البَعثُ حِزبُ الأُمَّة، ومُنَاضِلُوهُ صُنَّاعٌ ا لتَّارِيخ ولَهُم مَآثرٌ وانْجَازاتٌ تَاريخيَّةٌ شَاخِصَةٌ في العِرَاق

بعد إلزام وزارتي التربية والتعليم من قبل مجلس النواب الهُزء بإعداد منهاج دراسي باسم (جرائم حزب البعث)

 

البَعثُ حِزبُ الأُمَّة، ومُنَاضِلُوهُ صُنَّاعٌ ا لتَّارِيخ

ولَهُم مَآثرٌ وانْجَازاتٌ تَاريخيَّةٌ شَاخِصَةٌ في العِرَاق

د. إياس الطائي

وجَّه مجلس نواب العملية السياسية المُحاصَصاتية المُسخ في العراق مجلس الوزراء الهُزء، بالزام وزارتي التربية والتعليم باعتماد منهاج دراسي باسم (جرائم حزب البعث)…

وهذا التوجيه الخبيث يدلّ على أنَّ الحاكمين في المنطقة الغبراء وما يسمى مجلس نوابهم، انَّما يُنَاصبون العداء والحقد الأسود للبعث العظيم كحزب طليعي جماهيري شعبي، ومناضليه الأوفياء في العراق والوطن العربي ككل، فهم يقصدون البعثَ فكراً ومنهجاً وتطبيقاً ومناضلين. وهذا العداء هو ليس وليد اليوم، انَّما وقف أعداء الأمة والحاقدون على العروبة ضدَّ حزب البعث العربي الاشتراكي والفكر القومي الوحدوي، منذ الأيَّام الأولى لتأسيس هذا الحزب العربي الثوري الأصيل الذي أخذ على عاتقه مهمَّة النهوض بالأمة، ومواصلة النضال في سبيل تحقيق رسالتها الانسانية الخالدة. هذا التوَّجه الشرِّير في حقيقته يُمثِّل صفعةً قاسيةً لهم، وسوطاً يجلدهم قبل غيرهم!، فهو دليل فشلهم الذريع في حكم العراق، وفي القرب من العراقيين وآلامهم ومعاناتهم وآمالهم. وهو في ذات الوقت اعتراف صريح بمدى حقدهم وكراهيَّتهم لهذا الشعب الأبيّ، بعد أن أيقنوا أنَّهم لم يتمكنوا لأكثر من تسع عشرة سنة مضت في تسلّطهم على رقاب العراقيين، من الحصول على مقبولية ورِضا هذا الشعب، ولم يستطيعوا كسب ودّه وحُبّه، فهم يعلمون جيداً أنَّ العراقيين يَشمئِزّونَ من ذكرهم ومن صورهم أيَّما اشمِئزاز. وقد خرجوا عليهم في ثورتهم التشرينية المباركة في العام2019، بعد أن فقد أبناء العراق الرَّجاء في الاصلاح، وعلموا أنَّه عليهم الابتعاد والكفّ عن لغة الصراخ والشكوى، وأنَّ لزاماً عليهم أن يبادروا الى الفعل الجسور للتغيِّير، حيث خرجوا بالآلاف في الميادين والساحات في عموم العراق، فواجهت قوات القمع الحكومية والميليشياوية الشباب الثائر بوحشية غير مسبوقة، قدَّم الثوَّار لغاية اليوم أكثر من ألفٍ من الشهداء وأضعاف ذلك من الجرحى والمُعاقين. والعراقيون رجالاً وماجدات، شيبةً وشباباً يعلمون علم اليقين أنَّ هؤلاء الحاكمين ومجلس نوابهم المُسخ، هم كاذبون حدّ الأذقان، وكما قيل: فلا يكذب المرء إلَّا من مهانته، أو فعله السوء، أو من قلَّة الأدب، وهؤلاء المتسلطين تجاوزوا كل هذا وذاك في كلّ الأديان والقوانين الانسانية والأعراف والتقاليد المُتعارف عليها.

