القيادة القومية: لإطلاق أوسع حراك سياسي وشعبي ضد التطبيع مع العدو الصهيوني
أدانت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التطبيع الذي تتسارع خطواته بين العدو الصهيوني وسلطة الانقلاب العسكري في السودان، ودعت جماهير السودان وقواها الوطنية كما جماهير الأمة العربية الى مقاومته وإسقاط نهج الردة والتطبيع. جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه:
في الوقت الذي يقدم فيه العدو الصهيوني على ارتكاب الجريمة تلو الأخرى بحق أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة، ويتمادى مسؤولوه ومستوطنيه في إنهاك حرمة المسجد الأقصى، أقدمت سلطة الانقلاب العسكري في السودان على استقبال وزير خارجية العدو في تطور خطير لمستوى العلاقات بين الطرفين، وصولاً إلى إقامة علاقات سياسية كاملة بإشراف أميركي كما صرح بذلك ما يسمى برئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان. ففيما كان المطلوب اتخاذ مواقف عربية ترتقي ومستوى الخطورة التي تنطوي علبها إجراءات العدو في الأرض المحتلة من قتل وتدمير واعتقالات وانتهاك حرمات الأعيان الدينية والثقافية وإغراق الضفة الغربية بالمستوطنات والتلويح بتهجير شامل لأهلها في استحضار لمشهديات التهجير التي حصلت قبل وبعد إقامة الحركة الصهيونية لكيانها الغاصب على ارض فلسطين العربية ، يقوم وزير خارجية العدو بزيارة للخرطوم ليعلن بنفسه إسقاط لاءاتها الشهيرة ، مبشراً بصفحة جديدة من العلاقات التطبيعية مع نظام الحكم القائم ، الذي تبين الوقائع أن الانقلاب الذي حصل في ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢١ كان انقلاباً على المسار السياسي الهادف الى الدخول في مرحلة التحول الديموقراطي الفعلي بقدر ما كان يرمي الى إزالة العوائق أمام عملية التطبيع مع العدو التي تم التأسيس لها في لقاء نتنياهو – البرهان في أوغندا منذ أكثر من سنتين.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تدين بشدة مسار التطبيع الذي ينتهجه نظام الحكم القائم في السودان حالياً ، تدعو جماهير السودان وقواها الوطنية والتقدمية والديموقراطية وفعالياته الشعبية وكل القوى الحريصة على عروبة السودان ودوره القومي في احتضان قضايا الأمة وفي الطليعة منها قضية فلسطين ، الى محاصرة هذا النهج الخياني وإسقاطه وملاقاة جماهير الأمة العربية وقواها التحررية في تحركٍ شاملٍ ، للتصدي لخطوات التطبيع التي تتوسع مروحتها على حساب الأمن القومي العربي وعلى حساب دم الشهداء الذين يراق دمهم الطاهر على ارض فلسطين بآلة الحرب الصهيونية . وإنه لمعيب جداً، أنه في الوقت الذي بدأت فيه مؤشرات التحول في الرأي العام الدولي لمصلحة قضية فلسطين، و تزايد الدعوات لمقاضاة “إسرائيل”، أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق أبناء شعب فلسطين مع ممارستها لسياسة فصل عنصري بما هي سلطة احتلال على مساحة الأرض الوطنية الفلسطينية، تتهافت بعض الأنظمة العربية وآخرها نظام البرهان لتطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية مع العدو الغاصب عبر الارتماء في أحضان التحالف الصهيو – أميركي في تحدٍ سافرٍ للمشاعر الشعبية العربية وتنكر لأبسط الموجبات والالتزامات القومية تجاه قضية فلسطين التي يقاوم أبناؤها باللحم الحي ويقدمون قوافل الشهداء في ساحة المواجهة مع العدو الغاصب.
إن القيادة القومية للحزب التي تعتبر قضية فلسطين هي قضية الأمة برمتها بكل ما تنطوي عليه من أبعاد وطنية وقومية وإنسانية، تدعو منظمات الحزب في كل الساحة القومية كما المغتربات، وكل القوى التحررية في الأمة الى تصعيد حراكها ونضالها الجماهيري ضد نهج التطبيع ، بنفس الحيوية التي تخوض فيه نضالها ضد أنظمة الردة والقمع والاستبداد والفساد السياسي والاقتصادي والمالي ، وعلى قاعدة ارتباط النضال من اجل التغيير الوطني وتحقيق ديموقراطية الحياة السياسية بالنضال التحريري ضد الاحتلال للأرض العربية أياً كانت أنماطه وأطرافه وصيغ تحالفاته المنظورة والمبطنة ، وخاصة ذاك الذي تنوء تحت أعبائه فلسطين في ظل الاحتلال الصهيوني والعراق تحت الاحتلال الأميركي – الإيراني المرّكب.
إن القيادة القومية للحزب وهي تحيي صمود جماهير شعبنا في فلسطين المحتلة وارتقاء عمليات المقاومة فيها حتى الاستشهاد رداً على جرائم العدو وتماديه في عدوانه وتدميره لكل مرافق الحياة، توجه التحية لجماهير شعبنا في السودان وقواها الوطنية التي تعمل على محاصرة نهج التطبيع لطغمة الردة والانقلاب، تمهيداً لإسقاطه وإلغاء كل ما يترتب على ذلك من نتائج تفرزها العلاقات الصهيونية مع منظومةٍ حاكمةٍ تفتقر الى الشرعية الوطنية والمشروعية الشعبية. فالخرطوم التي انطلقت منها اللاءات الشهيرة ستبقى أمينة على تاريخها وارثها النضالي، ولن تقبل أن يحصل الارتداد على ماضيها ودورها في إسناد قضايا النضال القومي من قبل منظومة مرتدة تعمل على ربط السودان بمشروع التطبيع الذي تتهافت عليه أنظمة الخيانة والتخاذل، ولها ملء الثقة بان الثورة التي انطلقت لتحرير السودان من موبقات نظام التمكين وممارسات الدولة الأمنية لأجل إقامة دولة المواطنة المدنية ومنع رهن ثروات السودان واقتصاده لشركات نظام العولمة المتوحش وصندوق النقد الدولي ، ستبقى على عهدها في التعبير عن إرادة الجماهير وهي مستمرة حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت منها.
تحية لقوى شعبنا المناهضة والمقاومة للتطبيع في السودان كما على المستوى القومي وتحية لفلسطين وثورتها ومقاوميها وتحية لشهدائها والحرية لأسراها والخزي والعار لكل الخونة والمطبعين والمتخاذلين.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في ٢٠٢٣/٢/٤