خالدون في سبيل البعث
من سجل النضال القومي المجيد
حزب البعثُ العربي الاشتراكي هو حزبٌ قوميٌّ وُلِدَ من رحم معاناة الأمة من أجل تحقيق وحدتها وحريتها ونهضتها، لتمارس دورها الحضاري بين الأمم بما يَليق بمكانَتِها الكبيرة وإمكاناتها الهائِلة وتأريخها المجيد. وهو فِكرٌ رَصينٌ وراسخٌ، ونَهجٌ ناضجٌ ومُتقدمٌ ينير درب مناضليه وجماهيرَه في كفاحهم لتحقيق أهدافه الاستراتيجية الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية. وحزبٌ هكذا هي أهدافه، قومية تقدمية انسانية، لا ينهض برسالَتِه الحضارية العِملاقة في بعث أمة بكاملها، الاّ نوعية خاصة من أبناء الأمة المناضلين في صفوفِه، من الذين آمنوا بحقِّ أمتهم في النهضة والتقدُّم لتحتَّل مكانتها الكبرى بين الأمم، فوهبوا حياتهم لتحقيق رسالته، خائضين في سبيل ذلك نضالاً ضروساً وتضحيات جسام لتأصيل الأهداف النبيلة للبعث، وقيمه ومبادئه السامية. انَّهم صُنَّاع الحياة ومستقبل الامة، ورجال العطاء والفداء من أجل تحقيق وحدة أمتهم العربية المجيدة. هكذا هُم مناضلو البعث على امتداد وطنهم العربي الكبير من المحيط الى الخليج.
يسعى هذا الباب الى القاء الضوء على محطات من السجلّ الخالد لمناضلي البعث في الوطن العربي، الذين شكَّلوا رايات عالية ستبقى تنير درب أجيال وأجيال من ابناء الامة في نزوعها نحو الوحدة والحرية والتقدم. ومن تلك الرايات الرفيق أبو موسى الكاظم مؤسس حزب البعث في اليمن.
مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن الشهيد أبو موسى الكاظم
حياته ونضاله واستشهاده
يحي محمد سيف – اليمن
ﺍﻟﺮفيق ﺍلشهيد المناضل الاستاذ / ﻣﻮﺳﻰ بن ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﻳﺤﻲ الكاظم ، ﺍﻟﺸﻬﻴﺮباسمه التنظيمي ابو[ موﺳﻰ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ] ﻫﻮ ﻣﻨﺎﺿﻞ ﻭﻃﻨﻲ ﻭﻗﻮﻣﻲ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍد المؤسسين لحركة التنوير وﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮمية في قطراليمن بشكل عام وهو مناضل و قائد بعثي كان له شرف السبق في اعتناق فكرالبعث والتبشير به ،كما كان له شرف الريادة في وضع اللبنات الاولى لتأسيس صرح حزب البعث العربي الاشتراكي كتنظيم حلقي في تربة النضال الوطني والقومي في قطر اليمن،عام 1948 م ، وهو محامي من اوائل المحاميين الأكاديميين القلائل في اليمن ، وهو صحفي ملتزم بالخط الوطني والقومي بأصدق وأوفى ما يدل عليه الالتزام ، وهو مدرس متميز، واول ممثل ومخرج مسرحي ومخرج مسر حي يمني يحصل على دبلوم مسرحي من معهد متخصص .
سماته ومميزاته
ﻛﺎﻥ من ابرز سماته الى جانب كونه مناضل بعثي غيور، انه محب ﻟﻮﻃﻨﻪ وشعبه اليمني، وامته العربية ﺍﻟﻰ ﺍﻗﺼﻰ ﺣﺪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻠﻤﻪ ان يتحرر وطنه اليمني من الاستعمار البريطاني ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭمن النظام الامامي الرجعي المتخلف ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ . وان ﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ويتخطى عتبات القرن العشرين ويمضي بخطوات حثيثة صوب تحقيق التنمية والتقدم والنهوض الحضاري الشامل، ويحتل الموقع الذي يليق به وبأمجاده وبتأريخه الحضاري العريق بين الشعوب والأمم في هذا العصر الحديث والمعاصر ، وان يعيد تحقيق وحدته الوطنية في اطار الوحدة العربية الشاملة حيث كانت قضية اعادة تحقيق الوحدة اليمنية هي محور أهدف حزبنا ومعه ( كل اطراف العمل الوطني والقومي، الجادة والمؤمنين بوحدة الامة وتحررها ومن هذا المنطلق (كما يقول شاكر الجوهري ) نفهم ابعاد السعي الجاد للدعوة لوحدة حضرموت الذي بذله الرعيل الاول من البعثيين من اجل تحقيقها جهدا كبيرا حيث كانوا يرون اهمية وحدة السلطنتين ( القعيطية) و(الكثيرية) ، كنهج حضاري يقرب المسافات، بعيداً عن الهيمنة الاستعمارية من اجل وحدة شعب اليمن الكبير تحت حكومة واحدة تقدمية مستقلة(1).
