ذِي قار عَرِين الأسُود عنفوان تشرين قادم

المنصة الشبابية

انطلاقا من حقيقة ان الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله ، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه و طرح قضاياه  الراهنة و التعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة  حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه مايصدر من موضوعات  ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي،  وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة .

 

ذِي قار عَرِين الأسُود

عنفوان تشرين قادم

أبو العروبة

 

في بداية هذا العام خرجت جماهير محافظة ذي قار ( الناصرية ) جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية، وانتشار الفساد المالي الإداري والبطالة. والبعض من الهتافات دعت الى استقالة حكومة مايسمى بالاطار التنسيقي . وندّد المتظاهرون أيضاً بالتدخل الإيراني ، الامر الذي ادى الى قيام القوات الامنية بمواجهة المظاهرات بالقتل وبالعنف الشديد واستعملت قوات الأمن صنف القناصة واستُهدِف المتظاهرين بالرصاص الحي، والحصيلة شهيدين وعشرات الجرحى من المتظاهرين.

ثم خرج علينا محمد السوداني بتصريح باهت يستنكر فيه اعمال العنف في التظاهرات ويقيل قائد المنطقة. الذي فعله السوداني فعله عبد المهدي والكاظمي قبله والنتيجة استنكار ولجان واستقبال البعض من جرحى المتظاهرات، اي نفس الاسلوب مع غياب الحل.

 اعتقدنا جازمين ان ابناء الناصرية عرين الاسود هم من سيعيد ثورة تشرين الى مسارها واهدافها، وهم من سيحرر العراق من الحكومات الفاسدة والعملية السياسية البائسة ودحر الاحتلال الفارسي ، وها هم اليوم ينتفضون من جديد ويلتحق بهم ثوار النجف ليشعلوا نار الثورة على الظلم والفساد، وعلى كل مظاهر الاحتلال الامريكي الإيراني المزدوج للعراق.

قِطار ثورَة تِشرين لم يَصِلْ محطّته الأخيرة

إن خروج الجماهير إلى الشوارع لا يأتي من فراغ او ردة فعل وقتية، انما يأتي نتيجة تراكم كم من المعطيات التي تحفّز الجماهير على الخروج رافعة صوتها بوجه السلطة الغاشمة .

يسبق خروج الجماهير قيام الشباب الواعي والنخب المثقفة بتبصير الجماهير بما يحدث على ارض الواقع من كوارث وويلات، وشرح مايدور، ومن ثم وضع استراتيجية عمل لتغير الواقع من واقع مزري الى واقع افضل، والاستراتيجية تسترشد بالأهداف ، والأهداف تُجسِّدها الشعارات .

ثورة تشرين الشبابية عملت وفق هذا السياق فكسبت ثقة الجماهير وكان اهدافها الاستراتيجية هي تحرير العراق واسقاط النظام السياسي الذي فرضه المحتل الامريكي والايراني في العراق، وكانت من اهم شعاراتها (نريد وطن )، (والعن ابو ايران لابو أمريكا) .

ومن عوامل نجاح الثوار هو وعيهم وحذرهم، اذ يقال ان قطار الثورة يركبه الثوار، ويركب معهم جنباً الى جنب الوصولي والانتهازي واللص …وغيرهم . ومن الطبيعي ان حدث ذلك لقطار ثورة تشرين، لذا نجد ان وحدة الكلمة ووحدت الموقف قد تمر بمراحل ضعف بعد قوة، لكن هذا لايعني ان القطار توقف وسيتوقف، بسبب ان البعض غادر القطار، فالبعض من الذين شاركوا على انهم ثوارًا، غادروا القطار قبل وصوله الى محطته الاخيرة، وإن هناك البعض الآخر من هان عليه دم شهداء الثورة، وفقد البوصلة، لكن هل هذا يعني ان القوى الشريرة قد تمكنت من الثورة التشرينية؟

الجواب كلا…

لأن الثورة .. فكرة لأيمان في صدورٍ عامِرة، ووَهَج فعلٍ جبّار لعقولٍ وسواعدٍ شجاعة. وبالتالي هي نوع و كمّ، وليس كيف، فأن خرج الف او مليون ، لافرق، المهم ان شعلة الثوار متقدة.

 أعداء الثورة يتعاملون مع العدد، لأنهم يجهلون ان الثورات الناجحة كان النوع فيها وليس العدد، هو العامل الحاسم.

لذا فإن عنفوان تشرين قادم.

Author: nasser