السقوط الأخلاقي في يوم ٩ /٤ /٢٠٠٣
السقوط، بالضم، مصدر سقط، الوقوع من أعلى إلى أسفل، ومنه: مثال، سقوط شعر الرأس، أي زوال الشعر، والزوال، ومنه قولهم: سقوط الدين بالإبراء.
السؤال هو: هل سقطت بغداد يوم ٩/٤/٢٠٠٣، أي زالت؟
السؤال الثاني: هل سقط النظام الوطني في العراق، أي زال؟
السؤال الثالث: هل سقطت الأخلاق في ذلك اليوم المشؤوم، أي زالت؟
الإجابة عن هذه الأسئلة في غاية البساطة، لأنها ليست بحاجة إلى اثبات، بعد ١٨ سنة من عمر الاحتلال الأمريكي الفارسي، فالواقع العراقي المعاش وثورة تشرين الشبابية هما ما سوف نستند إليه في إجابتنا.
الإجابة على السؤال الأول تقول: أن العراق وبغداد لم ولن تسقط، أي لم ولن تزول، فهي باقية مادياً حيث النهرين والشوارع والبنايات والإرث الحضاري حتى وإن تعرض إلى ما تعرض إليه، أما في الجانب المعنوي فإن العراق وبغداد لم تتم إزالتهما وشباب ثورة تشرين يرفعون شعار (إيران بره بره بغداد تبقى حرة) ويروون الأرض العراقية بدمائهم.
أما الإجابة على السؤال الثاني فهي بسيطة أيضاً، ولأننا نرى بصمة النظام الوطني على كل شيء وفي كل مكان ونراها عبر الفضائيات التي تلتقي الشيخ رجل أو امرأة ، تلتقي الرجال والنساء تلتقي الشباب الذي لم يكن قد ولد أيام النظام الوطني، فما هي حصيلة هذه اللقاءات، الكل يعرف حصيلتها التي تقول أن النظام الوطني في العراق لم ولن يسقط لأنه باق مغروس في الوعي الجمعي لدى كل أبناء العراق والأمة وسوف يستمر إلى سنوات طويلة، وإذا لم نبالغ فنقول إنه سيكون تاريخ يدرس كما تدرس شموخ وعنفوان الحضارة العربية الإسلامية الأموية والعباسية وحضارة الأندلس.
الإجابة عن السؤال الثالث صعبة جداً، لأننا بحاجة إلى مجلدات كي نجيب عليها، ولأنها ترتبط بالسقوط الأخلاقي للقوى والحركات الاسلاموية وغير الاسلاموية التي جاءت مع الدبابات الأمريكية وبحماية الدولة الفارسية.
وعندما نقول سقوط الأخلاق فإننا نعني زوالها، وهي حقيقة قد زالت بعد الاحتلال، فالسرقة واستباحة المال العام عمل غير أخلاقي، والاستقواء بالأجنبي عمل غير أخلاقي، ونشر الرذيلة والمخدرات والأمراض، عمل غير أخلاقي، الطائفية واستخدام العشيرة بشكل لا يتناسب مع الأعراف والتقاليد العربية، عمل غير أخلاقي، قتل المتظاهرين وتغييب أبناء العراق واستخدام الكواتم، عمل غير أخلاقي، القائمة تطول، وكما قلت بحاجة إلى مجلدات لتأكيد سقوط الأخلاق بعد الاحتلال.
حمى الله العراق وشعبه، وخاصة شباب تشرين، ونصرهم، وإن تحرير العراق من الاحتلالين الأمريكي والإيراني قادم لا محالة على يد أبنائه الثائرين.