هذا بخصوص الشعب العراقي، أمَّا البعث ومناضلوه فقد أثبت هؤلاء من أحزاب وحكومة الاحتلال، فشلهم في النَيل من الحزب فكراً ومنهجاً ومناضلين، فالبعث أكبر من أن يقف بالضدِّ منه هؤلاء الذين جاء بهم المحتل الامريكي والايراني، وهو أكبر من أن يتمكّن كائن مَن كان في وقف مسيرته النضالية الظافرة، وهو ماضٍ في هذه المسيرة مهما قدَّم من التضحيات الجسام، ومهما غلا ثمن طريقه الحقّ، فمناضلوه أصحاب بأسٍ شديدٍ لا يلين أو يتوَّقف حتى تحقيق أهداف البعث الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية، فقوّته يستمدها من صحةِ عقيدته التي تثبتها الأيام والأحداث يوماً بعد يوم، بضرورة وحدة الأمة العربية وحقها في الحرية والنهضة والتقدم .

وحيثُ أنَّ العملاءَ يقصدون في مساعيهم الخبيثة، وزارتي التربية والتعليم حيث يدركون خطورة هاتين الوزارتَين وأهميَّتهما، فهم منذ أن سلَّطهم المحتل الأمريكي، وبمباركة ودعم نظام ولاية الفقيه في إيران، شعروا بخطورة التعليم والثقافة على وجودهم الطارئ في السلطة، من هنا فقد عمدوا عن قصدٍ مُبَيَّت ومدروسٍ في اهمال التعليم، وحوَّلوا المدارس الى بيئة منفرة يهرب الطلبة منها ويمتنعون عن الذهاب الى مدارسهم ومواصلة تعليمهم، فهي اليوم بيئة طاردة للدارسين.

 فالتعليم بذرة طيّبة تنبت وتَترَعرَع في التربة الصالحة، التي تحتضن البذرة وتستقبل المياه العذبة لترويها. فالمدرسة يجب أن تتوفر فيها شروط تربوية ونفسية ومكانية لكي تستقبل الدارسين، أمَّا في مدارس اليوم وفي حالها البائس هذا فإنَّها تَبتعد كثيراً عن أدنى مستوى في أيّ مدرسة يَتقبَّلها الطلبة، ففي العراق اليوم بقايا أطلال تعليم كان زاهراً في زمن البعث ومفكريه وقياداته التربوية التنويرية، وأطلال مدارس متآكلة البنيان، آيلة للسقوط والانهيار في أيّ لحظة. وهكذا فالتعليم يدفع ثمناً باهضاً اليوم، والضحية دائماً هم أبناء العراق من الطلبة والدارسين، بعد أن تحوَّلت المدارس وبشتّى الطرق والأساليب الخبيثة، الى منابر طائفية هدَّامة.

وأخطر هذه الطرق هي تغيِّير المناهج الدراسية كيما تتوافق وتنسجم مع مخططات المحتل واهدافه في تفريق وتقسيم المجتمع والإمعان في اضعافه من خلال تجهيله. فقد ألغوا كتباً ومراجعاً ذوات قيمة علمية في غاية الأهميَّة، وفرضوا مناهجاً وكتباً غاية في الانحدار والضآلة في قيمتها العلمية والتربوية. فكان نتيجة ذلك ما وجدناه من تراجع مريع، وتدهور سريع في مستوى التعليم، وبالتالي الانقطاع عن التقدم العلمي والحضارة العالمية. كلّ ذلك يجري بتخطيطٍ مدروسٍ لتجهيل المجتمع العراقي برُمَّتِه، ومحاولة القضاء على ما يمتلكه من عقول وامكانيات علمية وثقافية تشكل الأساس الراسخ لأية قوة له، وكذلك القضاء على الإرث الثرّ من الازدهار والرقيّ في التربية والتعليم الذي حقّقه البعث في العراق في ظل نظامه الوطني والقومي المجيد، ذلك العهد الذي يمثِّل زمناً فارقاً، ومرحلةً تاريخيةً فاصلة في تاريخ العراق الحديث.

