د- فالح حسن شمخي
السقوط ، بالضم مصدر سقط ، الوقوع من أعلى إلى أسفل ، ومنه : مثال ، سقوط شعر الرأس ، اي زوال الشعر ، والزوال ، ومنه قولهم : سقوط الدين بالإبراء .
السؤال هو ، هل سقطت بغداد يوم ٩/٤/٢٠٠٣ ، اي زالت ؟
السؤال الثاني ، هل سقط النظام الوطني في العراق ، اي زال؟
السؤال الثالث ، هل سقطت الاخلاق في ذلك اليوم المشؤم ، اي زالت؟
الاجابة عن هذه الاسئلة في غاية البساطة لانها ليست بحاجة الى اثبات ، بعد ١٨ سنة من عمر الاحتلال الامريكي الفارسي ، فالواقع العراقي المعاش وثورة تشرين الشبابية هما ماسوف نستند اليه في اجابتنا .
الاجابة على السؤال الاول تقول ان العراق وبغداد لم ولن تسقط اي لم ولن تزول فهي باقية ماديا حيث النهرين والشوارع والبنايات والارث الحضاري حتى وان تعرض الى ماتعرض اليه ، اما في الجانب المعنوي فان العراق وبغداد لم تتم ازالتهما وشباب ثورة تشرين يرفعون شعار (ايران بره بره بغداد تبقى حرة ) ويرون الارض العراقية بدمائهم.
اما الاجابة على السؤال الثاني فهي بسيطة ايضا ولاننا نرى بصمة النظام الوطني على كل شيء وفي كل مكان ونراها عبر الفضائيات التي تلتقي الشيخ رجل او امراءة ، تلتقي الرجال والنساء تلتقي الشباب الذي لم يكن قد ولد ايام النظام الوطني ، فما هي حصيلة هذه اللقاءات ، الكل يعرف حصيلتها التي تقول ان النظام الوطني في العراق لم ولن يسقط لانه باقي مغروسا في الوعي الجمعي لدى كل ابناء العراق والامة وسوف يستمر الى سنوات طويلة ، واذا لم نبالغ فنقول انه سيكون تاريخ يدرس كما تدرس شموخ وعنفوان الحضارة العربية الاسلامية الاموية والعباسية وحضارة الاندلس .
الاجابة عن السؤال الثالث صعب جدا لاننا بحاجة الى مجلدات كي نجيب عليها ، ولانها ترتبط بالسقوط الاخلاقي للقوى والحركات الاسلاموية وغير الاسلاموية التي جاءت مع الدبابات الامريكية وبحماية الدولة الفارسية ، وعندما نقول سقوط الاخلاق فاننا نعني زوالها ، وهي حقيقة قد زالت بعد الاحتلال ، فالسرقة واستباحة المال العام عمل غير اخلاقي ، والاستقواء بالاجنبي عمل غير اخلاقي ، ونشر الرذيلة والمخدرات والامراض ، عمل غير اخلاقي ، الطائفية واستخدام العشيرة بشكل لايتناسب مع الاعراف والتقاليد العربية ، عمل غير اخلاقي ، قتل المتظاهرين وتغييب ابناء العراق واستخدام الكواتم ، عمل غير اخلاقي ، ….. ، القائمة تطول وكما قلت بحاجة الى مجلدات لتأكيد سقوط الاخلاق بعد الاحتلال .
حما الله العراق وشعبه وخاصة شباب تشرين ونصرهم وان تحرير العراق من الاحتلالين الامريكي والايراني قادم لا محالة على يد ابنائه الثائرين