قبل عشر سنوات ،كانت الامة العربية على موعدٍ مع حدثٍ جماهيريٍ عظيم ،إنطلقت شرارته من تونس الخضراء ،وامتد لهيبها لتشعل ميادين القاهرة ودمشق وصنعاء ،في أوسع حراك جماهيري توحد حول شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” ، لغاية إنتاج نظم سياسية تعيد الاعتبار لدور الجماهير وحقها في العيش الحر الكريم .
إن هذا الحراك الذي إستطاع ان يسقط نظماً، كما حصل في تونس ومصر ، تم الانقضاض عليه في ساحات أخرى، بعدما اُ ستدرجت قواه الشعبية الى المربع الأمني، الذي تتقن الأنظمة الاستبدادية إدارته والتحكم بمساره،وأدى الأمر الى حرفه عن أهدافه الوطنية والقومية وسياقاته السلمية الديمواقراطية كما حصل في سوريا وليبيا واليمن والعراق بعد اندحار قوات الاحتلال الأميركي ،ونزول الجماهير الى الساحات والميادين مطالبة بإسقاط العملية السياسية التي أفرزها الاحتلال، وإقامة سلطة وطنية تعيد للعراق امنه واستقراره الداخليين، وتحقق وحدته الوطنية ارضاً وشعباً ومؤسسات، وتسوره بجدار من الأمن الوطني يحول دون اختراقه من مداخله وتخريبه من داخله.