 

مناضلو البعث شيَّدوا البنيان وأنجزوا الملاحم التاريخية

لقد كان مناضلو البعث هم صفوة الناس ونخبهم الراقية قد حقَّقوا انجازات تاريخية تُليق بهم وبحزبهم العظيم، فعمل نظام البعث على بناء الدولة العراقية العصرية الحديثة والمتقدمة، التي تأخذ بالقانون سلاحاً، وبالعلم نهجاً ومنهجاً، وبالمدنية والتطور طريقاً نحو المستقبل الموعود. وبالتالي الانتقال من الأفكار والنظريات البعثية إلى وقائع وأفعال على الأرض، في تطبيقٍ حيّ وفاعل لكلّ ما يراه البعث في انبعاث الأمة من جديد، وفي تحقيق النهضة الشاملة في العراق كنموذج (محلي) يكون الأساس والقاعدة لكل أقطار الأمة، وبرهن مناضلو البعث وعلى كافة الأصعدة في قيادة الدولة وكوادرها ونخبها العلمية والمهنية والمجتمعية، أنَّ البعث ليس مجرد أفكار ونظريات تحويها الكتب، بل أثبتت هذه الأفكار جهوزيتها للتطبيق العملي على أرض الواقع فحققوا بذلك نتائج مبهرة، حتى صُنِّفَ العراق عالمياً خارج دول العالم الثالث في بعض القطاعات واهمها التربية والتعليم والرعاية الصحية.

كان من صميم عمل البعث في العراق أن ينعم المجتمع بالاستقرار والسلم الاجتماعي، وأن يَتَّجه بالشعب نحو النهضة التنموية الشاملة، وأخذ مناضلو الحزب العهد على أنفسهم في أن يحافظوا على تماسك المجتمع العراقي ووحدته الوطنية وانسجامه وتآلفه وأمنه وأمانه، وفي الحفاظ على كرامة الانسان العراقي وحماية حقوقه التي نصَّ عليها الدستور(المؤقت) للبلاد. وفقاً لمبادئ وقيم ثورة البعث في السابع عشر من تموز عام 1968م. ومن أولويات البعث الذي كان جلّ اهتمامه هو بناء الانسان العراقي الجديد، المُتَعلِّم المُتَحضِّر والواعي، فالتعليم هو القاعدة والأصل اللذان تُبنى عليهما المجتمعات الراقية، وهو أي التعليم أساس بناء الانسان السويّ الواعي، وبالتالي يساهم بشكل فاعل في الاندفاع بالمجتمع خطوات متقدمة الى الرقيّ والتطور. وقد سبقت الديانات السماوية كل الأفكار والتوجهات التي تدعو للتعليم، فقد وَجَّهت وحَثَّت على التعليم، باعتباره أحد الوسائل المهمة التي تشترك في تكوين العقل النيِّر والمُتَحفِّز والذي من خلاله يَتحَدَّد فكر الانسان وسلوكه وأخلاقه، بلويَتحَكَّم في أفعاله ويُنَظّمها. فأيّ أمة تنشد النهوض والتقدم والرقيّ عليها بالتعليم أولاً، لذلك كان من أولى مهام البعث في العراق منذ بداية ثورته الظافرة، هو احداث ثورة وانطلاقة حقيقية في التعليم، حيث أولته الثورة عناية ورعاية فائقة، ورصدت له المبالغ الهائلة ليتم انجاز هذه المهمة، وفي المقابل نجد أنَّ أيّ أمة أو شعب يُراد لهما الانهيار والتخلف والانحطاط، يكون بحجب التعليم عنهما أو إضعافه، وهذا ما يفعله العملاء في سلطة الاحتلال. من هنا وجدناهم يحجبون التعليم عن الأجيال الصاعدة من أبناء العراق الأُباة، ومحاولاتهم الخبيثة في الحجر على عقولهم، واستبدال العلوم والمعارف بالخرافات والأساطير والأضاليل التي تفرِّقهم وتعود بهم مئات السنين الى الوراء.

