بيان طليعة لبنان حول جريمة الكيان الصهيوني في جنين.

طليعة لبنان: أمام السكوت على مجازر العدو الصهيوني في جنين ومخيماتها

النظام الرسمي العربي يكرر تآمره على القضية الفلسطينية.

اعتبرت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن سكوت النظام الرسمي العربي حيال تمادي العدو الصهيوني في ارتكاب جرائمه في فلسطين المحتلة    هو وصمة عار على جبين هذا النظام الذي يكرر تآمره على القضية الفلسطينية بعد خمسة وسبعين سنة على اغتصاب فلسطين.

 

 جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية فيما يلي نصه:

 

في ظل سكوت مدوٍ للنظام الرسمي العربي، يواصل العدو الصهيوني ارتكاب مجازره الواحدة تلو الأخرى بحق جماهير شعبنا في فلسطين المحتلة. بحيث لم تمض أيام على جريمة احراق المستوطنين لقرية “رام سعيا” وقبلها “الحوارة” وبحماية قوات الاحتلال النظامية، حتى كانت مدينة جنين ومخيماتها مسرحاً لمجازر جديدة أقدم العدو على ارتكابها انتقاماً لخسائره التي منيت به قواته في المواجهات الأولى وأسفرت عن تدمير العديد من آلياته فضلاً عن الإصابات التي لحقت بعناصره. 

إن المواجهات الدائرة حالياً في جنين ومخيماتها بعد اقدام قوات الاحتلال على اقتحامها، ما هي إلا حلقة من مسار الصراع المفتوح مع الكيان الصهيوني الذي يندفع قدماً لفرض الصهينة على كل معالم الحياة في فلسطين عبر سياسة القضم والهضم انفاذاً لاستراتيجيته الأصلية التي تقوم على أساس التدمير لغزة والتهجير للضفة. وهو إذا يتمادى في ارتكاب جرائمه والتي هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فلأنه يرى نفسه محمياً من المساءلة القضائية أمام المحاكم الجنائية الدولية ولا يواجه بمصدات لمخططاته الاستيطانية والتوسعية إلا من المقاومة الشعبية في فلسطين التي تتصدى للعدو بمستوطنيه وقواته العسكرية والأمنية باللحم الحي، فيما النظام الرسمي العربي يغض الطرف عما يجري فلسطين، ويكرر تآمره الموصوف على القضية الفلسطينية بعد خمسة وسبعين سنة على اغتصاب فلسطين. فموقف هذا النظام الرسمي حيال ما يجري في فلسطين المحتلة هو وصمة عار في جبينه حيث يستمر في توسيع مروحة علاقات التطبيع السياسي والأمني والاقتصادي مع العدو الصهيوني رغم المذابح التي ترتكب في جنين وقبلها في نابلس ورام سعيا وغزة مع انتهاك متواصل لحرمات الأقصى.

إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وهي توجه التحية لجنين الصامدة ومخيماتها وهي تسطر ملحمة من ملاحم البطولة العربية في مواجهة عدو غاصب، تدين مواقف النظام الرسمي العربي  حيث لم يكتف بالوقوف متفرجاً حيال ما تتعرض له جماهير فلسطين  وحسب ، بل يستمر في فرض حصار سياسي ومالي على منظمة التحرير مكملاً بذلك مخطط العدو في اضعاف مناعة الصمود الفلسطيني ودفع شعبه إلى الاستسلام الكامل للعدو وشروطه ، وكأن أبناء فلسطين ليسوا من هذه الأمة وأرض فلسطين ليست جزءاً من الوطن العربي الكبير الذي يدخل مرحلة جديدة  من الاستهداف المعادي الذي تتكامل فيه أدوار قوى التحالف الصهيو – استعماري وقوى الشعوبية الجديدة وكل من يناصب الأمة العداء لفرض واقع تقسمي نزولاً تحت ما هو قائم كي تصبح عملية السيطرة على الوطن العربي ومقدراته أكثر سهولة وفي ظل نظام إقليمي جديد تكون اليد الطولى للتحكم  بأوضاعه السياسية والأمنية والاقتصادية للمواقع  غير العربية من دولية وإقليمية.

إن القيادة القطرية للحزب، ترى أن توفير الدعم والاسناد لجماهير فلسطين وهي تقاوم الاحتلال، بقدر ما هو حق لها على أمتها، هو واجب على الأمة العربية وقواها التحررية، كما هو واجب على قوى المجتمع الدولي التي أدركت ولو متأخرة أن الكيان الصهيوني تديره دولة فصل عنصري “ابارتهايد”، وهذا ما يفرض إطلاق أوسع حملة شعبية عربية في مواجهة نظام التطبيع العربي وكل من يعمل على الاستثمار بالقضية الفلسطينية خدمة لأجندة أهدافه ومشاريعه الخاصة.

لقد باتت جماهير فلسطين تمتلك وعياً كاملاً لأبعاد المشروع الصهيوني، وهي عندما ترتقي في مواجهتها حتى الاستشهاد، فهذا يعني أنها قررت خوض معركة الدفاع عن الحياة والأرض والتشبث بهما رغم جسامة التضحيات التي تقدم على مساحة أرض فلسطين التاريخية، كما خوض  معركة جعل عمل الاستعصاء الفلسطيني العنصر الأساس في عدم تمكين مشاريع تصفية القضية الفلسطينية بتواطؤ رسمي عربي من النفاذ  ، وما على الجماهير العربية وقواها التحررية إلا الارتقاء بدعمها لمقاومة جماهير فلسطين  إلى مستوى الموقف  الذي تترجم مفرداته العملية على أرض جنين ومخيماتها والقدس وكل مدن وحواضر فلسطين.

 

التحية للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين، والخزي والعار لكل الخونة والمتخاذلين والمطبعين.

 

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي.

بيروت في ٢٠٢٣/٦/٣

Author: nasser