ثورة تشرين المباركة في العراق

وفي العراق الذي واجه عبر تاريخه الطويل  أخطر أنواع الاحتلالات ، ويواجه اليوم  الاحتلال الإيراني  الاستيطاني بطبيعته كما الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، فإن جماهيره  أطلقت  انتفاضة شعبية عارمة ضد الإحتلال الأميركي العائد تحت عنوان التصدي لما يسمى القوى الإرهابية، والتي اثبتت سياقات الاحداث انها منتج إيراني أميركي مشترك يتم توظيفه والاستثماربه لضرب وحدة العراق وتفتيت نسيجه الاجتماعي  وتهجير سكانه وإحداث  تغيير في تركيبه الديموغرافي بما يخدم اجندة اهداف نظام الملالي ،الذي يتستحضر  في تعامله مع الوضع العراقي كل حقده الشعوبي الدفين ضد  العروبة وعدم  نسيان سقوط امبراطوريته في القادسية الأولى وهزيمته في القادسية الثانية والدلالات التي انطوت عليه معركة ذي قار التي قال فيهاالرسول العربي النبي محمد ( ص) ،”هذا أول يوم تنتصف فيه العرب من العجم “.

ان ذي قار التي تُمسك  اليوم براية إستمرار الانتفاضة الشعبية التي إنطلقت على نطاقها الواسع في تشرين الأول من العام الماضي ، وجهت رسالة للقاصي والداني ،وخاصة النظام الايرني والقوى العميلة   المرتبطة به   ، بان الإنتفاضة الشعبيةالتي إنطلقت  ضد منظومة الفساد الناهبة لثروة البلد  والمنعدمة الإحساس بأية  مسؤولية وطنية تجاه الشعب ، هي   واينما تمركزت فعالياتها النضالية، فإنها تعبر من خلال مواقفها وشعاراتها عن الكل الوطني   وأهدافه التي تتمحور حول قضاياه السياسية والاجتماعية والخدمية خاصة بعدما أخذت بُعداً وطنياً   تصدرت عنوان حراكه الدعوة   لطرد ايران وانهاء كل اشكال  نفوذها وتأثيراتها  في كل مناحي الحياة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

وأن  تستمر جماهير العراق بإنتفاضتها رغم ماتتعرض له من عدوان موصوف من النظام الإيراني والقوى الميليشيوية المرتبط به، وتصفية المناضلين وشباب الحراك  ،فهذا يعني ان العراق الذي يستعيد شخصيته الوطنية عبر إنتفاضة   شعبه ،لم ولن يقبل بأن تفرض عليه وصاية سياسية وأمنية  ،تمارسها سلطة قائمة بالإحتلال بهدف  جعل العراق جرماً يدور في الفلك الإيراني ويشوه هويته الوطنية التي تبلورت شخصيتها منذ   تأسست دولته الحديثة ، وتظللت بالعروبة كهوية قومية لها.

Author: mcLuGWLRpf