كان الشعب العراقي ينتفع من مجانية التعليم من رياض الأطفال وحتى الدراسات الجامعية العليا، غير أنَّ هذا الحال قد تَغيَّر في ظلّ حكومة الفاسدين وأحزابها الولائية، وكما قدَّمنا فقد تدهورت المدارس والجامعات، بعد أن حلَّت الفوضوية والعبثية والعشوائية في أسلوب ونمط عملها، حتى وصل الحال الى سرقة أسئلة الامتحانات الوزارية وبشكل علني دون رادع قانوني يوقف هذا التدهور في الأخلاق والأمانة التي أصبحت ظاهرة تَتفشَّى وتَستَشري في كلّ المستويات الدراسية. حتى لاذَ الميسورون بالمدارس والجامعات الأهلية والتي تلتهم مصروف أسرهم اليومي، فماذا يقول هؤلاء الذين تسلَّطوا على رقاب الشعب ومصيره، وما يرفعونه من شعارات زائفة، بعد أن فقد التعليم في العراق مضامينه العلمية والأخلاقية والتربوية تماماً؟

لقد انتهى اليوم التعليم المجاني تماماً من الناحية العملية، ولم يعد له وجود شأنه في ذلك شأن البطاقة التموينية التي تشكو الجحود والانكار والتغافل من قبل هذه الحكومة الجائرة. ونتساءل هل هناك ما يمكن أن يؤخَذ على البعث ونظامه لأنَّه أرسى لتعليم مجاني شامل؟!

والمضحك المبكي أنَّهم أوجدوا لأنفسهم عذراً في الغاء مجانية التعليم بزعمهم أنَّ هذا النظام خاص بالنُظم الاشتراكية ومنها نظام البعث!، وأنَّهم بالضدّ من الاشتراكية! غير أنَّهم متخلفون حدّ النخاع، ولا يعلمون أنَّ النُظم الرأسمالية ومنها أغلب الدول الاوربية الغربية كألمانيا مثلاً تعتمد التعليم المجاني في كلّ مراحله، انَّه والله الحقد الأسود والغلّ المدفون في النفوس منذ سنين للبعث ومناضليه ونخبه المتنوِّرة في العراق وأقطار الأمة. وفي المقابل فقد شجَّعوا وعملوا على فتح الأبواب على مصراعيها في تأسيس المدارس والجامعات الأهلية، والكثير منها تتبع ملكيّتها للأحزاب في سلطة الاحتلال، والتي بدورها تعتبرها مصدراً للربح الفاحش، وتُشكِّل بؤراً للطائفية ويستشري فيها الفساد المادي والاداري والتربوي والعلمي، وتساهم في تعدد الانتماءات والولاءات الطائفية امعانا في تفتيت المجتمع وتمزيقه.

عندما استلم نظام البعث قيادة الدولة والشعب في العراق، كان هناك أربعاً من الجامعات الرسمية، فأصبحت في زمنه أكثر من عشرين جامعة تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وعندما استلم البعث قيادة الدولة والمجتمع، لم يكن هناك سوى عشرات العلماء والباحثين في تخصصات علمية محدودة، وفي عهده تجاوز عدد العلماء عشرة آلاف عالم في تخصصات الكيمياء والفيزياء والذرة والعلوم التطبيقية والانسانية الأخرى. وفي ظل البعث أعلنت منظمة اليونسكو خلوّ العراق من الأمية بشكل رسمي في سبعينيات القرن الماضي، بعد أن بذل البعثيون ومعهم الوطنيون المخلصون قصارى جهدهم وواصلوا الليل بالنهار في سبيل تعليم أبناء الشعب في كل قرية ومدينة في الجبال والوديان والأهوار والصحاري، في حملة وطنية شاملة لمحو الأمية، ثم توسعت الدولة في بناء المدارس في كلّ أنحاء العراق. وبعد ذلك فالبعث بمناضليه كان قد وفَّرَ حياةً كريمةً للعراقيين، وهذه تمثِّل (أم الحقوق) الإنسانية، ومن ثمّ تحقيق السِلم الاجتماعي الذي يهيئ للقيام بأعمال التنمية النهضوية الشاملة.

