المنصة الشبابية
انطلاقا من حقيقة ان الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله ، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه و طرح قضاياه الراهنة و التعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه مايصدر من موضوعات ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي، وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة .
الشباب العربي والتكنولوجيا
والمقررات العالمية الخفيّة
أبو العروبة
كلنا نسمع ومنا من درس وحلل، البروتكولات الصهيونية، ومقررات مؤتمر كامبل الذي عقد في بريطانية عام 1905 وانتهى العام 1907 والذي كان يهدف الى اضعاف الوطن العربي والحيلولة دون وحدته ونهضته، والذي كان يفترض به ان يكون سريا كالبروتوكولات، ومن قبلها اسطورة فرسان المعبد اليوم وفي ظل التقدم العلمي وعلى وجه الخصوص في وسائل التواصل الاجتماعي والسيد ( كوكل )، لم يعد هناك شئ مخفي او سري، فالمعلومة مشاعة، وحتى اسلوب التجسس قد اختلف عما كان عليه ايام زمان، فالاقمار الصناعية ، والطائرات المسيرة تغني الدول عن وسائل التجسس التقليدية القديمة مثل ارسال امرأة او رجل للتجسس واختراق الدول الاخرى.
لماذا اضع هذا العنوان ولماذا الشباب ومن هي القوى العالمية الخفية ؟
الذي اعنيه بمقررات القوى العالمية الخفية هي كل الخطط الخبيثة والمؤامرات التي يحيكها الغرب الامبريالي ومخرجاته، من الماسونية، والصهيونية وادواتها في الداخل، والتي تستهدف العالم الثالث الذي يودون الابقاء عليه.
ثالثا، وفي المقدمة من هذا العالم الجميل بعاداته وتقاليده وقيمه السامية وحضاراته المتجذِّرة، هو الوطن العربي، الرافض للعنصرية وصراع الاديان وكل انواع الشذوذ والانهيار القيمي والاخلاقي والعائلي، التي يسقط من خلالها الغرب اليوم سقوطاً مروِّعاً.
اما الشباب ، هنا الذين يهمني الحديث عنهم، فهم الشباب العربي اليوم ، والذي ادرك اللعبة العالمية وكشَفَ المستور، وعبر عن افكاره باسلوب بسيط وسلسل لايحتاج الى فقهاء وفلاسفة وعلماء نفس ورموز ثورية كما كان عليه الاباء والاجداد واجداد الاجداد. فما وفرته التكنولوجيا للشباب اليوم جعلته يتخطى اباءه واجداده بالوعي والفكر والتعبير عن المشاعر.
فصورة من صور اليوتوب وكلمة على تويتر على سبيل المثال، تنتشر كالنار في الهشيم كما يقولون، حيث يتابعها الملايين، وتؤثر فيهم وتُحدِث تطورات منها خطيرة تصل الى حد تغير قوانين وحكومات وحتى انظمة، والامثلة على ذلك كثيرة.
ما الذي اريد قوله هو : ان المعلومة التي تصل في ثواني او قبل ان يرتد الينا طرفنا، كانت تستغرق بالماضي شهوراً وسنيناً كي تصل محمولة على ظهور الخيول لتُحدِث تأثيراً. من هنا فأن املنا بشبابنا العربي كبير، الشباب الذي امتلك ناصية العلم والتقنيات الحديثة، الشباب الذي يحمل جينات الاجداد الوراثية في الشجاعة والاقدام والتضحية والقيم العُليا.
ولكن على الشباب العربي ان يدرك حقيقة في غاية الاهمية عند استخدامه لتقنيات التواصل الحديثة، الا وهي اهمية اختلاف الخطاب حسب المُتَلقّي. اي ان الخطاب الموجَّه لابناء امتنا العربية، ينبغي ان يُكَيَّف لمخاطبة الشعوب الغربية بما يلائم قيمها التي تؤمن بها، في طرح قضايانا العادلة والدفاع عنها، فالأسلوب الذي يُقنِع العربي هو ليس نفس الاسلوب الذي يُقنع الالماني او الكوري مثلاً وهكذا .
كما ان على الشباب العربي انشاء واعتماد منصات باللغات الاجنبية الرئيسية وذلك لتسهيل اقناع الرأي العام العالمي بالوقوف الى جانب امتنا العربية في التحديات التي تواجهها. وان الشباب العربي في المهاجر يقع عليهم جزء كبير من هذه المسؤولية. فلا يُعقل ان نبقى نراوح في مكاننا وقد تجاوزنا الزمن فنبقى نخاطب بعضنا البعض في همومنا التي نعيشها معاً، دون ان نفتح القنوات اللازمة لاعلام الآخر واقناعه بها.
وعلى الشباب العربي الاستفادة من حقيقة انه لم يعد الظرف الموضوعي والذاتي للغرب الامبريالي يسمح بمؤتمرات وخطط ومقررات خفية تبقى سرية لوقت طويل، فقد ( ارتد السحر على الساحر )، فالتكنولوجيا والمعلوماتية التي عملوا عليها لجعل العالم قرية صغيرة وبالتالي السيطرة عليه بسهولة عبر ما اطلقوا عليه ( العولمة )، سيردها الشباب العربي اليهم سهام في قلوبهم . الغرب الامبريالي الذي انكشفت عورته في الحرب الاوكرانية، الغرب الذي يخطط وينفذ بسرية، بات مفضوحا بالصوت والصورة، فالبيترودولار في طريقه الى السقوط، وكذا القطبية الواحدة، وانكشف امر المختبرات البايلوجية والامراض والفايروسات التي يصدرها للشعوب تحت ذريعة عنصرية هي (الحد من تكاثر البشر )، وكأنهم يريدون ان يصبحوا بديلا عن الله جلت قدرته.
لم يبق أمام الشباب العربي اي عذر، فالاسلحة الفتاكة لم تعد كما كانت، وظهر الغرب عاريًا، وكما قال احدهم ( انهم نمر من ورق )، فالثورة العربية الشبابية
السلمية او المسلحة قادمة لامحال.
انها حتمية تاريخة لتحقيق مستقبل افضل للأجيال العربية حيث الديمقراطية الحقيقية وليست الزائفة ، والحرية الملتزِمة والمسؤولة، والعدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروة، وحرية التنقل بين اقطار الوطن العربي بلا جواز وغيرها.
نحن نطالب الشباب العربي بالاسراع بتنفيذ نهضتهم.. لتحقيق حلمنا وحلمهم.