزع نظامها.  و يقول انه إذا ما تجاوزنا المهاترات و التراشقات الإعلامية و الدعائية بين إيران و “إسرائيل”، فإننا سنرى تشابهاً مثيراً بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.

  كما و يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس و التي لم يتم كشفها من قبل. ويؤّكد الكتاب ومن خلال الأدلة والبراهين التي يوردها إلى أنّه على الرغم من الخطابات النارية للطرفين، فإن الخطابات في واد و التصرفات في واد آخر معاكس.

 النظرة الفوقية المشتركة تجاه العرب

 يشير الكتاب الى ان كلتا الدولتين اي ايران و ” اسرائيل” تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب (superior). إذ يرى “الإسرائيليون” أنّهم متفوقين على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، وانهم يعرفون تماما ما باستطاعة العرب فعله، وهوليس بالشيء الكبير. وبالتالي فان “الإسرائيليون”  لا يجبرون أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا، كما وانهم ولا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع الراهن هو لصالحهم.

ومن جهة اخرى ينظر الإيرانيون إلى أنّ العرب اقل منهم شأنا من الناحية الثقافية و التاريخية و هم في مستوى دوني.

قواسم مشتركة اخرى

يشير بارسي إلى أن إيران و”إسرائيل” تشتركان في كونهما كيانان طائفيان و يشكلان أقليّتين في البنية الثقافية والسياسية للمنطقة المحيطة بهما، وتشتركان في هاجس واحد هو: تفكيك البنية العربية التي كانت دومًا مركز الثقل السياسي والحضاري.

 فالصهيونية والصفوية كلاهما يعاديان الإرث العربي الإسلامي، وكلاهما يعيد قراءة الفتح الإسلامي بوصفه “خطأً استراتيجيًا” ينبغي تصحيحه، ولو بعد قرون، بوسائل جديدة: الدولار، الميليشيات، العقوبات، والصفقات الخلفية.

 ولهذا، فإن العدو الحقيقي بالنسبة لهذين الكيانين ليس بعضهما، بل المشرق العربي بالذات ، وهو ما يفسّر الحروب التي أشعلتها إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بدعم ضمني أمريكي – “إسرائيلي” في بعض المراحل.

 الغاية المشتركة: تصحيح التاريخ وإعادة تشكيل المنطقة

 يشير الكتاب، بوضوح شديد، الى أن كلًّا من إيران والكيان الصهيوني تسعيان – بطرق مختلفة – إلى تصحيح ما تعتبرانه “خللًا تاريخيًا” وقع في القرن السابع الميلادي، حين زحف العرب من صحرائهم، وأسقطوا عرش كسرى وقيصر، وأقاموا حضارة جديدة نقلت البشرية من عبادة البشر إلى عبادة الله.

 هذا “الخلل”، حسب المنظور الصهيوني والصفوي، يجب أن يُصَحَّح. لا بالسيوف كما كان في السابق، بل بالتحالفات الدولية، وتفكيك الجيوش العربية، وتحويل الشعب العربي إلى شعب خائف يبحث عن الخبز لا الكرامة، وعن الكهرباء لا السيادة.

 استقرار المنطقة يُهدِّد ايران

 كما ويؤكد الكتاب النظرة الايرانية التي ترى ان استقرار المنطقة يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق ويبعد الأطراف العربية، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجياً. كما انه يؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي والقوات العسكرية وهو أمر لا تحبّذه ايران.

 الاجتماعات السرية تجري في اوربا تحت غطاء اكاديمي

 ويكشف الكتاب انّ اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين إيران والكيان الصهيوني في عواصم أوروبية اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلّة متكاملة تُشكِّل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد وكان منها على سبيل المثال اجتماع “مؤتمر أثينا” في العام 2003 والذي بدأ أكاديميا وتحول فيما بعد إلى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمراً أكاديمياً.

العدو الظاهر… والحليف الخَفِيّ

يوثق بارسي حقيقة أن العلاقة بين إيران و”إسرائيل” لم تكن يومًا علاقة عداء مطلق، كما يُروَّج لها في الإعلام، بل علاقة قائمة على “المصالح المشتركة”.

