بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان
لا صلح… لا تفاوض… لا سلام… لا مساس بالحقوق الفلسطينية
*الكيان الصهيوني مهدد وجودي للسودان والأمة العربية وبلدان وشعوب القارة الأفريقية
* التقارب بين قادة الانقلاب والاحتلال الصهيوني يكشف عن علاقة تآمرية ضد الشعب السوداني ونضاله السلمي ومصالحه الحيوية ودوره الإيجابي.
* التطبيع خيانة للشعب وعمالة للعدو الصهيوني وتفريط في الوحدة والاستقلال
يا بنات وابناء شعبنا الأوفياء:
تمثل زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني لعاصمة اللاءات الثلاث (الخرطوم)، الأسبوع الماضي، والتي رتب لها قائد انقلاب الردة والفلول، إهانة لا تغتفر للشعب السوداني ولتاريخه المرصع بالمواقف الوطنية والقومية والإنسانية، المناصرة لقضايا الشعوب ونضالاتها ضد الظلم والاستعمار على مر التاريخ، وطعنة نجلاء لشعب فلسطين وتضحياته ومقاومته الباسلة للاحتلال والاستيطان ومحاولات تدنيس المسجد الأقصى، حيث يمثل الكيان الصهيوني الصورة الأكثر بشاعة وقبحًا في الظلم والقهر والعنصرية واغتصاب الحقوق والانتهاكات التي لم تعرف البشرية مثيلا لها. وهو ما أدركه المناضل التحرري نيلسون مانديلا في خطاب الاستقلال بالقول ( يظل استقلال جنوب أفريقيا منقوصا ما لم تتحرر فلسطين ).
وتكشف الزيارة، على صعيد آخر، إصرار قائد الانقلاب وحماسته الزائدة لتوريط السودان في علاقات مشبوهة مع هذا الكيان الاستيطاني التوسعي، يعلم هو قبل غيره موقف الشعب السوداني وجيشه منه، يكشف ذلك الدور المرسوم من الدوائر الامبريالية والإقليمية والدولية في الملعب السوداني. مثلما يكشف، من جهة أخرى، مقابلة الأهداف الحقيقية وراء احتفاء الكيان الصهيوني بالانقلاب الدموي وبقائده، بالضد من إرادة الشعب السوداني التي جسدها من خلال استمرار انتفاضته الثورية العظيمة، ومن خلال تطلعه المشروع لسلطة وطنية ديمقراطية تليق به وبتضحياته الكبيرة في سبيل سلطة مدنية تتحقق بها كرامته الإنسانية، وسيادته على موارده ومقدراته، وعلى قراره الوطني المستقل.
جماهير وقوى الانتفاضة الثورية الأوفياء:
لم يعد خافيا ما يمثله هذا الكيان الإستيطاني من تهديد وجودي لبلدان المنطقة بأسرها، إذ لا تعتبر الأرض الفلسطينية لمشروعه التوسعي سوى موطئ قدم، ومنصة انطلاق لما حولها، بهدف السيطرة على كامل الجغرافية العربية ومحيطها الآسيوي والأفريقي. فالمشروع الذى تأسس على إدعاءات ومغالطات لحقائق التاريخ والجغرافيا والدين؛ لا تحده حدود، ولا تضبطه قيم إنسانية، ولا تحكمه غير المصالح الإمبريالية وقانون الغاب والعدوان.
هذا المشروع كل ما يحتاجه هو آلة رأسمالية متوحشة، ونظم استبدادية لا تعنيها مصالح شعوبها وأوطانها.. و هذا هو الحبل السري الرابط بين قائد انقلاب الردة والفلول في السودان، وبين سلطة الاحتلال الصهيوني الإستيطاني في فلسطين.
إن وزير الخارجية (الإسرائيلي) (إيلي كوهين) الذى زار عاصمة اللاءات الثلاث، هو نفسه مهندس الإستراتيجية الصهيونية الرامية لإضعاف السودان، بتأجيج النزاعات والحروب الداخلية فيه على أسس قبلية وجهوية وإثنية، كمقدمة لتفتيته لدويلات ضعيفة متناحرة لا تقوى على الاستقرار والنهوض والتقدم. كما أورد ذلك في إحدى محاضراته حينما كان مسئولا أمنيًا، وهو نفس المسؤول الصهيوني الذي يعتبر فصل جنوب السودان عن بلده الأم نجاحًا لإستراتيجية كيانه التي يتوجب تعميمها على بقية أنحاء القطر، في دارفور وجبال النوبا والنيل الأزرق، بذات النسق، بالانتقال من مبدأ (تفوق) (إسرائيل) على جيرانها، إلى مبدأ دمجها في محيطها وتفتيته. وهو ما أعلنه صراحةً و(ببجاحة) في مؤتمره الصحفي عقب عودته من الخرطوم.
تجئ الزيارة، والالتقاء بوزير خارجية الانقلاب المكلف، كتطور خطير في علاقة قائد الانقلاب مع العدو الصهيوني، والانتقال من مرحلة الاستقواء بها لإجهاض التحول الديمقراطي، إلى مرحلة شرعنة الانقلاب والتمسك بالسلطة، بأي ثمن، وكحلقة متقدمة في مشروع السيطرة والتحكم على ثروات وموارد السودان، وانتفاضته ذات الطابع الثوري، بدمجه فيما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، كبديل زائف واستباقي بالتدخلات الأجنبية المتعددة الأدوات، للبديل الوطني الديمقراطي، وهو ما يؤكد أكثر من أى وقت مضى، العلاقة العضوية بين الديمقراطية المستدامة، والوحدة، والسيادة، والعدالة الاجتماعية، والسلام الشامل.
وهو ما يحفز القوى الحية، السياسية والاجتماعية، والتكوينات الديمقراطية، النسوية، ولجان المقاومة، والطلاب والمنتجين، والزراع والعمال، والحرفيين، وأسر الشهداء، والمعتقلين، لمقاومة التطبيع الفوقي، وفضح قائد الانقلاب، عبر الهيئة الوطنية الشعبية لمقاومة ومناهضة التطبيع بشتى أساليب المقاومة الشعبية وتأكيد عدم التزام شعب السودان بما يترتب على تفاهمات قائد الانقلاب مع مخطط قوى التطبيع أو أى اتفاقيات مع سلطته الغاشمة، المعزولة، والتي تتآمر على حاضر ومستقبل السودان، ولا تعبر عن إرادة وتطلعات شعبه.
★ المجد والخلود لشهداء النضال الوطني والإجلال لشهداء انتفاضة ديسمبر العظيمة
★ في عليين شهداء النضال التحرري في فلسطين وأينما يوجد النضال
★ النصر والظفر حليف نضال شعبنا وأمتنا العربية وأحرار العالم
★ التحية للقوى السياسية ولجان المقاومة والتكوينات والتجمعات المهنية والديمقراطية، والكتاب والمفكرين والإعلاميين والشخصيات الوطنية والقومية التي عبرت عن موقفها الرافض للزيارة والمناهض للتطبيع، سواء بإصدار بالبيانات أو التصريحات أو بالكتابة أو عبر المنابر الإعلامية.
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان
2023/2/4