تصريح الناطق الرسمي حول قرار رئيسة بلدية برشلونة إلغاء التوأمة مع الكيان الصهيوني

القيادة القومية: كل التحية لرئيسة بلدية برشلونة، والخزي والعار للمتخاذلين والمطبعين.

 

حيت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيسة بلدية برشلونة على قرارها إلغاء التوأمة مع الكيان الصهيوني رداً على جرائمه وسياسة الفصل العنصري التي يعتمدها ضد الفلسطينيين في الأرض المحتلة، ودعت العالم إلى الاقتداء بهذه الخطوة التي تقدرها جماهير الأمة العربية خير تقدير مع إدانتها الشديدة لنهج أنظمة التطبيع وآخرها نظام البرهان.

جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية فيما يلي نصه:

 

في الوقت الذي يهدد فيه العدو الصهيوني بارتكاب مجازر جديدة ، بحق أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة ، ولجوئه إلى  تنفيذ  ما يسمى “بالسور الواقي  ٢ ” رداً على تصاعد أعمال المقاومة ضده ، مستحضراً  تهديده الذي نفذه العام ٢٠٠٢ باجتياحه لمدن الضفة الغربية وارتكابه يوم ذاك جرائم حرب  بحق السكان المدنيين، تلقى صفعة سياسية من حيث لا يحتسب ،تمثلت بإقدام رئيسة بلدية برشلونة السيدة “أدا كولاو” ، على تجميد كافة العلاقات المؤسسية مع كيان الاحتلال الصهيوني بما في ذلك إلغاء التوأمة بين المدينة  “وتل ابيب”، وذلك رداً على ارتكاب “اسرائيل” جرائم الفصل العنصري ( الابارتهايد) بحق الفلسطينيين.

إن هذه الخطوة التي أقدمت عليها رئيسة بلدية واحدة من أهم المدن الإسبانية، تأتي في سياق تنامي الوعي في الرأي العام الدولي ضد ما ترتكبه “اسرائيل” بما هي سلطة احتلال من جرائم ضد الإنسانية بحق أبناء فلسطين، الذين يتعرضون يومياً للقتل والتهجير والابعاد وانتهاك الحرمات الإنسانية والدينية، وأخطرها ما يتعرض له المسجد الأقصى.

 وإذا كان من دلالة لهذه الموقف الذين اتخذته رئيسة بلدية برشلونة، فهو دليل على أن قضية الحقوق الوطنية الفلسطينية بدأت تتحول إلى قضية رأي عام دولي وهو الذي كانت الحركة الصهيونية ترى فيه مجالاً حيوياً لترويج ادعائها بشرعية اغتصابها لأرض فلسطين استناداً إلى حق تاريخي مزعوم. 

إن هذا الموقف الشديد الإيجابية في تسليط الضوء على سياسة الفصل العنصري للكيان الصهيوني، يلاقي مواقف أخرى بدأت تعيد النظر في دفاعها عن المشروع الصهيوني الاستيطاني لفلسطين وأبرزها ما أعلنته صحيفة الغارديان البريطانية، اعترافها بالخطأ التاريخي الذي ارتكبته يوم دافعت وروجت لوعد بلفور. ولهذا يجب التأسيس على هذا الموقف الدولي الذي يصنف السلوك الصهيوني في فلسطين المحتلة بأنه سلوك يقوم على الفصل العنصري الذي تدينه المواثيق والأعراف الدولية وتدعو لمقاومته باعتباره يتناقض والحقوق الأساسية التي كفلتها المواثيق الدولية وخاصة تلك التي يسقط حمايته عليها القانون الدولي الإنساني.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي إذ تحيي الموقف الجريء الذي اتخذته رئيسة بلدية برشلونة، تدعو إلى اعتبار هذا الموقف دليلاً مادياً كافٍ لإحالة ملف الجرائم التي ترتكبها “اسرائيل” في فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاتها بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها بحق أبناء فلسطين.  وهي إذ تشيد بهذا الموقف البالغ الأهمية على صعيد التحول الإيجابي في الرأي العام الدولي لصالح القضية الفلسطينية، تدعو أحرار العالم للاقتداء به، خاصة وأن إيجابيته   لا تقتصر على إدانة السلوك العنصري الصهيوني وحسب بل انطوائه أيضاً على تعرية مواقف الأنظمة العربية التي تتهافت للتطبيع مع العدو، وآخرها نظام عبد الفتاح البرهان الذي يستقوي بالكيان الصهيوني ضد شعب السودان وثورته، وهو الذي لم يخف اغتباطه بانقلاب ٢٥ اكتوبر.   وإنه لمن العار والمعيب   على بعض الأنظمة العربية وبعض الممسكين بمفاصل السلطة الفعلية فيها أن يكيلوا المديح للعدو ويندفعون لرفع مستوى العلاقات التطبيعية معه في الوقت الذي يرتكب فيه المجزرة تلو المجزرة بحق جماهير فلسطين الصامدة الصابرة.

كل التحية لرئيسة بلدية برشلونة ولكل من يلاقيها من أحرار العالم في موقف الإدانة للكيان الصهيوني، والخزي والعار للخونة والمتخاذلين والمرتدين والمطبعين. والتحية موصولة للمقاومين الذين يردون على جرائم العدو بابتكار أساليب جديدة لمقاومتهم، ومثلها للشهداء والحرية للأسرى والمعتقلين. 

 

الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

د. أحمد شو تري

٢٠٢٣/٢/١٢

Author: nasser