ومجمل القول هنا ان الرفيق المناضل الشهيد ( ابوموسى الكاظم ) قد عمل ﻣﻨﺬ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍلثقافية ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﻪ، كي ﻳﻌﻴﺶ ﻣﺘﻤﻴﺰﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻄﺎﺋﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ سواء ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻋﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ الافكار وﺍلأﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩئ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻪ العظيمة التي ﺍﻋﺘﻨﻘﻬﺎ ﻭآﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﻣﺒﻜﺮﺍ وعمل على تجسيدها في محك العمل النضالي، اﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻋﻦ ﺭﻭﺣِﻪ الابية ﺍلمقاومة لصنوف ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺕ وﺍلعبودية ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ، ﻭﻛﻞ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ والجهل والتخلف والنعرات السلالية والطائفية والمناطقية والطائفية ﺩﻭﻥ ﻣﻬﺎﺩنة ﺍﻭ ﻫﻮﺍﺩة، وينتصرلحقوق شعبه ووطنه في التحرر والإستقلال والوحدة، والحياة الحرة الكريمة و السعيدة، ﻭيكون ﻣﺘﺼﺪرا، وﻓﻲ ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮية والصحفية ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻪ والثقافية ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻭﻧﻘﺎﺷﺎﺗﻪ ﻭﺣﻮﺍﺭﺍﺗﻪ ﻓﻲ كل ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻥ ﻳﺘﺠﺸﻢ ﺍﻟﻤﺘﺎﻋﺐ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ، ﻭ ﻳﻘﺪﻡ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻫﻮ في ريعان شبابِه ﺭﺍﺿﻴﺎً، ﻗﺮﺑﺎﻧﺎً لوطنِه وامته ومبادئ واهداف حزبه العظيمة ومواقفه المبدئية الثابته.
ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﻭالنشأه
ولد الرفيق المناضل الشهيد ( ﺍﺑو ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ) ﺑﺎﻧﺪﻭﻧﻮﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﺑﻮﻳﻦ ﻳﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺸﺮﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ تقريبا كما تفيد صحيفة( الاحياء العربي )(2) ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺳﻦاﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﻛﻤﺎ هي ﻋﺎﺩة ﺍﻟﻤﻐﺘربين ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻭﺑﺎﻻﺧﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻡ ﺍﺻﻄﺤﺒﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ مثله مثل الاديب والشاعر والروائي والكاتب المسرحي الكبير علي احمد باكثير ﺍﻟﻰ ﻣﻮطنه ﺍﻻﺻﻠﻲ ﻗﺮﻳﺔ ( ﻣﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ) بمدينة بتريم – محافظة ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ لينشأ ﻫﻨﺎﻙ نشأة ﻋﺮﺑﻴﺔ إﺳﻼﻣﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻫﻠﻪ، ﻭﻳﺘﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻪ ﻋﻠﻰﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻻﺻﻴﻠﻪ، ﻭﻳﺘﺪﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻯﻋﻮﺩﻩ ﻭﻳﺸﺘﺪ ﺳﺎﻋﺪﻩ من جهة ﺍﺧﺮﻯ (3).
دراسته ومؤهلاته
أولا :دراسته الاولى
تشير المعلومات في هذا الخصوص بانه بدا يتلقى ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ الاولي في مدينة ( تريم ) ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎء ﺟﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺗﻴﺐ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﻤﺪﺍﺭﺳﻬﺎ ﺍﻻﻭﻟﻴﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ الطلبة ﺍلمبرزين والمتميزين.
