عرض كتاب ” الفكر العسكري الاستراتيجي بين المنظور العربي الإسلامي والرؤية المعاصرة” المؤلف: الدكتور حازم الشيخ الراوي الجزء (2)

برنامج
كتاب الشهر

للكتاب والقراءة أهمية عظمى في حياة الأمم والشعوب، وفي عالمنا المعاصر حيث تحتدم التحديات والمتغيرات في مختلف الاصعدة والمجالات ، اصبحت المعرفة احد اهم الاسلحة التي تتسلح بها الشعوب في كفاحها حتى أضحت حاجة جوهرية لا غنى عنها من اجل البقاء وتحقيق التطور والازدهار. وفي ظل عمليات التجهيل المنَظَم والمتَعَمَّد للاجيال الصاعدة من الشباب في وطننا العربي يحتل هذا الامر اهمية استثنائية. وتساهم العديد من الاصدارات العربية الحديثة في القاء الضوء على القضايا الملحة في وطننا العربي، وتنوير الرأي العام ونخبه الفكرية والثقافية، وتعميق الوعي لديها، فتشكل منارات هادية تضئ الطريق امام ابناء الامة ولا سيما اجيالها الصاعدة ، لتتزود منها بالمعرفة اللازمة لمواصلة الطريق في دفاعها عن خيارات الامة وحقها في الحياة ومواصلة رسالتها الخالدة بين الامم.
يسلط برنامج ” كتاب الشهر ” الضوء على هذه الكتب ويتناول بعدها القومي وتأثيراتها ودورها في تعميق الوعي فيقدم خلاصات للنصوص الجديدة في مجالات الثقافة القومية والفكر العربي المعاصر والتحديات الراهنة في مختلف المجالات ، تشترط الرصانة الموضوعية ،وتضمن الفائدة العامة لجميع القراء والمتصفحين . ولإثراء النص وتعميق مضامينه ، يشرع كتاب الشهر نوافذ للحوار العلمي ، وتبادل وجهات النظر . كتاب هذا الشهر يحمل عنوان : ” الفكر العسكري الاستراتيجي بين المنظور العربي الإسلامي والرؤية المعاصرة” المؤلف: الدكتور حازم الشيخ الراوي

عرض كتاب
” الفكر العسكري الاستراتيجي
بين المنظور العربي الإسلامي والرؤية المعاصرة”
المؤلف: الدكتور حازم الشيخ الراوي
الجزء (2)

الفصل الثالث: مفهوم القوة في الإسلام
القوة لغة هي ضد الضعف والهوان، أما اصطلاحاً فهي الامكانية أو الطاقة المتاحة التي يمتلكها البعض افراداً او شخوص معنوية، وقد تكون مادية أو معنوية. والقوة بمفهومها الشامل تتفرع الى قوى سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية وعسكرية. فالقوة السياسية هي التي تمتلكها الدولة من خلال قدراتها الدبلوماسية والإعلامية وفن التفاوض لفرض ارادتها على الطرف الآخر او لتحقيق مصالحها في ظرف معين. وفي الآونة الأخيرة وبعد احتلال العراق من قبل أمريكا وما تكبدته من خسائر بشرية ومالية وتسليحية ونفسية ومعنوية من قبل المقاومة العراقية، فقد برز مفهوم جديد للقوة السياسية والإعلامية سمي بالقوة الناعمة، والتي انتقد صاحب نظريتها الفيلسوف الأمريكي جوزيف ناي قيام الولايات المتحدة الامريكية باستخدام القوة العسكرية لاحتلال العراق بدلا من استخدام القوة الناعمة التي تمتلكها. وقد اعتمد العرب على كلا النمطين من القوة المعنوية والمادية، فنجد أن الله تعالى يحث المسلمين على اتخاذ التدابير المادية لتعزيز القدرة على تحقيق الردع ومنع الخصم من تنفيذ نواياه كما جاء في الآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، والآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً). بينما نجد تعزيز القوة المعنوية في الآية (وما النصر إلا من عند الله)، وفي كافة المعارك التي خاضها العرب المسلمون كان النصر حليفهم عندما كانوا يتمسكون بكلا النمطين من القوة المعنوية والمادية.
الفصل الرابع: الفكر العسكري الاستراتيجي للقادة الأعلام في الميدان
في هذا الفصل تم التطرق الى العديد من أعلام العرب، القادة العظام، الذين غيروا مجرى التأريخ بفكرهم الاستراتيجي المرن، وبفعلهم الانعكاسي التأثيري العسكري الميداني في سوح الوغى.
وتم التطرق للقادة الأعلام بتسلسل مبني على وفق عاملي الجغرافية والتأريخ، أي وفقاً لساحات القتال التي خاضوا فيها فعلهم الميداني، ووفقا لتأريخ هذا الفعل، علما ان بعضهم شارك في عدد من ساحات القتال، وكانت ساحة العراق بعد معركة مؤته أول ساحات القتال ضد الفرس، ثم تلتها ساحة الشام لتبدأ أول معركة فاصلة في تأريخ فتوحات الدولة العربية، معركة اليرموك والتي حطمت بها امبراطورية الروم، وبعدها جاءت ساحة العراق مجددا لتبدأ المعركة الفاصلة الكبرى للعرب، القادسية، التي هدمت فيها امبراطورية الفرس. ثم نهاوند وغيرها من الفتوحات. ثم توالت الفتوحات في العصر الاموي في ساحات افريقيا وأوروبا، والعصر العباسي في آسيا، ثم العصور الأخرى حتى فتح القسطنطينية..

