بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
صدق الله العظيم
بيان لمناسبة ذكرى يوم الشهيد العراقي الخالد
تَمرُّ عَلينا اليومَ الذكرى الاربعين ليوم الشهيد العراقي الأغرّ.. هذا اليوم الذي سيبقى خالداً في ذاكرة أبناء العراق والأمة العربية وأجيالها المُتلاحقة حين سَجَّل أخطر الجرائم الوحشيَّة والهمجيَّة التي لم تشهدها الإنسانية في كل حقب التأريخ قديمها وحاضرها.
ففي اليوم الأول من كانون الأول(ديسمبر) من عام 1981م، أقدَمَت القوات الإيرانية الباغية على اعدام المقاتلين الأبطال من ضباط وجنود الجيش العراق الباسل الذين وقعوا في الأسر، خلال معركة البسِيتِين ابَّان الحرب الإيرانية العراقية، مستخدمة أبشع الطرق وأكثر الأساليب وحشيَّةً، في تحدٍّ صارخ لكلّ القيَم السماوية والمواثيق الدولية والانسانيَّة.
فارتقَت أرواحهم الطاهرة الى عليِّين، ليدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه وليصبحوا وسام فخر ومجد للتضحية والفداء، تستذكرهم الأجيال جيل بعد جيل وفاءً واعتزازاً بتضحياتهم الجسام، وشجاعتهم الفائقة، وبدمائهم الزكيَّة التي أُريقَت وسالت أنهاراً من أجل العراق وأمتهم العربية المجيدة.
انَّ الاحتفاء بهذا اليوم الخالد، يوم الشَّهيد العراقي انَّما هو احتفاء بشهداء الأمة كلها، فشهداء العراق الذين ضحُّوا بأنفسهم، وقدَّموها قرابين من أجل حماية البوابة الشرقية لأمة العرب بكل شجاعة واقدام وبسالة نادرة. انَّهم بحقّ يمثِّلونَ عنواناً كبيراً، ومَثَلاً عظيماً لكل معاني التضحية والفداء على أرض العروبة كلّها. تشهد لهم دماؤهم وصروحهم الشاخصة في مقابر الشهداء بالمَفرق في الأردن، وجنين في فلسطين، وفي سوريا دفاعاً عن دمشق، وسيناء في مصر الكنانة.
واذْ يحتفي أبناء شعبنا العراقي الصابر الأبيّ بهذا اليوم الخالد، متوشِّحين بوشاح العِزّ والشرف شارة الشهيد، ومُستذكرين جرائم النظام الإيراني الذي يدَّعي الإسلام زوراً وبهتاناً، ويلتحف بعباءة الدين نفاقاً ورياءً، وهو يعيث جوراً وفساداً على أرض العراق الطيبة الطاهرة، ويُمعن في أهلنا أبناء الرافدين تقتيلاً، وخاصة لشبابه الحرّ الثائر، وتَشريداً وتهجيراً للملايين من أبناء العراق الأبرياء، وتدميراً لزروعهم وصنوعهم ولكلّ بناهم التحتيَّة. في حقد وبغضٍ أسودَين على العراق وشعبه الماجد، كونه بوابة الأمة الشرقية وجدار صدّها الحصين، وعرين أسود العروبة الكواسر، ومركز الحضارة العربية الإسلامية. وليس بخافٍ على أحد في الدنيا أنَّهم انَّما يعملون على تنفيذ مشروعهم الفارسي الخبيث، الذي يستهدف كامل أمتنا العربية وترابها الطهور، لتحقيق أحلام امبراطوريتهم الفارسية المزعومة التي ولَّت واندثرت الى الأبد، منذ أن دكَّت أرتال جيش قادسية العرب الأولى، حصون كسرى وأطفأت نار مجوسيَّتهم الى الأبد.
واذْ يستلهم ثوار العراق التشرينيّون من هذا اليوم الخالد كلّ معاني المقاومة والصمود، ليصنعوا بثباتهم وتصديهم اليوم الذي سيزيحون فيه هذا الزَبَد العالق، وهذه الغُمَّة السوداء، واللَّتان تُمثِّلانهما الأحزاب والمليشيات الولائية، التي تأتمر بأوامر أسيادهم في ايران السوء، والتي تَتَحكَّم بهذا البلد العظيم والعريق، والتي وقفت الى جانب العدو الإيراني في مواجهة جيش العراق الوطني الباسل وقتل أسراه الأبطال.
ستبقى ذكرى استشهاد ضباط وجنود الجيش العراقي الباسل في هذا اليوم الخالد، سارية عالية تُرفرف فوق القمم، ومنارة وهَّاجة تهدي الى طريق النصر والغلَبَة على أعداء العراق والأمة، وخزين وجداني تزود أبناء الأمة بالقوة والعزم والارادة الصلبة، بعزم لا يلين وبحزم لا يستكين. وستظل تضحيات جُند الحقّ، جُند العراق الميامين خالدة أبد الدهر لتكتب صفحات مشرقة بالمجد والفخار من تأريخ الأمة المُشرِّف.
وسيبقى أبناء العراق الأماجد رغم كل نوازل الدهر وخطوبه وتحدياته يسيرون على خُطى الشُّهداء، وفي طليعتهم شهداء ثورة تشرين المباركة على طريق التغيير والخلاص النهائي من الاحتلال الإيراني الصفوي وأذنابه الحاكمين الأذلاء.
الرَّحمة والخلود لكل شهداء العراق والأمة العربية المجيدة وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر الرفيق صدام حسين وشهيد الصبر والمطاولة الأمين العام للحزب الرفيق عزة إبراهيم رحمهما الله.
وما النصر الَّا من عند الله العزيز الحكيم…