ويثبت من خلال الوثائق ومقابلات المسؤولين انه خلال الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينيات، كان الكيان الصهيوني هو المزوِّد الأكبر لطهران بالسلاح، رغم أن الخطاب الإيراني في العلن كان يصِفه بـ” الشيطان الأصغر”. بل وثّق الكتاب معلومات تثبت أن 80٪ من الأسلحة التي استخدمتها إيران في الحرب تمّ الحصول عليها عبر هذا الكيان، بتنسيق أمريكي مباشر، فيما عُرف لاحقًا بفضيحة ” إيران – كونترا “.

ليس هذا وحسب، بل يشير الكتاب إلى أن إيران، في بداية الثمانينيات، عرضت على الكيان الصهيوني استخدام مطاراتها (وتحديداً في تبَريز) في حال قرر شنّ غارات جوية على المفاعل النووي العراقي، وهو ما يعكس طبيعة العلاقة القوية العملية، وإن كانت تُغلّف بالعداء الظاهري.

الخدمات والتنازلات الإيرانية الى اميركا

ويكشف الكتاب من ضمن ما يكشف ايضا من وثائق ومعلومات سرية جدا موثقة فيه، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الأكيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه، مقابل ما ستطلبه إيران منها، مما يؤدي الى عقد صفقة متكاملة بين الطرفين.

كما قام نظام الولي الفقيه باعداد المقترحات التالية التي تتضمن كافة القضايا الجوهرية لتكون الأساس لعقد صفقة كبيرة ونهائية مع الولايات المتحدة الامريكية ومن ثم مع الكيان الصهيوني وان كل ذلك قد حصل بينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003. وتضمنت الخدمات والتنازلات السرية الايرانية الى اميركا ما يلي :

  • برنامجها النووي
  • سياستها تجاه “إسرائيل”
  • ومحاربة القاعدة

أسلحة الدمار الشامل

  • الإرهاب والأمن الإقليمي
  • التعاون الاقتصادي

الوسيط السويسري

تضمن الكتاب الوثائق السرية التي تثبت وجود عرض إيراني عبر وسيط سويسري هو (تيم غولدمان) الذي نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية أواخر نيسان / أوائل أيار من العام 2003، وشمل الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية

وهي :

  • عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن والاستقرار، وإنشاء مؤسسات ديمقراطية، وحكومة غير دينية).
  • عدم تطوير أسلحة دمار شامل.
  • الالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ودون قيود.
  • إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية والضغط عليها لإيقاف عملياتها ضدّ “اسرائيل”.
  • تحويل ميليشياتها في المنطقة الى احزاب سياسية.
  • قبول إيران بما يسمى “حل الدولتين” .
  • المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت باعترافها ب”إسرائيل” كدولة شرعية!!

لا عداء استراتيجي بين الكيان الصهيوني وإيران

يقول الصحفي اليهودي أوري شمحوني: إن إيران دولة إقليمية ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها، فإيران تؤثر على مجريات الأحداث وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل. وإن التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة، ف”إسرائيل”لم تكن أبدا ولن تكون عدوا لإيران.

وعلى أرض العراق منذ 22 عاماً، تقوم إيران التي احكمت سيطرتها عليه بتخويل من أمريكا، بالتعاون والتنسيق مع الموساد وكافة الأجهزة الاستخبارية الأخرى، وايران تقوم هناك بتنفيذ مشروعاً صهيونياً بالتعاون مع الشركات اليهودية لتمزيق العراق إلى دويلات طائفية وعرقية، ونهب ثرواته ومقدراته، وهي لا تعمل على محاربة الوجود والتغلغل “الإسرائيلي” تحت غطاء الخبراء والضباط والجنود والشركات.

