بيان قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
عن الانتخابات
أيها المناضلون البعثيون الأباة
لقد خاض حزبكم المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي منذ انعقاد مؤتمره التأسيسي في السابع من نيسان 1947، نضالا مريرا من أجل تحقيق أهدافه السامية، دفع على طريقه الآلاف من الشهداء الأبرار الذين ارتقوا أعواد المشانق بإباء وشموخ، أو وقفوا في ساحات الإعدام رميا بالرصاص، ولم تلن لهم قناة ولم يندموا على ما واجهوه من نهايات مشرفة ستسجل لهم ولعوائلهم بأحرف من ذهب.
ولقد واجه حزبكم بسبب وضوح أهدافه وإصراره على النضال من أجل تحقيقها وإن غلت التضحيات، واجه عداء القوى الإمبريالية والصهيونية والشعوبية الحاقدة على التاريخ العربي الخالد، الذي حمل لواءه الأجداد العِظام رسائل حضارة شعت بأنوارها على البشرية جمعاء.
وكان لمناضلي البعث في القطر العراقي، النصيب الأكبر من التضحيات التي ستبقى مناراً ينير الدرب للسائرين على طرق المجد، وكانت تجربة البعث الثانية بعد وصوله للحكم في القطر العراقي في 17/30 تموز 1968، القدر الذي شخّص ما في العراق من خواص ومزايا ربما ينفرد بها عن سائر الساحات الأخرى، فاختص العراق بشرف قيادة النضال القومي دفاعا عن قضايا الأمة، لا سيما في تحرير الإنسان العربي من إرث التخلف والتبعية للأفكار المستوردة ومشاريع الهيمنة السياسية والاقتصادية، أو الارتباط بالأحلاف العسكرية التي لا تخدم مصالح الأمة بقدر ما تخدم مصالح القوى الدولية المتحكمة بمقاليد الاقتصاد العالمي عبر نشر القواعد العسكرية والجوية في سائر الأرجاء، لا سيما المناطق الأكثر استقطابا لنوايا الشر الخارجية مثل منطقتنا العربية.
وبسبب تصدي العراق الباسل وبقيادة حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي، لكل مشاريع الهيمنة الخارجية ونهب ثروات الوطن العربي، فقد تعرض لأكبر مؤامرة دولية وصلت أعلى مراحلها بغزو العراق سنة 2003، بعد ثلاث عشرة سنة من حصار قاري لم يعرف له التاريخ مثيلا، أدى إلى سلب العراقيين حقهم بالحياة الحرة الكريمة، ومع الأسف فإن قوى العمالة بالداخل تضافرت مع المعتدين الأجانب، كما تم وضع بعض الأراضي العربية والممرات البحرية وفُتحت الأجواء أمام الطيران الأمريكي الأطلسي، وبعد أن استكمل أعداء العراق أعداء الأمة احتلال العراق وأخرجوه من منظومة الأمن القومي العربي، وحل الجيش العراقي وأجهزته الأمنية، وقرار حل الحزب، وكأن البعث تأسس بقرار رسمي كي يتم حله بقرار أمريكي، أقام المحتلون عملية سياسية مسخه، وأضفوا عليها من الصفات والألقاب، ما يثير السخرية والاشفاق، فقالوا إنها تجربة ديمقراطية نموذجية تصلح لدول العالم الثالث.
ومع الأيام تأكد صواب موقف البعث في إدانة التجربة والقوى المشاركة فيها لأنها قوى معزولة تاريخيا ولا مكان لها في التاريخ السياسي الإنساني، ومع أن مقاولي هذه التجربة الشاذة والذين صمموها، يعرفون أنها تجربة بائسة ميتة ولا مستقبل لها، إلا أنهم يصرون على إقامة مهرجاناتها الهزيلة كل أربع سنوات ظنا منهم أن التجربة الخاطئة يمكن أن تؤدي إلى نتائج سليمة، وهذا هو العبث بعينه.
أيها المناضلون
وفي مواصلة للّعبة الأمريكية الإيرانية البائسة، تتجدد الدعوات للمواطن العراقي للتوجه إلى صناديق الاقتراع، في أكبر عملية تضليل وخداع وتزييف للشعارات، تارة تحت عنوان انتخابات برلمانية وتارة أخرى تحت لافتة انتخابات مجالس المحافظات، ولما كانت كل الانتخابات السابقة معروفة النتائج مسبقا، ومزيفة من حيث أَعداد المشاركة فيها، والذي لا يرقى إلى نسب المشاركة المقبولة عالميا، أو من حيث توزيع المقاعد على وفق نسب المحاصصة البائسة، فإن الإصرار على مواصلة هذه اللعبة البائسة يدل على استخفاف بإرادة الشعب العراقي ووعيه وتوجهاته الرافضة للعملية السياسية الشائهة.
لكل هذا ندعو رفاقنا في الحزب وجماهيره العريضة المناضلة التي سلَحَتها تجاربُ الماضي المُشرق، وحاضر التضحية والنضال، إلى مقاطعة هذه الانتخابات الصورية التي تريد تلميع صورة الاحتلالين الأمريكي الإيراني، ومنح أطراف العملية السياسية شهادة حسن سلوك وبراءة من جرائم قتل مئات الآلاف من العراقيين وتهجير أكثر من ذلك، والفساد والعبث بأموال العراق التي تم نهبها من قبل هذه الشلة الفاسدة ولأسيادها في واشنطن وطهران.
إن قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي تدعو المناضلين ألّا يلوثوا أصابعهم بعار المشاركة في هذا التزوير الفاضح لإرادة الشعب العراقي، ونحن على يقين أن شعبنا هو السبّاق بما يمتلكه من وعي سياسي في رفض هذه المسرحية المتكررة الصفحات منذ سنة 2003، وسيلقي بها في الوعاء الذي تستحق أن تستقر فيه.
قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد اواسط تشرين الثاني 2023