تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول فلسطين

القيادة القومية: تحية للمقاومين في فلسطين المحتلة

ولمقاومة شعبية عربية لنهج التطبيع

حيّت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي العمليات البطولية التي ينفذها المقاومون في فلسطين المحتلة، واعتبرت أن الكفاح الشعبي هو السبيل الوحيد لتحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب المجزرة تلو الأخرى بحق أبناء شعبنا الصامد الصابر. ودعت الى تفعيل الموقف الشعبي ضد مسار التطبيع وتوفير كل الدعم المادي والمعنوي لتعزيز صمود جماهير فلسطين.

جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي فيما يلي نصه:

 

في الوقت الذي يسطر فيه أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة ملاحم بطولية في تصديهم للاحتلال الصهيوني وكل إجراءاته القمعية من قتل واقتحام للمخيمات واعتقال وتدمير المنازل وانتهاك الحرمات الدينية وخاصة الأقصى المبارك، تخرج بعض الأصوات من الذين ارتبطوا بعلاقات تطبيعية علنية أو سرية  مع العدو   ليعلنوا  بصفاقة  ما بعدها صفاقة عن إدانتهم للعملية البطولية التي نفذها مقاوم بطل ضد  الصهاينة في مستوطنة “النبي يعقوب ” ، متجاهلين ما يرتكبه العدو يومياً من مجازر بحق أبناء شعبنا الصامد الصابر وآخرها المجزرة التي ارتكبها في جنين كما في سائر مدن الضفة الغربية و غزة وكل الأراضي المحتلة.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي توجه التحية للمقاومين الأبطال الذين يقضون مضاجع العدو ويكيلون الضربات الموجعة له، تسجل إدانتها الشديدة لمواقف الأنظمة الرسمية العربية التي تتماهى مع مواقف العدو الصهيوني في توصيفه للعمليات التي ينفذها الثوار الأبطال في فلسطين، وتدعو الى موقف شعبي عربي مقاوم لهذا النهج الخياني الذي يستقوي به العدو ضد جماهير شعبنا في الأرض المحتلة. فالعدو الصهيوني الذي يمضي قدماً في فرض الصهينة على كل معالم الحياة في فلسطين المحتلة ويحضّر لتنفيذ “ترانسفير” جديد، لا سبيل لردعه ووضع حدٍ لجرائمه إلا بتصعيد المقاومة ضده بكل أشكالها وافعلها الكفاح الشعبي المسلح وجعل هذه المقاومة تمتد على مساحة كل فلسطين عبر تحويل كل الأيام الفلسطينية الى أيام ارضٍ لإفهام العدو ومن يدعمه ويتماهى معه، بأن الحق العربي في فلسطين، هو حق طني لأبنائها سيبقى حقاً قائماً طالما بقي الشعب يقاوم ويرفض المساومة والقبول بالأمر الواقع.  وعليه فإن الحماية السياسية لهذا الحق بقدر ما يتطلب احتضانا قومياً دافئاً له، يتطلب أيضاً الارتقاء بالعلاقات الوطنية الفلسطينية الى مستوى التوحد الفعلي على أرضية موقف وطني واحد تحكمه الثوابت التي تؤكد على حق الشعب في تحرير أرضه واستعادة حقوقه المغتصبة من محتلٍ عنصري يمارس سياسة “الابارتايد” وينتهك الحرمات والأعيان الدينية والثقافية ويرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي الإنساني.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، إذ تشدد على أهمية توحيد الموقف الوطني الفلسطيني على أرضية الموقف المقاوم ، تدعو كافة فصائل الثورة الفلسطينية الى التموضع السياسي والتنظيمي في اطار منظمة التحرير الفلسطينية مع تطوير وتفعيل مؤسساتها كي تستجيب والضرورات التي تفرضها مستلزمات المواجهة مع العدو عبر تصعيد  المقاومة ضده ، مع ما يقتضي ذلك الخروج من وهم التسويات التي تستجيب بالدرجة الأولى لحاجات  العدو وتلبي شروطه   الأمنية على حساب الحق الوطني الفلسطيني من اتفاقيات  “أوسلو وقبلها  كامب دافيد ووادي عربة ووصولاً الى  اتفاقات ابراهم”، وكلها  شكلت اختراقاً خطيراً للأمن القومي العربي وفتحت المجال للعدو لإقامة علاقات سياسية واقتصادية وأمنية مع أنظمة عربية وشركات تجارية في نفس الوقت الذي يراق فيه الدم الفلسطيني بآلة الحرب الصهيونية وتوسيع مروحة الاستيطان.

إن القيادة القومية للحزب التي تعيد التأكيد بأن   الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجودي تعيد التأكيد أيضاً بان هذا الصراع يجب أن يبقى مفتوحاً على كافة الصعد والمستويات، وانطلاقاً من مبدأ أن حق تقرير المصير وحق الشعوب في مقاومة الاستعمار والاحتلال أياً كان أشكاله هو حق إنساني طبيعي بقدر ما هو حق وطني وحق كفلته المواثيق والأعراف الدولية وهو حق لا يسقط بالتقادم ولا بالتسويات التي تفرضها موازين القوى المادية التي تسود في لحظات معينة. فالحق القومي في فلسطين هو حق تاريخي وهو حق ثابت وان الاعتداء عليه لا يبرر شرعية اغتصابه.

تحية لجماهير شعبنا المنتفض في فلسطين المحتلة، وتحية للمقاومين الأبطال وتحية للشهداء الذين يتصدون باللحم الحي للعدو والخزي والعار للعملاء والخونة والمطبعين والحرية للأسرى والمعتقلين. 

 

الناطق الرسمي باسم

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

د. أحمد شوتري

في ٢٠٢٣/١/٣١

 

 

 

 

 

 

Author: nasser