إنَّ أسوأ الأزمنة هي التي يَتبَجَّح فيها الجاهل، ويضطرّ العاقل للسكوت، ولكنَّنا على ثقةٍ تامة أنَّ شعبنا العراقي الأبيّ هو مَن يردّ على هؤلاء الفاسدين، ولن يصمت عمَّا يفعلون ومنها هذا المنهاج الأجوف الذي ينون تعميمه على المدارس والجامعات. وهذا ليس جديداً عليهم، فالأفكار الخبيثة السوداوية التي يحملونها لا تموت مهما تعدَّى الزمن، وتغيَّرت الأحوال، لكنَّهم لن يفلحوا أبداً مع فكر البعث التقدمي النهضوي ومناضليه المتنوِرين، يتمثَّل فيهم قول الشاعر العربي:             

  كناطحِ صخرةٍ يوماً ليُوهنها     فلَم يَضرّها وأوهى قِرنه الوَعلُ

العراقيُّ الأصيل يُسائل حكومة الاحتلال وأحزابها ومن حقّ كلّ عراقي أصيل أن يَتساءَل أو يُسائل الحاكمين باسم الولي(اللافقيه) في قم وطهران بالآتي:

  • هل البعث مسؤولاً عن طائفيَّتكم المقيتة، التي اكتوى بها العراقيون منذ الغزو الغاشم الى اليوم؟
  • وهل البعث هو المسؤول عن الفساد الاداري والمالي وملئ مناصب الدولة والحكومة بالفاسدين والسراق لأموال العراقيين، وأخيرها وليس آخرها ما تسمى بـ(سرقة القرن)، وهي بمليارات الدولارات؟
  • وهل البعث مسؤولاً عن استشراء الأمية بين الشعب العراقي حتى وصلت أرقاماً مخيفةٍ، بعد أن كان مناضلوه قد اقتلعوها من جذورها؟
  • وهل البعث ومناضلوه هُم مَن حرموا العراقيين من التعليم؟
  • وهل هُم مَن منحوا المناصب لغير مستحقيها من الرعاع والجهلة والمُهمَّشين في المجتمع من المتخلفين والفاسدين والمرضى النفسيِّين؟
  • وهل البعث مسؤولاً عن ظاهرة الفقر المدقع وحالة العوز القاسية التي يعيشها العراقيون اليوم؟
  • وهل البعث ومناضلوه هُم مَن أفسدوا قيم العراقيين، وشوَّهوا بعضاً من أخلاقهم فاستشرى ادمان المخدرات، وانتشرت الممارسات المجتمعية والملاهي الليلية الفاضحة؟
  • وهل مناضلو البعث هُم مَن يمتلكون هذه الملاهي المخلَّة بالأخلاق أم هُم القائمين على زعامة الأحزاب الولائية المجرمة؟
  • وهل البعث هو المسؤول عن قتل المئات من شباب العراق التشريني؟ والاختفاء القسري لآلاف الشباب في المنطقة الغربية؟

وهناك عشرات بل مئات الأسئلة التي تختلج في صدور العراقيين، ولا مجيب عليها!. فالعراقيون على علمٍ ودرايةٍ بما قدَّمه البعث ومناضلوه لشعبهم وأمتهم العربية، يَتمثَّل فيهم قول الشاعر العربي:

