بسم الله الرحمن الرحيم
{ فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء حتى تضع الحرب اوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم}
صدق الله العظيم
بيان لمناسبة ذكرى الرد العسكري العراقي المقتدر
يا ابناء الأمة العربية المجيدة
يا ابناء شعب العراق الصامد الصابر الابي المحتسب
تمر علينا اليوم الذكرى 41 للرد العراقي العسكري الماحق ضد العدوان العسكري الايراني المتواصل ضد مدننا وقرانا الحدودية .
فبعد ان تمادى نظام خميني في غيّه دون ان يرعوي أو يستجيب للمناشدات العراقية ومذكرات الاحتجاج ضد القصف المدفعي لمناطق زرباطية وبدرة والقرى الحدودية الاخرى وبعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى جاء الرد العسكري العراقي الصاعق والساحق من صباح يوم الثاني والعشرين من شهر أيلول سبتمبر عام 1980 لتنطلق فيه جحافل العز من القوات البرية ويحلق في سماءه صقور الجو البواسل في وثبة سريعة مذهلة الى العمق الايراني وتحقيق المفاجأة والمباغتة في اروع صور الاستراتيجية العسكرية للسيطرة على عقد المواصلات الرئيسية والمدن الحيوية كالمحمرة وديزفول وعبادان وقصر شيرين وحتى مشارف كرمنشاه.
وبالرغم من قدرة جيش العراق بقادته ومقاتليه ومعنوياتهم التي لا تقهر بإمكانية التقدم في أعماق أخرى من إيران الا ان القيادة السياسية الوطنية ارتأت ايقاف الزحف العسكري والدعوة الى توقف الاعتداءات الايرانية والاستعداد لعودة القوات المسلحة العراقية الى معسكراتها داخل ارض الوطن وإنهاء كافة الأعمال العسكرية والاستفادة من قرارات مجلس الأمن الدولي.
الا ان ذلك لم يلق آذان صاغية من كبيرهم الأصم الذي كان يروم احتلال العراق ضمن عقيدته العقيمة التي تمثلت بما يسمى بتصدير الثورة ومن ثم الاندفاع لاحتلال اقطار الوطن العربي ضمن مشروعه الشرير البائس المتمثل بإعادة الإمبراطورية الفارسية متصوراً بانه قادر على أن يتعكز على الجانب المذهبي لاهلنا في العراق فإذا بهؤلاء العراقيين الوطنيين الاحرار يشكلون مادة القتال الاولى ضد الكهنوتية الخمينية التي حاولت عبثاً تغليف وتحريف الدين لخدمة اهدافها السياسية الاستعمارية الجديدة، لا في العراق وحسب بل في الوطن العربي ايضا. وهكذا كان العراق في صده الحاسم الحارس الأمين للبوابة الشرقية للأمة العربية برمتها، والسد المنيع الذي حمى الوطن العربي من اخطر المشاريع الاستعمارية التي يواجهها في التاريخ المعاصر.
أيها الأحرار في وطننا العربي الكبير
لقد كان لتكاتف ابناء الامة العربية مع اخوتهم في العراق مُمَثلاً بتدفق المتطوعين العرب الى جبهات القتال والتفاف قلوب الملايين من ابناء الامة حول العراق، الاثر الكبير والحاسم في تعزيز العزم والحزم الذي رافق المقاتل العراقي البطل طيلة فترة الحرب الايرانية العراقية لثمان سنوات ضروس والذي حقق الانتصارات المتتالية بالاعتماد على مبادئ الحرب والعقيدة القتالية والعسكرية التي كانت ظل العقيدة الوطنية العراقية في ميادين وسوح الوغى، حتى تمكن جيش العراق الجسور من كسر شوكة وارادة الجيش الإيراني الذي كان يتفوق في العدد والعدة بمعدل أربعة اضعاف.. فكانت معارك التحرير الكبرى في الفاو والشلامجة وجزر مجنون والزبيدات وكيلان غرب مسك الختام في النصر المبين بيوم الايام الثامن من أب اغسطس من
عام 1988 لتضع الحرب اوزارها بعد أن وصف خميني موافقته صاغراً على قرار مجلس الأمن الدولي ٥٩٨ لأنهاء الحرب كتجرعه السم الزعاف.. فليكن ذلك النصر المبين حافزا لمناضلي امتنا العربية وجماهيرها في كل مكان لمزيد من التكاتف لدحر مشروع نظام الولي الفقيه واطماعه في الوطن العربي التي تهدف الى إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، والتي عبر عنها بكل صًلًف إعلانه عن سيطرته على أربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. فالمشروع الشرير لا يُدحًض الا بالوعي و رص الصفوف
لإعادة أمجاد القادسية الأولى والثانية، وطرد الفرس واذنابهم واعادة البوابة الشرقية للامة العربية قوية منيعة على سابق عهدها المجيد.
يا ابناء شعب الذرى في عراق الحضارة والمجد
ان السنوات العجاف التي مرت عليكم منذ الاحتلال الامريكي الغاشم ومن ثم الاحتلال الايراني لأرضكم المعطاء إنما هي اختبار لعزمكم الذي لا يلين وحزمكم الذي لا يستكين، فكنتم خير من جسد المقاومة الوطنية الباسلة التي ضمت كل أطياف الشعب وخير من جسد الانتماء الوطني بالرغم من حجم التحديات والصعوبات التي فرضها الاحتلالين وبالرغم من المحاولات البائسة واليائسة التي يسوقها الإعلام الدكتاتوري والمليشياوي لتشويه هذا الانتماء.. فاستبشروا خيرا بثورة تشرين الشبابية التي ستداوي هذا الجرح وسيعود العراق قريباً حراً وطنياً قوياً معافى من كل اوجاعه.
وبهذه المناسبة المباركة، نتقدم بالجلال والاكرام والاحترام لخير مَن أنجبهم العراق والأمة، من قادة عظام ورجال أوفياء ونساء ماجدات، من الذين قاتلوا الفرس وردّوا عدوانهم وفي المقدمة منهم الرئيس شهيد الحج الأكبر صَدَّام حسين الذي قاد معارك القادسية بكل ابعادها العسكرية والسياسية والاقتصادية بكل كفاءة واقتدار ولثماني سنوات متواصلة .
الرحمة والخلود للرفيق الامين العام عزة ابراهيم الذي قاد ملحمة المقاومة العراقية الباسلة.
الرحمة والخلود لشهداء قادسية العرب الثانية، ولشهداء ثورة تشرين والأمة العربية المجيدة.
والى نصر قادم ان شاء الله على الفرس وأذنابهم العملاء، ليتحرر العراق من براثن الاحتلال الفارسي الصفوي {ألا إنَّ نَصْرَ اللهِ قَريبٌ}.
مكتب الثقافة والاعلام القومي
لحزب البعث العربي الاشتراكي
22 أيلول 2021