ومن جهة اخرى فإن أمريكا تعلم ان العنصر الفارسي في إيران أقل من النصف وهنالك قوميات أخرى تريد الانفصال، ولكنها اي أمريكا تمنع أي دعم خارجي للأقليات القومية أو للمعارضة السياسية في الداخل الإيراني.  ويؤكد ما جاء في الكتاب على انه لا يمكن أن تتخلى أمريكا و”إسرائيل”عن إيران، لأهميتها في زعزعة الاستقرار، ولإبقاء خيوط اللعبة بيدها، تحركها متى تشاء لابتزاز المنطقة!!.

و يقول افرايم كام وهو أحد أشهر الخبراء في مجال الاستخبارات والباحث في مركز جافي للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب، في دراسة له أعدها بتكليف من وزارة دفاع الكيان الصهيوني : ” أن إيران من ناحية عملية لا تعتبر “إسرائيل” العدو الأول لها ولا حتى الأكثر أهمية من بين أعدائها… وعلى الرغم من الخطاب السياسي الايراني المناكف “لإسرائيل” إعلاميا، إلا أن الاعتبارات التي تحكم الاستراتيجية الإيرانية ترتبط بمصالحها ووضعها في الخليج وليس بعدائها “لإسرائيل”.

وفي تقرير مهم صدر من معهد اوميديا omedia البحثي في الكيان الصهيوني بعنوان (إيران بحاجة إلى إسرائيل) للباحث زيو مائور جاء فيه:

” أن إيران لا تشكل أي خطر على إسرائيل ولا تريد تدميرها، بل هي في حاجة لإسرائيل وتعتبرها مكسبًا استراتيجيًا مهما حتى تظل قوة عظمى في المنطقة… وهي تستغل وتستخدم اسرائيل كذريعة لتحقيق أهدافها ولدعم مكانتها الإقليمية ولنشر مبادئ الثورة الإيرانية تحت شعار معاداة إسرائيل، وإن التصريحات الدعائية الإيرانية ضد الولايات المتحدة الأميركية أيضا هي من باب الاستهلاك الإعلامي فقط، فحين تُطلق إيران صواريخ على إسرائيل، لا يُنظر إلى ذلك داخل دوائر القرار باعتباره إعلان حرب وجودية، بل يُقرأ على أنه (رسالة تفاوضية خشنة )”.

وبين هذا وذاك تصل المنطقة الى ما نراه ونشاهده اليوم. من هذا المنطلق من خلال مسلسل المساومات الايرانية – الأميركية منذ نهاية سبعينات القرن الماضي مرورا بالعرض الايراني السري الذي تقدمت به إيران العام 2003 الى الولايات المتحدة للتفاوض عليه – والاتفاق النووي عام 2015 والذي تم بموجه إطلاق يد إيران في الوطن العربي مقابل الخدمات “الجليلة” التي أدتها لأميركا في احتلال أفغانستان، والعراق، اضافة الى استخدام المليشيات في العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، كورقة لتحقيق مصالحها في المنطقة.

الخاتمة :

الكتاب من أهم الدراسات والأبحاث النادرة التي تكشف جزءاً مهمّا من العلاقات السريّة بين الكيان الصهيوني – وإيران – وأمريكا والتي شُرِحَت في قالب علمي وبحثي دقيق ومهم.  ولكن ما لم يتم إيصال ذلك الى القارئ العربي، سيظل البعض من ابناء امتنا وتحت وطأة المزايدات والشعارات المضَلِّلة يعيشون في أوهام النصرة والنجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين.

والمشكلة ليست في سقوط صاروخ هنا أو هناك، بل في سقوط البوصلة لدى من ظنّ أن ما يجري هو حرب “حق وباطل”، بينما هو، في حقيقته مجرد لعبة مصالح. فلا ينبغي تصديق المسرح …

 فالعدوّ لا يرسل السلاح لحليفه وقت الحرب، ثم يعاديه في نشرات الأخبار.

ان الحقيقة لا توجد في وسائل الإعلام ولا في التصريحات السياسية النارية، بل توجد على أرض الواقع، ولو نظرنا إلى ما فعلته إيران والكيان الصهيوني على الأرض ..

 نجد أن الطرفين حلف واحد يريد ان يتقاسم الوطن العربي.

Author: nasser