أولئكَ قومٌ إنْ بنوا أحسَنوا البِنا         وإنْ عاهدوا أوفوا وإنْ عقدوا شَدُّوا

إنَّ هذا التوجيه العقيم البائس نراه وقد ولِدَ ميِّتاً، ونحن لا نشعر بقلقٍ أو خِيفةٍ في اعتماده منهجاً دراسياً، لماذا؟ لأنَّنا واثقون من أنفسنا أولاً في أنَّ البعث ومناضليه انَّما خدموا شعبهم العراقي أيَّما خدمة، وحافظوا على موارده وكرامته وحقوقه واستقراره وأمنه، وحقَّقوا له المستوى الراقي الذي يستحقه في التعليم والصحة والعمل، فلا يوجد في عهد البعث عاطلين أو متسوّلين، ولا يوجد مدمنٌ او متعاطي واحدٌ للمخدرات في العراق كلّه، والمواطن مُستقرٌّ مع أسرته يعيش في أمنٍ وأمان ومناضلو البعث يحرسونه بأعينهم وقلوبهم.

ونحن أيضاً واثقون من شعبنا العراقي الأصيل، فهو سيرفض هكذا توَجّهات خبيثة، تُسيء للبعث ومناضليه، فالشعب أدرى بما قدَّمه البعث ومناضلوه من مآثرٍ وانجازاتٍ كبرى في كل مناحي الحياة، في خدمة العراق وشعبه. ولسنا بحاجةٍ الى مَن يدافع عن تلك المرحلة التاريخية المشرقة التي أفصح فيها مناضلو الحزب عن معدنهم العراقي البعثي الأصيل، وعن محبتهم وعشقهم للعراق وأهله، فقد كانوا حصناً للحقِّ والعدل، وملاذاً آمناً لكلّ العراقيين، لا فرق عندهم بين عراقيٍّ وآخر في العِرقِ والدِّينِ والمذهب، فجعلوا من العراق دولةً وطنيةً خالصةً، جعلوا منه قويّاً مُهاباً شامخاً، حتى أُخرِجوا من ديارهم بغيرِ حقٍّ.

إنَّ أهلنا في العراق يدركون جيداً أنَّ مَن يخون بلده وشعبه فلا عهدَ له ولا أمان، يقول فيهم الشاعر العربي:

    هذا جبانٌ … وهذا باعَ أُمَّته        وكُلّهم في مِحرابِ الشَّيطان يَبتَهِلُ

 لذلك فالشعب العراقي لا يثق بهم ولا يَستأمنهم على نفسه، فهُم صنَّاع الجهل والتخلّف، ومحترفون في الجرائم والقتل واستباحة أموال البلاد والعباد، فكيفَ يُصدِّق أكاذيبهم وادعاءاتهم المُضلِّلة عن البعث ومناضليه؟!

 

الرَّد على التخرّصات والتوجّهات الخبيثة

إنَّنا نتوجَّه إلى شعبنا العراقي الماجد أن يستمر في ثورته التشرينية المباركة، وأن يتلاحم مع الثائرين، ويسندهم بالأعداد الغفيرة التي تملأ الميادين والساحات في المحافظات المنتفضة. ومطلوبٌ من الآباء والأمهات من أبناء العراق الغيارى أن يبادروا الى تنوير أذهان أبنائهم بحكايات عن زمن النظام الوطني السابق، ونهارات البعث الساطعة في كل المجالات، وكيف كان المجتمع واحداً متماسكاً، والتعليم بالمجان، وكذلك العلاج والدواء في المستشفيات والمراكز الطبية المنتشرة في المدن والقرى، وعن التكافل الاجتماعي، والضمان الصحي والاجتماعي لكل المواطنين، وعن الاستقرار والأمان، وفاعلية القانون الذي يُنفّذ على الجميع دون استثناء. وأن يُعلموا أبناءهم أنَّهم يجلسون على مقاعد الدراسة في المدارس والجامعات التي تم بناؤها وانجازها في عهد النظام الوطني، وأن يعلموهم كيف كان الجيش العراقي الوطني الباسل هو الحامي للديار، والمحافظ على حقوق الشعب والمُدافع عنه، وليس جيش الحكومة الميليشياوي الذي يوجِّه بنادقه تجاه الشعب العراقي!