ثانيا :التعليم الاساسي
بعدها انتقل للدراسة في المدرسة التابعة لجمعية (الأخوة والمساعدة ) بمدينة تريم التي كانت تنفق عليها اسرة الكاف الثرية، ضمن جهودها التنويرية (4).
ثالثا: دراسته الجامعية وعوامل تكونه الفكري
في عام 1937م وفي سياق جهود مدرسة وجمعية الاخوة والمساعدة، الهادفة لكسر طوق العزلة بوادي حضرموت، الذي كان مفروضاً على الشباب التواقين الى المعرفة والعلوم الحديثة، من قبل قوى التخلف والجمود ، كما جاء في كتاب (تريم بوابة الفكر القومي في اليمن )، جهزت المدرسة بعثة للدراسة في العراق مكونة من الطلاب التالية اسمائهم :
– موسى بن عبد القادر بن يحي الكاظم
– وعبد الرحمن بن طاهر بن يحي
– وحسن با جابر
– ومصطفى الزاهر.
– صالح عبد الله الحبشي
– واخوه شيخان الحبشي (5).
حيث التحق الرفيق أبو موسى الكاظم ورفاقه صالح وشيخان الحبشي بكلية الحقوق – جامعة بغداد، ونال كل منهما شهادة الليسانس في الحقوق. في الاربعينيات من القرن الماضي (6) .
و خلال دراسته الاولى في قطر العراق تمكن من تنمية مداركه السياسية والثقافية و التأثر بفكر البعث من خلال الاطلاع على كتابات الرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق التبشيرية بفكر البعث الذي كانت تصل الى العراق عبر الطلبة السوريين الدارسين في المعاهد وكليات الجامعات العراقية وبالاخص منها كلية الحقوق جامعة بغداد، وصولا الى اعتناقها كغيره من الشباب اليمني و العربي الذي وجد في فكر البعث انه يعبر عن امالهم وتطلعاتهم .
رابعا: العودة للدراسة والنضال في بغداد
نظراً لكتاباته التنويرية، ونشاطه الثقافي والسياسي الوطني والقومي ،وانتقاداته اللاذعة لمجمل الاوضاع التي كانت قائمة في حضرموت واليمن عموما في مقالاته واحاديثه، فقد تعرض لبعض المضايقات من قبل اصحاب الفكر التقليدي المتعصب والمعارض للتحديث والتنوير بمختلف اتجاهاته في مسقط رأسه حضرموت الامر الذي اضطره للسفر مجددا للعراق مطلع الخمسينيات من القرن الماضي (7)، حيث التحق هذه المرة للدراسة بمعهد الفنون المسرحية في بغداد (وهناك تفتحت امامه افاق جديدة لتعميق وتطوير انتمائه القومي، ومنها بدأ يواصل مشواره النضالي الوطني والقومي بوعي اكثر لابعاد الفكرالجديد فكر الامة العربية نحو التغيير والوحدة والحرية والاشتراكية ، واثناء دراسته في بغداد ترسخت عرى علاقاته التنظيمية وتعمقت اكثر قناعاته البعثية، وانخرط في صفوف البعث تنظيمياً وكان اسمه الحركي ،(موسى الكاظم) (8) .
الزواج والأولاد
تزوج من مسقط رأسه بزوجته الوفية / ام كلثوم بنت محمد بن عقيل بن يحي وانجبت له بنت اسمها اسماء وولد اسمه محمد الذي كان عمره حين استشهد والده عام 1957م سبعة ايام، فبقيت السيدة ام كلثوم تكافح من اجل تنشئة اولادها وحملت على عاتقها مهمة تربيتهم وتعليمهم. فنالت اسماء شهادة الثانوية العامة، ودرس محمد في جامعة عدن حتى نال الشهادة الجامعية من كلية التربية والاداب – قسم اللغة العربية واصبح الاثنان يعملان في مهنة التدريس (9) .