هم القادة العرب الذين تمتعوا بالعقلية العسكرية الاستراتيجية وفنون القتال وتمسكوا بمبادئ وآداب الحرب فرفعوا راية الدولة العربية في ربوع المعمورة. كالمثنى بن حارثة وابا عبيد الثقفي في مقاتلة الفرس بالعراق قبل دخول خالد بن الوليد في مناورته الكبرى وسلسلة المعارك الناجحة التي خاضها في العراق من الجنوب حتى الحيرة ضد الفرس ليلتقي في الحيرة بالرتل الذي قاده عياض بن غنم الذي دخل العراق من الشمال الغربي وحتى عبور خالد الصحراء ليقود معركة اليرموك في الشام.

وتم القاء الضوء على فنون القتال في معركة اليرموك للقادة الذين شاركوا فيها تحت امرة خالد بن الوليد وهم (أبو عبيدة الجراح، عمرو بن العاص، شرحبيل بن حسنة، عكرمة بن أبي جهل، يزيد بن أبي سفيان، القعقاع) رضي الله عنهم وتحرير بلدان الشام والأردن وفلسطين.

أما معركة القادسية التي قادها سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه ضد الفرس فقد شهدت تخطيط متقن وعمليات قتالية ناجحة، وبرز فيها عاصم بن عمرو والقعقاع بمقاتلة الفيلة التي لم يكن يألفها العرب، وبعدها نهاوند التي قادها النعمان بن مقرن، وبأمرته حذيفة بن اليمان والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم. وفي تلك المعركة تقدم النعمان بجيشه الى منظقة ماذران وتحشد فيها، وأرسل عنصرين لاستطلاع العدو في نهاوند، هما بكير بن شداخ الليثي وطليحة بن خويلد الأسدي، فمضيا كلاً باتجاه محدد، فأما بكير فإنه عاد مبكرا، وأما طليحة فقد تأخر حيث جمع معلومات دقيقة عن العدو الفارسي، حتى ان المسلمين ساورهم الشك، وتصوروا ان طليحة قد التحق بجيش الفرس، فلما عاد بدأوا يكبرون الله، فاستغرب، فأشاروا له بأنهم ظنوا به سوءا، فغضب طليحة وقال: سبحان الله العظيم، والله، لو لم يكن لي دين أعتمد عليه إلا أني عربي فقط لما كنت بالذي اختار هؤلاء الأعاجم على العرب، فكيف وقد هداني الله عز وجل إلى دين الإسلام وعرفني فضله!

وينتقل بنا المؤلف الى جبهة آسيا الوسطى ليتحدث عن اهم القادة الذين فتحوا البلدان بمعارك وفنون قتال قل نظيرها، كالمهلب بن أبي صفرة في خراسان وطبرستان، وقتيبة بن مسلم في دخوله الى الصين، ومحمد بن القاسم في تحرير الباكستان. أما في جبهة افريقيا والاندلس فيلقى الضوء على مبادى الحرب وفنون القتال التي قادها عمرو بن العاص في تحرير مصر وعبد الله بن ابي سرح في معركة ذات الصواري، وعقبة بن نافع وموسى بن نصير وطارق بن زياد وعبوره الى الاندلس، والسمح بن مالك وعبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط الشهداء، وأسد بن فرات بتحرير جزيرة صقلية. وينتقل الكاتب الى الفكر العسكري الاستراتيجي للمعتصم ومعركة عمورية وصلاح الدين الايوبي وتحرير القدس وسيف الدين قطز في عين جالوت ضد التتار، لينتهي في تحرير القسطنطينية على يد محمد الفاتح.

