القيادة القومية : لقاء مجموعة “منتدى النقب” تغطية لمجازر العدو وانتهاكاته للاقصى
.
دانت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي لقاء ابو ظبي الذي عقدته دول مايسمى بمجموعة عمل “منتدى النقب” ، ودعت الدول العربية التي دخلت في علاقات تطبيعية مع العدو الى قطع هذه العلاقات كرد عربي على استباحة الدم الفلسطيني ، وانتهاك الحرمات ومنها حرمة الاقصى. جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية للحزب في ما يلي نصه.
في الوقت الذي يستمر فيه العدو الصهيوني باستباحة الدم الفلسطيني في الارض المحتلة ويصعّد من انتهاكاته المتمادية للعتبات المقدسة ، واخرها ما قام به وزير مايسمى بالامن القومي الصهيوني باقتحامه لحرم المسجد الاقصى ، اقدمت بعض الانظمة العربية التي دخلت في علاقات تطبيعية مع العدو على استضافة اجتماع لمجموعة عمل مايسمى “بمنتدى النقب” في ابو ظبي ، وعلى جدول اعمالها تطوير التعاون في حقول الصحة والتعليم والسياحة والطاقة والامن الاقليمي.
ان عقد هذا اللقاء في عاصمة دولة عربية بعد ايام قليلة على انتهاك حرمة الاقصى من قبل من هم في موقع المسؤولية لسلطة الاحتلال الصهيوني ، لايشكل فقط استفزازاً لمشاعر جماهير فلسطين خاصة والامة العربية عامة ، ومعها كل الشعوب التي ترى في انتهاك الاقصى انتهاكاً لواحدٍ من ابرز مقدساتها، بل انه يشكل ايضاً تغطية لما يقوم به العدو في الارض المحتلة من تهويد متصاعد لكل معالم الحياة في فلسطين ، وهو الذي يدفع باتجاه تنفيذ “ترانسفير” جديد من خلال توسيع مساحة الاستيطان والاغارات التي تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون على المخيمات وعلى الاحياء الاهلة ومصادرة مزيد من الاراضي وحجب الاموال عن السلطة الوطنية ، الذي انعكس سلباً على قدرتها في تسيير قطاع الخدمات وتأمين رواتب العاملين في ادارات السلطة الفلسطينية.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، تدين هذا اللقاء الذي ينعقد في الوقت الذي يرتكب فيه العدو جرائم ضد الانسانية في فلسطين وينفذ المجزرة تلو الاخرة بحق شعبنا في الارض المحتلة ويمارس سياسة فصل عنصري التي تنم عن طبيعته غير آبهٍ بالمواثيق الدولية التي تعتبر حماية الاعيان الثقافية والدينية مشمولة بحمايتها وتضع الاعتداء عليها تحت المساءلة القانونية والجزائية وفق لما نصت عليه احكام القانون الدولي الانساني.
لقد كان على الذين تداعوا الى اجتماع ابو ظبي من الدول المطبعة ان يردوا على ما يرتكبه العدو من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ، بوقف كل اجراءات التطبيع معه ، والمبادرة فوراً لعقد اجتماع عربي لتوفير دعم سياسي ومادي ومالي لجماهير شعبنا في الارض المحتلة وبما يمكنها من الصمود وتفعيل انتفاضتها ضد الاحتلال .
أما وانها لم تفعل ذلك ، ولم تبادر لاتخاذ موقف داعم لصمود شعبنا في الارض المحتلة ، واكتفت بتقديم شكوى الى مجلس الامن لرفع العتب وهو العاجز اساساً عن اتخاذ حتى مواقف الادانة لما يقوم به العدو بسبب الفيتو الذي تمارسه بحق اميركا التي لم تتأخر لتفعيل “اتفاقات ابراهام ” عبر الدعوة لاجتماع ابو ظبي للدول المطبّعة ورعايتها له ،إنما يشكل تجاهلاً مقصوداً لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر يومية وانتهاكات خطيرة لحرمات مقدساته وحقوقه الاساسية وصرف الانظار عما قام بن غفير في انتهاكه لحرمة الاقصى كما فعل سلفه شارون العام ٢٠٠٠ ، وكما يكرره المستوطنون الصهاينة يومياً في القدس وكل الارض المحتلة .
ان القيادة القومية التي ترى في هذا اللقاء انتهاكاً خطيراً للامن القومي العربي ، تدعو جماهير فلسطين الى تصعيد انتفاضتها وقوى الثورة الى توحيد صفوفها لمواجهة تصعيد العدوانية الصهيونية ، كما تدعو جماهير الامة العربية وقواها التحررية الى اطلاق حراك شعبي في كل ساحات الوطن العربي ضد هذا النهج التآمري الذي تسير خطاه انظمة التطبيع ، لمحاصرة هذا النهج تمهيداً لاسقاطه ، وانتصاراً لفلسطين وقضيتها التي كانت وستبقى قضية مركزية للامة وعلى قاعدة ان معركة التحرير لا تنفصل عن معركة التغيير التي تخوض غمارها الجماهير العربية في اكثر من ساحة عربية .
ان ما يجري في فلسطين والعراق وسائر اقطار الوطن العربي من تهديد متصاعد للامن القومي العربي بكل عناوينه ومضامينه ، يضع الامة العربية امام منعطف خطير ، ولا سبيل لمواجهة المخاطر التي تتهدد الامة الا بوحدة موقف عربي تحكمه الثوابت القومية ووحدة الرؤية والاليات لمواجهة اعداء الامة المتعددي المشارب والمواقع .
فلترتق حركة النضال العربي الى مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق قواها الثورية والتحررية ، ولتتوحد قوى الثورة العربية في اطار جبهة عربية شعبية لتوفير رافعة سياسية قومية لمواجهة نهج التطبيع ولتوفير كل وسائل الدعم لمقاومة جماهير امتنا في فلسطين والعراق وفي كل ارضٍ عربية محتلة.
التحية لفلسطين ومقاومتها وانتفاضة جماهيرها ،
المجد والخلود لشهداء فلسطين والحرية لاسراها ومعتقليها والخزي والعار للخونة والعملاء والمطبعين.
الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
الدكتور احمد شو تري
في ٢٠٢٣/١/١٠