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ
استطاع ﺍﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﺍﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﻳﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺣﺪة ﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻻﺷﻌﺎﻉ ﻭاﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭاﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺑﺤﻀﺮﻣﻮﺕ ﺍﻧﺬﺍﻙ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻻﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍلفنية،التي ﺍﺳﺘﻬﻠﻬﺎ، كما تفيد صحيفة (الاحياء العربي ) ﺑﺎﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﻳﻢ، ﻭﻛﺎﻥ له دور ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍلماضي ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻲ(10). واثناء اضطراره للسفر مجددا الى العراق بعد اكمال دراسته الجامعية كما اشرنا لم يقطع هوايته بفن التمثيل بل انه اندفع بحماس، للدراسة المسرحية في معهد الفنون للمسرح في بغداد ونال منه شهادة دبلوم تمثيل واخراج بتقدير جيد جدا، ﻓﺒﺮﺯ كأحد ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮحية ليس في محافظة ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ فىﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎت والخمسينيات من القرن الماضي، بل انه اصبح اول ممثل ومخرج في تاريخ المسرح اليمني الحديث يحصل على دبلوم تمثيل واخراج على مستوى اليمن برمتها (11).
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎسي والتبشير بفكر البعث
ﺗﺰﺍﻣﻦ ﻧﻤﻮ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﻭﻋﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻊ ظﻬﻮﺭ ﻭﻧﺸوء ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻻﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺭأﺳﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻻﺣﻴﺎء ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ تمخض ﻋﻨﻬﺎ نشوء حزب ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﺮبي ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﺬﻱ تأﺳﺲ ﻓﻲ السابع من ﻧﻴﺴﺎﻥ ﻋﺎﻡ1947ﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻪ ﺻﺪﺍ ﺷﻌﻮﺭﻳﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﺎﻓﻴﻬﺎ ﻗﻄﺮ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ظﻬﻮﺭ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ العربي ﻭﺗﺒﻠﻮﺭ الشخصيته ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺿﻞ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺿﺪ ﺍﻻﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍلمتدنية ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻻﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺁ (ﺍﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ) عندما عاد من العراق الى اليمن بعد اكمال دراسته الجامعية ﻫﻮ ﻭﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻗﻪ الذين سافرو معه للدراسة في العراق وفي مقدمتهم رفيقه القائد المناضل الاستاذ صالح عبد الله الحبشي (12) و الاستاذ المناضل شيخان عبد الله الحبشي ( 13) والرفيق المناضل الاستاذ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ، بالتبشير بفكر البعث ونسخ وتوزيع مقالات الرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق ﻓﻲ ﺍﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ اليمني بدءً بمدية ﺗﺮﻳﻢ ومن ثم في عموم ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ التي كان لها قبولا وصدى عميق لدى العديد من هؤلا الشباب الذي اصبحوا يشكلون اولى الحلقات الحزبية عند تاسيس الحزب وكان من ابرز هؤلا الشباب الذي عمل الرفيق الشهيد (ابوموسى الكاظم) على التاثير عليهم واستقطابهم للبعث الرفيق المناضل والمفكر الاستاذ على بن عقيل بن يحي، الذي تقول صحيفة (الاحياء العربي) أنه شارك في المؤتمر التأسيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في 7 نيسان 1947م (14) .
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ
مجلة (المجله)
ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪﻩ اﻧﻪ اصدر ﻋﺎﻡ 1353 ﻫﺠﺮﻳﻪ ﻣﺠﻠﺔ ( ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ) ﻓﻲ ﺗﺮﻳﻢ وتولى ﺭئاسة ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ، وخلال هذه المجلة اﺑﺮﺯ الرفيق المناضل الشهيد الاستاذ (ﺍﺑﻮﻣﻮﺳﻰ الكاظم ) مواهبه وقدراته الثقافية والسياسية ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ الاﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎسية ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﺍلتي كانت ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﺗﻔﺎﻋﻼ ﺟﺎﺩﺍ ﻭﺻﺎﺩﻗﺎ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻭﻫﻤﻮﻡ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎء ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻻﺻﻴﻠﻪ. (وكانت معظم كتاباته تدعو الى الاستزادة والاستنارة بالعلم والتحصن بالمعرفة الفكرية المناهضة للمستعمر، وتحث على وحدة المجتمع والشعب والأمة العربية، والعمل الى التغيير الجذري للواقع اليمني المتخلف، والعمل الجاد الى خلق واقع جديد.
