بيان قيادة قطر العراق
بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لميلاد البعث
أيها الرفاق المناضلون
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
تحل علينا ذكرى عزيزة على قلوب كل مناضلي الأمة العربية المجيدة الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس حزبنا العظيم، حزب البطولات والأمجاد، حزب البعث العربي الاشتراكي في اليوم السابع من شهر نيسان، وتوافق الذكرى هذه الأيام المباركة من شهر الفضيلة والغفران، شهر رمضان الكريم.. حيث أعلنت مجموعة من الشباب المؤمنة بالله وبأمتها من مناضلي البعث في السابع من نيسان من عام 1947عن ميلاد هذا الحزب العظيم، حزب البعث العربي الاشتراكي، ليسجل أول ولادة لحزب قومي جاء من آلام الأمة العربية ومعاناتها وهمومها.
إن ميلاد حزبكم العظيم حزب الجماهير العربية يعتبر نقطة تحول في التاريخ السياسي للأمة العربية، لقد كان ذلك التأسيس نقطة بداية جديدة في الحياة السياسية للوطن العربي وجماهيره المتطلعة لحياة أفضل.
إن حزبكم العظيم لم يتشكل كحزب سياسي فحسب وإنما يحمل إيديولوجية قوامها الأساس هو الوحدة والحرية والاشتراكية، هذه الأهداف التي ما زالت حتى اليوم تمثل أسمى الأهداف لجماهير أمتنا العربية المجيدة، والتي تتطلع لتحقيقها مهما بلغت التضحيات.
لقد أسهم حزب البعث العربي الاشتراكي ومنذ نشأته وبشكل كبير وفاعل في بناء الإنسان العربي المؤمن بقضايا أمته والقادر على العطاء والإبداع في ميادين الحياة كافة، وآمن بالقومية العربية كمشروع تتحقق عبره نهضة هذه الأمة في كل ميادينها الحياتية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، ويؤمن أن التلاحم الوطني ضرورة حتمية اجتماعية لفرض الوئام والانسجام بين مكونات ومفاصل النسيج الاجتماعي للمجتمع العربي.
لقد ولد حزبكم العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي وهو يحمل سر قوته باعتباره حركة لامتداد تاريخي، حاملاً روح التجدد والديمومة لشباب أمتنا العربية وبكل عزم واصرار أن يعيد إليها حيويتها بعد عقود من الاستعمار وما حمله من ضغائن لتجذير التجزئة والضياع في هذه الأمة العريقة.
ونحن نعيش هذه الذكرى الخالدة لميلاد حزب الأمة والجماهير المناضلة فإننا نحيي بكل فخر واعتزاز تلك الفترة التي انقضت من عمر حزبنا حامل الرسالة الخالدة، تلك الفترة التي تمثلت في الوعي الشعبي المتصاعد والمد الجماهيري المنادي بوحدة الأمة، والذي وضع مصلحة الأمة فوق أية مصلحة أخرى، فكانت فترة حافلة بالنضال الذي حقق الاستقلال والتحرر من الاحتلال الأجنبي في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي وعلى امتداد ساحة الوطن العربي.
لقد كانت تلك الفترة زاخرة بالنضال الذي أغنى الحركة الثورية العربية وترك آثاره الإيجابية والفعالة على امتداد الأرض العربية، وتجلى في انتصارات عديدة وإنجازات.
لقد ساهم حزبكم العظيم في كل معارك التحرير والكرامة من أجل استعادة فلسطين من العدو الغاصب، وقدم الكثير من الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية أرضها الطاهرة، فقد كانت ولا زالت القضية الفلسطينية من أهم قضايا الأمة وأولوياتها. وقد كان لحزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي الدور الكبير في تأجيج الشعور القومي والنضال الوحدوي وقيادة الجماهير في كل نضالاتها ضد الاستعمار والأنظمة الرجعية نحو تحقيق الوحدة العربية.
لقد فجر حزبكم العظيم عروس الثورات التي قضت على الدكتاتورية والانحراف في 8 شباط 1963، كما قاد ثورة 17-30 تموز عام 1968 تلك الثورة البيضاء، ثورة البناء والتأميم.
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
أيها العراقيون الأوفياء
أيها الرفاق المناضلون
تمر علينا هذه الذكرى العزيزة وأمتنا العربية وقطرنا العراق الجريح يتعرضان لأشرس مؤامرة ومخططات دنيئة تستهدف تفتيتها ووأدها، تكالبت فيها قوى الشر والظلام من إمبرياليين وصهاينة وفرس، فاجتمعت هذه الأطراف الشريرة للسيطرة على العراق وخيراته، وزرع الفتن، من طائفية وتفرقة وعنصرية على أساس الدين والعرق والمذهب، وفساد مالي وإداري.
لقد تسلطت أقطاب الشر هذه على البلاد بشكل مباشر أو من خلال ذيولها، الذين أتوا بهم من حانات الغرب ومعسكرات إيران وغيرها ليتسلطوا بهم على رقاب العراقيين.
لقد كان وسيبقى العراق العظيم عصياً على الغزاة والمحتلين وذيولهم، وفي تاريخنا المجيد عظة وعبرة ودليل لأولي الألباب.
ونحن، وفي هذا الظرف الذي يمر به عراقنا العظيم من ظلم وتسلط قوى الشر والفساد عليه، ندعو كل الخيرين من أبناء شعبنا من قوى وطنية وشعبية ومنظمات جماهيرية لتوحيد الصفوف للخلاص من بقايا الاحتلال والظلم والفساد، وتشكيل جبهة وطنية للانتفاض نحو التغيير الشامل وإقامة حكم وطني يعيد للعراق استقلاله وأمنه وازدهاره وهيبته.
إن حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي ولد ليناضل من أجل أمته، ولن يتخلى عنها مهما بلغت التضحيات، وسيبقى ملتزماً بنهجه الذي رسمه منذ التأسيس ليكون نبراساً له في تمسكه بثوابته القومية والثورية والإنسانية السمحاء.
إن ولادة حزب البعث العربي الإشتراكي كانت وستبقى مناراً للنضال القومي العربي والجماهير العربية الثائرة من أقصى الوطن العربي إلى أقصاه، والسائرة في سبل الحرية والتحرر من كل أشكال الاستعمار الأجنبي الطامع والاضطهاد بكل أشكاله.
وفي هذه الذكرى الخالدة نجدد العهد لقيادتنا القومية وعلى رأسها الرفيق القائد المناضل علي الريح السنهوري الأمين العام المساعد للحزب حفظه الله ورعاه، وسنبقى أوفياء لمبادئ وأهداف حزبنا العظيم.
الرحمة لروح الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق.
الرحمة لشهيد الأضحى الرفيق المناضل القائد صدام حسين.
الرحمة لقائد الجهاد والتحرير الرفيق المناضل عزة إبراهيم.
الرحمة لشهداء البعث ورفاقه الذين وافاهم الأجل.
تحية لرفاقنا المناضلين في كل مكان.
تحية لأبناء أمتنا العربية المجيدة.
تحية لأبناء شعبنا العراقي العظيم وهو يواصل انتفاضته، ثورة تشرين المباركة، ضد قوى الظلم والاستبداد والفساد بقايا الاحتلال وسلطته العميلة.
قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد 7 نيســـان 2023