الأقصى كان وسيبقى قبلة للعرب والمسلمين

الأقصى كان وسيبقى قبلة للعرب والمسلمين

 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

 

تعليقاً على الاعتداءات الصهيونية على المصلين في الاقصى صبيحة الأضحى، أدلى الناطق الرسمي باسم القيادة القومية بالتصريح الاتي.

مرة اخرى يكشف العدو الصهيوني عن عنصريته وتنكره لابسط الحقوق الانسانية التي كفلتها المواثيق والاتفاقات الدولية ونصت عليها الرسالات السماوية وهي تمكين الانسان من ممارسة طقوسه وواجباته الدينية بمنأى عن اي ضغط او عنف او اعتداء . وهذا حق كفلته الدساتير والشرائع والاعراف ،بحيث ان كل من يتعدى على ممارسة هذا الحق انما يرتكب جرماً موصوفاً يضعه تحت المساءلة القانونية والسياسية والاخلاقية. ان ما اقدم عليه العدو الصهيوني صبيحة يوم الاضحى ضد المصلين و اوقع عشرات الجرحى هو اكثر من اعتداء ، انه جريمة ضد الانسانية ،لان قوات الاحتلال لم تنتهك حرمة الاقصى وحسب ، بل حاولت ايضاً منع المصلين من تأدية فريضة صلاة العيد في مناسبة هي ذات وقع خاص عند المسلمين عامة والعرب منهم خاصة.

واذا كان العدو باقتحامه الاقصى المبارك ،عمد الى استحضار ماقام به شارون عام ٢٠٠٠ ،فإن شعبنا في فلسطين المحتلة الذي اطلق انتفاضته يوم ذاك تحت شعار انتفاضة الاقصى هواليوم ليس اقل تصميماً على اطلاق انتفاضة جديدة ضد الاحتلال ، خاصة وان العدو يمضي قدماً في تهويد كل معالم الحياة في فلسطين المحتلة عامة والقدس خاصة. ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي اذ توجه التحية لجماهير فلسطين المحتلة تكبر بشعبنا صموده وتحديه ومقاومته للاحتلال رغم الظروف الصعبة التي يمر بها والحصار الذي يتعرض له لانتزاع تنازلات منه بكل مايتعلق بحقوقه الوطنية واولها حق العودة. واذ تواجه جماهير فلسطين الة الحرب الصهيونية باللحم الحي وتقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعاً عن الحق القومي وعن المقدسات فلأن هذه الحقوق هي حقوق غير قابلة للتصرف ولاتسقط بالتقادم وان المقدسات وخاصة الاقصى هي قبلة للمسلمين قاطبة وان فلسطين وقدسها الشريف هي قبلة قومية للعرب ،وهذا مااكد عليه شهيد الحج الاكبر القائد صدام حسين ( ان فلسطين هي في قلوبنا وعيوننا اذا ما استدرنا الى اي من الجهات الاربع ) .

ان الذي حصل صبيحة الاضحى المبارك في القدس ،هو جولة من جولات الصراع المفتوح مع العدو الصهيوني التي تبقى دولته دولة قائمة بالاحتلال رغم الاعتراف الدولي بها والذي فرضته موازين القوى وليس موازين الحقوق. وعليه فإن اصرار شعبنا على التمسك بارضه وتحويله مقاومته اليومية الى انتفاضة شاملة إنما هي السبيل الوحيد لافشال مخطط العدو بتهجير شعبنا الفلسطيني من ارضه وحماية المقدسات وكل معالم الحياة الوطنية الفلسطينية من مخاطر التهويد والصهينة. ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تضع هذه الجريمة ضد المصلين في الاقصى في سياق المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية والتي تشكل صفقة القرن احدى تعبيراته تدعو الى توفير كل الدعم السياسي والمادي والمالي للجماهير الصامدة الصابرة والتي بمواجهاتها اليومية تعيد الاعتبار للثورة الفلسطينية ،كثورة تكتسب مشروعيتها من مسارها النضالي الذي بدأ التأسيس له منذ بدء تنفيذ المخطط الصهيو – استعماري باغتصاب فلسطين عملاً بوعد بلفور والذي يتجدد اليوم بوعود ترامب.

واذا كانت جماهير فلسطين ترتقي بتضحياتها الى الحد الاقصى الممكن في ظل الظروف المحيطة بها الاان مستوى الاداء العملي للقوى الفلسطينية على مختلف طيفها السياسي هو دون الحد الادنى المطلوب، بحيث ان الانقسام السياسي والتشظي وتغليب الصراع على السلطة على الصراع مع العدو لم يضعف الموقف المقاوم وحسب بل بات بنعكس سلباً على الصمود الشعبي والمستفيد الاول هو الاحتلال. من هنا يجب الارتقاء بالموقف السياسي الى مستوى تحقيق وحدة وطنية فعلية وعلى قاعدة برنامج مقاوم يكون قادراً على استيعاب كل فعالية نضالية وتوظيفه في خدمة مشروع التحرير وفي طليعتها المواجهات المستمرة في الاقصى واخرها انتفاضة الاضحى كما العمليات التي ينفذها مناضلون في الضفة والقطاع ضد الجنود الصهاينة.

تحية لأهلنا في فلسطين المحتلة وتحية لانتفاضة الاقصى في يوم الأضحى المبارك.

تحية للشهداء.

الشفاء للجرحى والحرية للاسرى والمعتقلين.

 

الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

الدكتور أحمد شوتري

في ١٢ / أب / ٢٠١٩

Author: nasser