صحيفة (الحلبة )
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1945م اسس مع ﺭﻓﻴﻘﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺻﺤﻴﻔﺔ ( ﺍﻟﺤﻠﺒﻪ ) في (ﻣﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ) ﺑﺤﻀﺮﻣﻮﺕ الذي تولى بن عقيل رئاسة تحريرها فيما تولى( ابوموسى الكاظم ) ﻣﻨﺼﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﺗﺤﺮﻳﺮها (15). وكانت اول صحيفة في حضرموت الوادي والصحراء مكتوبة بخط اليد معتمدة عليه وعلى رفيقه الاستاذ علي فكانا يقومان بتحريرها ونشرها من قرية (مسيلة الشيخ ) وبإمكانات شحيحة وصعبة للغاية، الا انها كانت نافذة مهمة وجدت لها صدى ورواج في حضرموت كلها لما تضمنته من مواضيع فكرية واجتماعية وسياسية وثقافية، وسَّعت دائرة الوعي الاجتماعي والوطني والقومي التحرري وقد برز الرفيق الشهيد من خلال ماكان يكتبه فيها من مقالات في هذه المجلة كواحد من ابرز دعاة الحركة القومية الوحدوية التحررية التقدمية، وقد اسهم اعتناقه لفكر البعث الى جانب ﺍلظرﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ احاطت به منذ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ان تصنع ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺎﺿﻼ ﻭﻛﺎﺗﺒﺎ بعثيا ثوريا تقدميا وحدويا ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ،ﻭﺍﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﺣﻤﻞ ﻫﻤﻮﻡ ﺑﻼﺩﻩ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ، التي كانت في تلك الفترة سلطنة من سلطنات ومشيخيات ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ بالايمان ﺑضرورة اﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ الاوضاع ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻩ ﻭﻋﻠﻰﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ البلاد ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻴﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻮﻋﻴﻪ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻛﺜﺮ ﺗﻄﻮﺭا ﻣﻦ ﺍﻓﻜﺎﺭ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ.
تأسيس حزب البعث
تتفق العديد من الروايات والحقائق التاريخية بان حزب البعث العربي الاشتراكي في قطراليمن تاسس كتنظيم حلقي (حلقات وخلايا وفرق وشعب وفروع ) عام 1948م. وتجمع كل الشهادات والوثائق التاريخية ان للرفيق المناضل الشهيد (ابوموسى الكاظم )هو من كان له شرف السبق و الريادة والاسهام الفاعل والمؤثر في تأسيس اولى الحلقات الحزبية للحزب في قطر اليمن من بين رفاقه الطلبة العائدين معه من قطر العراق بعد اكمال دراستهم الجامعية ومنهم : صالح عبد الله الحبشي ، شيخان عبد الله الحبشي، وابوبكر عبد الله الحبشي ،وحسين عبد الله الحبشي ، و عبد الرحمن الهادي وغيرهم من الرفاق الذين تأثروا بفكر البعث واعتنقوه في مدينة تريم وغيرها من المدن الاخرى في محافظة حضرموت بفضل النشاط الذي بذله الرفيق (ابوموسى الكاظم ) ورفاقه في مرحلة التبشير والذي سوف نشير لبعض منهم لاحقا، وذلك بعد ان تم التواصل مع قيادة الحزب في سوريا وعلى رأسهم الرفيق القائد المؤسس الأستاذ أحمد ميشيل عفلق الذين زودوهم بدستور الحزب ونظامه الداخلي وبعض الادبيات الفكرية والتنظيمية الاخرى ومن ابرز الادلة على هذا التواصل قول الرفيق القائد المؤسس رحمة الله عليه ( انه وصلته رسائل من احرار اليمن يؤيدون فيها حركة البعث ويثنون فيها على صحيفة (البعث ) لسان حال الحركة التي كانت تصدر في العاصمة العربية السورية دمشق لاهتمامها بقضية الشعب العربي في اليمن كما جاء في خطابه المنشور بصحيفة (البعث ) العدد (128)بتاريخ 11اذار عام 1947م ) .