الفصل الخامس: مقارنة العبقرية العسكرية الاستراتيجية العربية والفكر العسكري المعاصر
في مقارنة موجزة بموضوع الاستراتيجية والعمليات والتكتيك (التعبئة) فان المنطق العلمي والحدث التاريخي يؤكدان أن أفكار القادة المعاصرين كانت معتمدة قبل مئات السنين من قبل قادة العرب، ومثلنا في ذلك القائد العسكري التاريخي العربي خالد بن الوليد رضي الله عنه الذي لم تعرف معاركه معنى للفشل طيلة خدمته العسكرية في الجزيرة العربية والعراق والشام. فالجنرال الفرنسي أندريه بوفر مثلا يصف إستراتيجية المعركة في كتابه (مدخل إلى الإستراتيجية العسكرية) بالقول: (إن التطويق والخرق لا يتمان إلا بعد سلسلة من عمليات الخداع والإنهاك المتبادلة، وغاية هذه العمليات تثبيت قوات العدو وهز روحها المعنوية بالخوف والتعب وتتابع الخسائر، وتركيز الجهد بعد ذلك على نقطة حساسة قابلة للتأثر في الجناح أو القلب).

وبنظرة سريعة إلى الفكر العسكري الثاقب لخالد بن الوليد، نرى أن إستراتيجية المعركة التي اعتمدها أندريه بوفر، كان قد طبقها ابن الوليد رضي الله عنه في معركة اليرموك، فقد كان تصميمه للمعركة يستند على ما يأتي:
• تثبيت العدو أولا وتطويقه بقوات عمرو بن العاص (الرتل الأيمن) وحصره في سهل الواقوصة بعد غلق منفذه الوحيد.
• لم يتم تنفيذ عمليات الخرق إلا بعد تطويق قطعات خيالة العدو وعزلها عن المشاة وإنهاكها وتكبدها خسائر كبيرة.
• إن عملية الخداع قد تمت بكفاءة بارعة عندما اندفع جناحا قوة الضربة الرئيسة بقيادة كل من القعقاع وعكرمة للهجوم على العدو ثم خداعه في التظاهر بالانسحاب والتقهقر لدفعه إلى اتجاهات غير مجدية بغية مقاتلته فيها.

ويؤكد المؤرخ والمنظر الانجليزي (ليدل هارت) على أهمية المخادعة لدى القائد عندما يخاطبه بالقول (عليك أن تعلم إن جميع أنواع الحروب تستند إلى الخدعة). ولم تكن اليرموك المعركة الأولى التي شهدت عبقرية خالد بن الوليد في تنفيذ خطط الخداع، فقد شهدت ذات السلاسل صورة أخرى لها عندما اعتمد الاستراتيجية التالية:
• استدراج القوات الفارسية بالإيحاء لها بانسحاب القوات العربية، بعد أن قسم قواته إلى ثلاثة فرق وحدد ثلاثة اتجاهات مختلفة لانسحابها إلى أرض قتال محددة في ربوع الصحراء تجتمع فيها الفرق الثلاث في وقت واحد.
وما أن عقبت القوات الفارسية الفرق العربية لمسافات شاسعة في رمال الصحراء حتى أصيبت بالإنهاك والتعب، فأصدر أوامره بالهجوم على القوات المعادية فتحقق له النصر الحاسم بعد أن قتل قائدهم وتبددت قواتهم.

استدراج قوات العدو المدافعة
يؤكد الجنرال الانكليزي ج.ف. فولر في فكره العسكري بأن (الهجوم على الجبهات لا يعطي النتيجة الأخيرة للحروب والأفضل إجبار العدو على تغيير موقعه وفصله بعد ذلك عن خطوط تموينه ومحاولة استدراجه إلى منطقة لا يتمكن الخروج منها). وبنظرة فاحصة إلى خطة ابن الوليد في معركة اليرموك يتجلى لنا هذا الفكر بشكل منسجم تفصيلياً، حيث أن خالداً لم يهاجم على الجبهات بل استدرج قوات العدو المدافعة أولاً إلى تغيير مواقعها واستدراجها إلى منطقة قتل ملائمة، ثم فصل قطعات الخيالة عن المشاة وخطوط تموينها بعد أن دفع عكرمة بن أبي جهل لإسناد قوات عمرو بن العاص وإحكام تطويق الخيالة وعزلها عن المشاة. كما أن دفعه لقوات عمرو بن العاص حال نشوب القتال للمناورة من الجناح الأيمن وغلق منفذ الواقوصة يؤكد لنا ابتعاد خالد بن الوليد عن انتهاج سبيل الهجوم على الجبهات.

عمليات الخداع واستدراج العدو في نهاوند

وكان النعمان بن مقرن قد طبق عمليات الخداع واستدراج العدو الى ارض منتخبة في معركة نهاوند، فقد كانت القوات الفارسية تتخندق في مواضعها الدفاعية الحصينة، فأراد النعمان إخراج تلك القوات من مواضعها بغية مقاتلتها في العراء وتدميرها فأوعز إلى القعقاع بن عمرو شن هجوم بلوائه على القوات الفارسية، ثم يتظاهر بالتقهقر والانسحاب، وما أن نفذت خطة المخادعة هذه حتى خرج الفرس من خنادقهم ليطاردوا قوات القعقاع، فأصدر النعمان رضي الله عنه أوامره بشن هجوماً عزوماً في أرض القتل المنتخبة التي ساق القعقاع القوات الفارسية لها فهزمت بعد تكبدها خسائر جسيمة.

