القيادة القومية: العدوان على غزة جريمة حرب.
أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن العدوان الصهيوني الأخير على غزة هو جريمة حرب متمادية، واعتبرت أن مقتضيات مواجهة الاحتلال تتطلب وحدة وطنية فلسطينية، كما توفير كل الدعم السياسي والمادي العربي لجماهير فلسطين لتعزيز صمودها ومواجهتها لآلة الحرب الصهيونية.
جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية للحزب فيما يلي نصه:
إن ما تعرضت وتتعرض له غزة من عدوان صهيوني، استهدف مقاومين ومدنيين في بيوتهم ، هو جريمة حرب موصوفة نفذها كيان الاحتلال ، وهي في سياقاتها واستهدافاتها تشكل استمراراً لعملية الاغتصاب الصهيوني لفلسطين والذي تحل هذه الأيام الذكرى الخامسة والسبعون لحصوله، حيث تعمد “اسرائيل”، بما هي كيان قائم بالاحتلال ، وعبر تنفيذ عدوانها الحالي أن تذكر الجميع ، بأن ما تحقق لها في سنة ١٩٤٨من اغتصاب لفلسطين ، إنما هو حالة مستمرة بحكم طبيعتها العنصرية والعدوانية ، وبالتالي فإن كل ما قامت به مؤخراً ضد غزة والذي سبقه اقتحام الأقصى ويترافق مع اقتحامات في نابلس وجنين والمخيمات وتنفيذ اغتيالات واعتقالات وتدمير المنازل وحرمان المناضلين المعتقلين من أبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها المواثيق الدولية لا يضيف شيئاً جديداً على تصنيفها دولة عدوان متواصل ودولة فصل عنصري “آبارتهايد”.
إن كياناً نما في رحم المشروع الاستعماري الذي استهدف الأمة العربية بوجودها وهويتها ، إنما تعكس جرائمه التي يرتكبها في فلسطين المحتلة، طبيعته العنصرية التي تحاكي المشاريع المعادية الأخرى التي تستبطن عداءً للعروبة وتسعى لتسويق نفسها عبر الاستثمار بالقضية الفلسطينية بعدما فقدت قضية فلسطين حضنها القومي الدافئ ، وبما مكّن العدو الصهيوني من تحقيق اختراق للعمق العربي من خلال مروحة علاقات التطبيع الواسعة التي نسجها مع العديد من الأنظمة العربية والتي كانت أولى نتائجها تجفيف مصادر الدعم والاسناد لجماهير فلسطين الصامدة الصابرة.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تكبر بجماهير شعبنا في فلسطين المحتلة صمودها ومقاومتها بالإمكانات المتاحة ، تعتبر أن استقالة النظام الرسمي من مسؤولياته السياسية والأخلاقية تجاه شعب فلسطين الذي يواجه الاحتلال الصهيوني باللحم الحي واستمرار الانقسام السياسي بين قوى الفعل المقاوم للاحتلال وتعثر محاولات الارتقاء بالعلاقات الوطنية الفلسطينية إلى مستوى تحقيق وحدة وطنية فعلية على أرضية برنامج مقاوم ، هو ما يشجع العدو على تماديه في عدوانه وارتكاب جرائمه المتواصلة من قتل وتدمير وانتهاك للحرمات والأعيان الدينية والثقافية.
وعليه فإن القيادة القومية للحزب وهي تدين الاستقالة الرسمية العربية من متطلبات الواجب القومي تجاه شعبنا في فلسطين المحتلة ، تدين في الوقت نفسه استمرار الانقسام السياسي على الساحة الوطنية الفلسطينية في الوقت الذي يصعد فيه العدو من عدوانه ، وتدعو كافة الأطراف الفلسطينية لمغادرة مواقع الانقسام والتشرذم ، والبدء بورشة عمل وطني شاملة لأجل تحقيق تموضع سياسي وتنظيمي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتطوير مؤسساتها بالشكل الذي يمكنها من استيعاب كل الطيف السياسي الوطني الفلسطيني على تعددية أطرافه التنظيمية ، وعلى أرضية موقف وطني جامع يكون قادراً على إعادة ترتيب الأولويات في مواجهة الاحتلال لجهة تعزيز المقاومة الشعبية بكل أشكالها واقفال الساحة السياسية الفلسطينية أمام كل من يسعى للاستثمار السياسي خدمة لأجندة أهدافه ومشاريعه الخاصة.
إن من يعرف ويدرك كنه الطبيعة العدوانية “لإسرائيل” لا ينتابه أدنى شك بأن تصعيد العدوان على غزة وعلى مدن وقرى الضفة ومخيماتها وعلى القدس وأقصاها، لن يكون الأخير في شريط العدوانية الصهيونية، وهو سيتواصل طالما بقي الاحتلال قائماً، وطالماً بقي الانقسام الفلسطيني قائماً، وطالما بقي بعض النظام الرسمي العربي يتمادى في علاقات التطبيع ويستقيل من دوره الذي تفرضه أبسط الالتزامات القومية السياسية والأخلاقية تجاه شعب فلسطين.
إن طبيعة الصراع الشمولي يملي أن لا يكون الرد على العدو مقتصراً على جانبه العسكري وحسب وعلى أهمية ذلك ، بل لابد من يكون الرد شاملاً وموازياً للخطورة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية ، وأولى خطوات هذا الرد ، إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية على أرضية برنامج كفاحي متوجه التحرير واقفال مداخل التطبيع وفك الحصار السياسي والمالي عن منظمة التحرير الفلسطينية ، والتحرك على المستوى الدولي لإعادة الاعتبار لقرار الأمم المتحدة باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والاستفادة من التحول الإيجابي في الرأي العام الدولي باعتبار “اسرائيل” ، دولة آبارتهايد ، والدعوة لمقاضاتها أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في فلسطين المحتلة.
إن الصراع مع العدو هو صراع وجودي، وأية مهادنة معه أو نسج علاقات تطبيعية معه أياً كانت عناوينها ومضامينها هي خيانة موصوفة للقضية الوطنية الفلسطينية وللقضية القومية، بقدر ماهي تنكر للتضحيات التي قدمت في سياق المواجهة مع العدو وآخرها تلك التي تدفعها جماهير فلسطين ومناضلوها المقاومون في غزة والقدس والضفة وعلى مساحة كل أرض فلسطين.
التحية للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمعتقلين..
وصبراً شعبنا في فلسطين المحتلة فما النصر إلا صبر ساعة.
الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
د. أحمد شوتري.
في 10-5-2023