كما أن للرفيق المناضل والمفكر الاستاذ علي بن عقيل دور مهم في مد جسور التواصل بين رفاقه في قطر اليمن قيادة الحزب في المركز بالعاصمة العربية السورية دمشق،الذي وفد اليها من قبل مدرسة (جمعية الاخوة والمعاونة ) بحضرموت على راس بعثة دراسية للدراسة في الجامعات العربية السورية في مستهل عام 1947م (16)، وذالك بعد ان تمكن هناك من الالتقاء بقادة ومفكري الحزب وفي مقدمتهم الرفيق القائد المؤسس الاستاذ أحمد ميشيل عفلق الذي نسبه رسميا للحزب ومكنه من حضور المؤتمر التأسيسي للحزب في 17 نيسان عام1947 م.
كما تشير المعلومات البعثية المؤكدة بان مدينة (تريم ) بمحافظة حضرموت التي كانت تشكل مركزا من مراكز التنوبر العلمي والثقافي في عموم اليمن هي نقطة البداية لتاسيس التنظيم الحلقي لحزب البعث العربي الاشتراكي في كل من حضرموت وامتد ذلك الى عدن ولحج وشبوة. وكان الشهيد (موسى الكاظم) هو المؤسس الأول للحلقات والخلايا الحزبية في حضرموت وامتداد ذلك الى عدن (17) أواخر الأربعينيات ومطلع الخمسينيات لينتشر الحزب بعد ذلك في عموم قطر اليمن شماله وجنوبه و خصوصا بعد عودة الرفاق الذين ابتعثوا للدراسة في الجمهورية العربية السورية في مستهل عام 1947م كما أسلفنا.
ومن أبرز الادلة التي تؤكد صحة المعلومات السالفة بأن البعث تأسس في قطر اليمن عام 1948م في مدينة تريم محافظة حضرموت وبأن الرفيق الشهيد أبو موسى الكاظم هو صاحب الريادة في التأسيس، هي الوثيقة التاريخية الصادرة عن حزب البعث العربي الاشتراكي القومي تحت عنوان (لمحات موجزة من تاريخ البعث) المنشورة في صحيفة (الاحياء العربي ) لسان حال الحزب الصفحة الاخيرة العدد (608)وتاريخ 2يناير /كانون الثاني 2011م.
الرعيل الاول من البعثيون
وللحقية والتاريخ وجدت من الأهمية بمكان أن نذكر هنا أسماء بعض الرفاق البعثيين من أبناء مدينة ( تريم) ومحافظة حضرموت عموما الى جانب اسماء الرفاق الرواد المؤسسين الذين تم الاشارة اليهم سلفاً، سواء ممن شاركوا في النضال إلى جانب الرفيق موسي بن عبد القادر بن يحي الكاظم في التبشير بفكر البعث أو في مرحلة التأسيس لأولى حلقاته الحزبية او ممن كان لهم شرف الاسهام في انتشار الحزب والنضال المتميز في صفوفه سواء في حضرموت أو غيرها من المدن المحافظات اليمنية في مختلف المراحل وكان لهم دور في انشاء مكتبة البعث في حضرموت والنوادي السياسية والثقافية والرياضية ومراكز محو الامية وهم كما جاء بالاستناد إلى المصدر البعثي السابق وغيره من المصادر : عوض عيسى بامطرف، الذي كان له دور بارز في قيادة تنظيم الحزب في المكلا في مرحلة الستينيات من القرن الماضي وسالم عوض باوزير ، وحسين بارباع (وزير سابق ) والدكتور محمدعمر الكاف( المحامي) والدكتور عبد القادر الكاف، وحسين عاطف، ومحمد عبد الله الحضرمي، وطاهربن يحي ، والدكتور محمدعمر الكاف والدكتور فرج سعيد بنغانم (رئيس الوزراء الاسبق للجمهورية اليمنية) الذين كان لهم دور اساسي في انتفاضة المدرسة الوسطى بغيل بازويرعام 1956، وتتمثل تلك الانتفاضة بقيام المدرسة المتوسطية في غيل باوزير بحضرموت ابان العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني) على القطر العربي عام 1956م بعرض مسرحية (سقوط غرناطة) وكان من ابرز تاثيرات هذا العمل المسرحي على الجمهور المتحمس والغاضب بعد مشاهدته لاحداث المسرحية القيام بتمزيق العلم البريطاني كتعبير صارخ عن مشاعر رفضه وادانته لذلك العدوان البربري الهمجي وذلك امام المستشار البريطاني لسلطان حضرموت انذاك ،الامر الذي اثار حنقه، ودفعه الى الانسحاب من الحفل وقيام سلطات الاحتلال البريطاني باجراء عقابي قاسي لطلاب المدرسة، تمثل باغلاق المدرسة لمدة شهرين كاملين، ونشر جنودها المدججين بالسلاح في الشوارع تحسبا لأي ردة فعل لذلك الإجراء (18).