استدراج العدو في معركة فحل
وكذلك فقد نفذ هذا النمط من التكتيك شرحبيل بن حسنة في معركة فحل عندما استدرج العدو للخروج من مواقعه الدفاعية، ثم شن الهجوم عليه ليوقعه في المستنقعات فكان من السهل تدميره.

الحصار والتطويق في معركة حطين
أما البطل صلاح الدين الايوبي ضمن عمليات الحصار والتطويق في معركة حطين فقد ارتكزت خطته على استدراج الاعداء بعيداً عن حصونهم، فقامَ بحرقِ طبرية، وتنفيذِ خطته حتى جاءوه الاعداء مجتمعينَ وعلى رأسهم ملكُ بيتِ المقدس، وكانوا خمسين ألف مقاتل، فساروا إليه في أرضٍ جرداء وعرة، فعانوا من التعب، والحرِ، والعطش، كما وكان قد خصص فصائل من المقاتلين تقوم بعمليات الاغارة على جيوش العدو لإعاقة تقدمهم وانهاكهم قبل التحامهم بالجيش العربي. وكان معسكرُ العرب على هضاب حطِّين في انتظار وصول جيش العدو، ولما وصلوا الهضبة، طوَّقهم صلاح الدِّين بجيشه، ومنع عنهم الماء، وأحرقَ المقاتلون الأراضي المكسوة بالأشواكِ، وكانت الريح باتجاه العدو، فحملت إليهم النار والدخان.

القيادة والسيطرة رغم ضعف الاتصالات
ولا يتسع المجال للإشارة الى ما نفذه القادة العرب في مجال القيادة والسيطرة ودراسة الأرض والحصول على المعلومات ورد الفعل السريع والمعنويات التي تفوقت على مثيلاتها في الحروب المعاصرة بالرغم من عدم توفر الحد الأدنى من الاتصالات والمواصلات والتسليح والتسهيلات التي تتمتع بها الجيوش المعاصرة وقادتها.

آداب الحرب والقيم الانسانية
أما في مجال المقارنة في آداب الحرب فإن رسالة العرب وقيمهم أقرت آداب وأخلاقيات محددة في ميادين القتال، فاعتبرت القواعد والاسس التي
اعتمدها كافة القادة العرب في الفتوحات. ولعل أهمها تمثل في الحفاظ على البشر الذين لا علاقة لهم بالحرب، بل ذهب أكثر من ذلك في ضمان الحفاظ على الحيوان والشجر، فالرسالة التي يحملها العرب هي رسالة الرحمة والإنسانية، التي تحرم قتل النساء والأطفال والشيوخ الذين لا يقاتلون في الحرب.

أما في القانون الدولي، فآداب الحرب تعني مجموعة القواعد الإنسانية التي تستهدف حماية الأشخاص المدنيين والمصابين، ويتمثل ذلك في مجموعتين معروفتين من الاتفاقيات الدولية المنظمة للحرب، المجموعة الأولى تبنتها مؤتمرات لاهاي للسلام التي عقدت في عام 1899م، وعام 1907م، وأما الثانية فتتضمن 4 اتفاقيات أبرمت في جنيف سنة 1949م لحماية ضحايا الحرب وهي مستمدة من تعاليم وقوانين الفتوحات العربية الإسلامية.

وأن الفارق الواضح عن القواعد العربية تلك إن هذه القواعد القانونية الوضعية الآن غير ملزمة للدول، ولذلك تفتح الباب على مصراعيه كي يعتدي القوي على الضعيف، حيث تتضمن القوانين الوضعية العديد من الثغرات التي كثيراً ما تستغلها الدول القوية الان.

في حين ان القيم العربية تنشد العدل والخير والسلام وتساعد على ذلك من خلال تعاليم رسالتها السامية. فحتى القتال كان وفق منظومة متكاملة من الأخلاق والآداب دون استكبار ولا ظلم ولا عدوان، فحدد العرب سبل معاملة الفئات غير المقاتلة أو غير المشتركة في الحرب، والذين أطلق عليهم وصف “أهل الممانعة والمقاتلة” كالنساء والصبيان والشيوخ والمسنين والرهبان والفلاحين والتجَّار والصنَّاع وأصحاب العاهات والمرضى ونحوهم، كما حرموا الاعتداء على الأشجار والحيوانات وعدم تخريب البنى التحتية.

Author: nasser