وأمَّا مناضلو البعث في العراق وخارجه ، فعليهم تَحدِّي هذا المنهج الخبيث، بكل الوسائل واطلاق المبادرات الخلاقة وقيادة جماهير الشعب لرفضه وافشاله. وحث الكتَّاب، والمثقفين والاعلاميين كي تَتَفتَّح قرائحهم للكتابة عن هذا التوجه الشرِّير لحكومة الاحتلال الباغية، وادانة ذلك بشدّة والترويج لإسقاطه.

وعلى كلِّ البعثيين في العراق المحتل أن يَستَلُّوا سيوفهم من أغمادها بالكلمة الحقّ خاصة مع الشباب، والوطنيين من العراقيين الذين يقفون بالضدّ من الاحتلال الفارسي الصفوي، ومن سلطته العميلة. واستغلال ما يجري في العراق من سيطرة الميليشيات المنفلتة على كلّ مرافق الدولة ومؤسساتها وما يعيشه العراق من فوضى عارمة، وما يجري من سرقات للمال العام ولثروات العراق، وانعدام الأمن والأمان التي تُهدّد المواطن العراقي، إذْ يعيش حياته في حالة تهديد مستمر، فالموت يقتحم على الناس بيوتهم الآمنة في أي وقت!. وأنَّ البيئة التي تفقد القانون والعدالة وحرية التفكير والرأي، تَتحَوَّل الى بركةٍ آسِنةٍ يملؤها العفَن، وتسكنها الهِوام والحشرات.

وعلى الكوادر التعليمية المتنورة من مدرسين وأساتذة آمنوا دوماً بوحدة العراق وانسجام وتماسك مجتمعه وحقه في التقدم والرقيّ، أن يأخذوا دورهم الوطني المطلوب، وأن يكون لهم موقفٌ يُحسب لهم، فالإنسانُ موقفٌ يُسَجَّل له في حياته، وإطلاق حملة لإهمال تدريس هذه المادة ان تم فرضها بالقوة، وافشالها بكل الوسائل والسبل.

ومع ثقتنا أنَّ البحر المترامي لن تؤثر فيه مياه المستنقعات الآسنة، وأنَّ(الزفت) لا يمتزج بالمياه اطلاقاً. فإنَّنا لا نكاد نرى شعباً من شعوب الأرض في عصرنا هذا جرى استهدافه واستغلاله واستنزاف قواه وقدراته الفكرية والمادية والانسانية، ونهب ثرواته وأمواله، وتخريب إنجازاته عبر عشرات السنين، كما يجري اليوم على الشعب العراقي.

وسيسجِّل التاريخ انه شتَّان بين أولئك العشَّاق الأفذاذ من مناضلي البعث وانجازاتهم، وهؤلاء المُكرِهون الأوغاد من سلطة الاحتلال وأحزابها المجرمة، فالتاريخ والشعب هما الحكم الفصل، والعراق يعيش اليوم في مرحلة المأزق التاريخي، لأنَّ المرحلة الحالية هي الأخطر منذ الاحتلال المغولي للعراق واقتحام بغداد، مدينة السلام، وحاضرة الدنيا. 

وفي الختام نقول، أنَّ ما يُقدِم عليه هؤلاء الفاسدون هي محاولة يائسة وخبيثة لاستمالة عواطف النشء الجديد والشباب، وهي محاولة لزرع الحقد والكراهية في نفوس أبنائنا الطلبة والدارسين على مبادئ البعث اولاً ودعوته الى وحدة الأمة ونهضتها، وعلى رجاله وماجداته الأوفياء ثانياً، وهذا لن يكون أبداً بإذنه تعالى وبوعي شعبنا العراقي الأبيّ…

 

 

 

 

Author: nasser