إضافة الى المناضل الشهيد علي الغرابي، الذي واجه برجولة ومبدئية عبث الجبهة القومية، عند استلامها للسلطة، وتصدى لتصرفاتها القمعية، التي تجاوزت كل حدود المنطق الاخلاقي، وتحولت الى عصابة للقتل والانتقام. ودور الرفيق احمد هيثم الذي كان هو الاخر في الجبهة التي يقودها علي الغرابي، فشكلا ثنائي متكامل في المواجهة والتصدي.
ولا ننسى دور الرفاق عمر باسباع في مدينة الشحر، والدكتور عبد الله صالح بابقى، والاستاذ المرحوم سعيد محمد دحي، ودورهم النضالي في اوساط الطلبة والمعلمين. و الاستاذ عبد الله عبد الرحمن بكير العضو السابق لقيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي والدكتور عبد الله الكانده نائب امين سر قيادة قطر اليمن المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي ، ودورهم في العمل الحزبي المنظم في صفوف المعلمين والمثقفين والطلبة وكذلك الرفاق الذين كان لهم دور بارز في الحركة الطلابية اليمنية ومنهم زين باحميد، ويوسف بن عقيل، ومصطفى عبود، وغيرهم من المناضلين البعثيين المتميزين من ابناء محافظة حضرموت اليمنية (19).
النضال والتدريس
أولاً: التدريس في حضرموت
بعد أن أكمل دراسته الجامعية في كلية الحقوق جامعة بغداد وحصل منها على ليسانس حقوق عاد الى ارض الوطن هو ورفيق دربه الاستاذ عبد الرحمن بن طاهر وزملائه الاخرين وكان من القلائل الذين يحملون الشهادات الجامعية في حضرموت، ومن منطلق رفضه المبدئي العمل بمؤسسات الاحتلال البريطاني ورفضه لقوانين الاستعمار، انخرط في سلك التدريس في مدارس حضرموت (20).
ثانيا: التدريس في عدن
بعد اكمال دراسته الثانية في بغداد مطلع الخمسينيات على النحو الذي تم الاشارة إليه سابقا، عاد إلى أرض الوطن لكن هذه المرة لمدينة عدن ليكمل مشواره النضالي الوحدوي التحرري. هناك الى جانب رفاقه، حيث عمل مدرسا في المدرسة الاهلية في (التواهي ) وحول تدريسه و نضاله في اوساط الطلاب. كان يمثل نقلة نوعية داخل المدرسة ،تمكن من استقطاب افضل الطلبة الواعيين الى لجنة الخطابة في المدرسة، والتي كانت مدخلا الى الاستقطاب الوطني والقومي بشكل عام ، وسبيلا الى استقطاب البعض الى البعث في ظل ظروف العمل السري وفي ظل العمل النضالي المعقد الذي كانت تعيشه مدينة عدن في بداية عام 1956حيث كان هذا العام عام الغليان والتحدي المفتوح للوجود الاستعماري ولقوى التخلف والعمالة التي كان يحركها الوجود الاستعماري كخط مواجهة لقوى الشعب الرافضة لوجوده.
استشهاده عام 1957م
بعد أن عمل على تأسيس ونشر الحلقات والخلايا الحزبية في حضرموت ، انتقل إلى عدن ليكمل مشواره النضالي الوطني والقومي التحرري في عدن ، وكان له دور متميزفي تحريك المظاهرات العمالية والطلابية ، و كتابة المقالات الصحفية ضد وجود سلطات الاحتلال البريطاني التي كانت سببا في اغتياله واستشهاده مسموما في المستشفى، بعد أن هجمت قوات الاحتلال البريطاني على مهرجان جماهيري شاركت فيه مختلف القوى الوطنية في ساحة (سعيد الجوع ) قرب الميناء، وكادت أن تحدث معركة بل مذبحة حينما هجمت قوات امن وشرطة بريطانية على المنصة التي كان يخطب فيها الرفيق المناضل (ابوموسى الكاظم) لاعتقاله، وأخذه بالقوة لولا أنه كان هادئا متوازنا رصينا ، فقال بصوت جهوري قوي سمعه كل من في الساحة : دعوهم يقتلوني، لا تصطدموا معهم ، لاداعي لسفك الدم في هذا المهرجان. وبعد هذا الاعتقال الهمجي المجرم بأيام معدودة نقل الى المستشفى ومنه انتقل الى جوار ربه شهيدا، وعرف القاصي والداني، ان قوات الاحتلال وعملائهم هم من سمموه ليتخلصوا منه.
الهوامش
1-شاكر الجوهري ،كتاب الصراع في عدن طبعة 1992م
2- صحيفة ( الاحياء العربي) لسان حال حزب البعث العربي الاشتراكي القومي -قطر اليمن -لمحات موجزة من تاريخ البعث ،الحلقة (16)بدون مؤلف صفحة الاخيرة -العدد(608)الصادرةتاريخ 2- يناير / كانون الثاني 2011م
3-يحي محمد سيف على احمد باكثير وريادته للمسرح الشعري -كتاب تحت الطبع
4-كتاب تريم بوابة الفكر العربي في اليمن
5-المحامي شيخان الحبشي،اسهمالى جانب رفاقه الاخرين في تاسيس (رابطة ابنا الجنوب) عام 1951م وتلقد منصب الامين العام للرابطة التي كانت تشكل تحالف جبهوي في تلك الفترة ويظهر تاثير البعثيون واضحا في تاسيسهامن خلال وضع الهيكلية التنظيمية للرابطة التي تعد نسخة طبق الاصل من الهيكلية التنظيمية لحزب البعث
6- تريم بوابة الفكر العربي في اليمن المصدر السابق
7-افادت صحيفة (الاحياء العربي) المصدر السابق. الحلقة (16) بان الرفيق ابوموسى الكاظم سافرللعراق مطلع الخمسينيات للدراسة في كلية الحقوق جامعية بغداد وانه بعد الانتها من دراسته في كليه الحقوق التحق بمعهد الفنون المسرحية وقد تاكد لنا ان سفره للعراق للدراسة الجامعية كان عام 1937 م وانه في مطلع الخمسينيات عاد للعراق ولكن للدراسة في معهد الفنون المسرحية كما اوضحنا ذلك
8-صحيفة (الاحياء العربي ) المصدر السابق
9-الاحياء العربي المصدر 10-السابق الاحياء العربي المصدر السابق
11-يحي محمد سيف تاريخ البعث وتاريخ المسرح صحيفة (الحياء العربي) العدد( ) الصادر بتاريخ
الصفحة.
12-لرفيق المناضل صالح الحبشي،الى جانب اسهامه المتميز في تاسيس،الحزب في الشطر الجنوبي من اليمن كان هو الرمز المؤسس لحزب البعث في الشطر الشمالي من الوطن كمايقول الباحث والمفكر والبعثي السابق الاستاذ قادري احمد حيدر في كتابه الاحزاب القومية في اليمن
14- صحيفة (لاحياء العربي) السابق العدد (594) تاريخ 29 اغسطس /اب 2910م صفحة (14)
15-عبدالوهاب المؤيد قاموس الصحافة اليمنية
16-تريم بوابة الفكر العربي في اليمن مصدر سابق
17-عبد الوكيل السروري كتاب حزب الطليعة الشعبي،بين البعث والاشتراكي
18- يحي محمد سيف تاريخ البعث وتاريخ المسرح في اليمن المصدر السابق
19-صحيفة الاحياء العربي،المصدر السابق العدد(608)
20-لحياء العربي المصدر السابق
21عبد الوكيل السروري المصدر السابق