القيادة القومية:
المقاومة الفلسطينية تحميها جماهيرها ووحدتها الوطنية.
اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ان سجل العدو الصهيوني حافل بالاغتيالات السياسية وان المقاومة الفلسطينية تحميها جماهيرها ووحدتها الوطنية.
جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية فيما يلي نصه:
بعد عشرة أشهر على عملية “طوفان الأقصى”، وعجز العدو عن تحقيق أهدافه المعلنة لحربه على غزة، دخلت المواجهات بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية طوراً جديداً من خلال اقدام العدو على تنفيذ عمليات اغتيال بحق قيادات المقاومة وكوادرها ومناضليها وضد الصحفيين والمراسلين في انتهاك صارخ لقوانين الحرب وانتهاكه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وكان آخر ما أقدم عليه من أعمال اجرامية موصوفة اغتياله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الذي اغتيل فجر يوم الاربعاء ٣١ آب في العاصمة الايرانية – طهران.
ان لجوء العدو الى اغتيال قادة المقاومة وكوادرها ومناضليها ليس امراً جديداً على تاريخه الحافل بمثل هذه الاعمال الاجرامية من اغتيال وسيط الامم المتحدة الى فلسطين الكونت فولك برنادوت في ١٧ كانون الاول ١٩٤٨ ، الى اغتيال قادة المقاومة كمال ناصر وابو يوسف النجار وكمال عدوان في بيروت في ١٠نيسان ١٩٧٣ ومن اغتيال القادة ابو جهاد الوزير وابو اياد وابو الهول في تونس في ١٦ نيسان ١٩٨٨ ، الى اغتيال الشيخ احمد ياسين في غزة في ٢٢ اذار ٢٠٠٤ وصولاً الى اغتيال القائد ياسر عرفات في رام الله في 11 تشرين الثاني ٢٠٠٤ ، هذا إلى عشرات عمليات الاغتيال لقادة مقاومين تواصلت وكان اخرها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
ان العدو بتنفيذه عمليات الاغتيال بحق رموز مقاومة، انما كان يُقْدِمُ على ذلك في كل مرة يواجه فيها مأزقاً في الصراع المفتوح مع مقاومة شعب فلسطين، واخره عجزه عن تحقيق اهدافه التي حددها كعنوان لحربه على غزة. اذ بعد عشرة أشهر على اندلاع المواجهة على مساحة قطاع غزة لم يستطع ان يطفئ جذوة المقاومة ولا استطاع أن يستعيد أسراه، بل على العكس من ذلك، فإنه ومن خلال حرب الابادة الجماعية التي ارتكبها، بات محاصراً بالمقاضاة الدولية على جرائمه في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، كما أن مروحة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين توسعت، وتحولت القضية الفلسطينية الى قضية رأي عام دولي بدأت تضغط على الحكومات التي كان من أشد المؤيدين للكيان الصهيوني. ولهذا لم يجد سبيلاً للخروج من مأزقه الا ممارسة اسلوب الهروب الى الامام لتأخير الاستحقاقات التي تنتظر مسؤوليه من محاسبة ومساءلة، ولإجهاض المحاولات الرامية لوقف الحرب على غزة وفك الحصار عنها في ظل ارتفاع منسوب المطالبة الدولية بذلك باستثناء الموقف الاميركي ومن يتماهى معه في توفير الدعم للموقف الصهيوني.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي تكبر بشعبنا في فلسطين المحتلة
صموده ومقاومته، والذي واجه في السابق بكل حزم كل الانماط العدوانية للكيان الصهيوني، واستمرت مقاومته حاضرة في فعالياتها، واخرها الصمود والتصدي البطوليين في غزة والضفة الغربية والقدس بعد عملية طوفان الاقصى، ترى بان لجوء العدو الى اسلوب الاغتيال للتغطية على فشله في ساحة الميدان، لن يفت من عضد المقاومة، بل سيزيدها تصميماً على مواجهته بكل السبل والامكانات المتاحة. وهذا الشعب الذي افرز قيادات تاريخية تصدت للمهمات الصعبة، ولم ترهبها اعمال الاغتيال وكل اشكال العدوان الاخرى، لن ترهبه عمليات الاغتيال الاخيرة، وهو الشعب الولاّد للقيادات التي تستلم الراية المنتقلة من جيل الى جيل وهو يقود المواجهة الشاملة ببعديها الشعبي والوطني في إطار الصراع الوجودي مع المشروع الصهيوني الاستيطاني حتى التحرير الكامل واستعادة الحقوق المغتصبة وممارسة حق تقرير المصير.
واذا كانت القيادة القومية للحزب تسجل اكبارها لصمود شعب فلسطين ومقاومته ، وتحيي الشهداء الذين يسقطون في ساحات المواجهة وأيا كانت مواقعهم ومسؤولياتهم ، تشدد على اهمية ان تعي المقاومة بكل فصائلها ، بانها لا تواجه الكيان الصهيوني وحسب ، وانما تواجه كل الذين يناصبون الامة العربية العداء على اختلاف مشاربهم ومواقعهم ، وان الساحات التي تتحرك فيها المقاومة برموزها وقيادييها ،ليس ساحات آمنة ، بسبب الاختراقات المعادية لهذه الساحات من قبل اعداء الامة ، وبسبب اسلوب التقية الذي يمارسه بعض من يرفع سقف الموقف الاعلامي المؤيد للمقاومة فيما يعمل دون كلل او ملل على تهديد الامن القومي العربي من خلال تدمير البنية المجتمعية العربية وتطييف الحياة المجتمعية والسياسية العربية ، وتنفيذ مخطط رهيب لتغيير التركيب الديموغرافي لعديد من الاقطار العربية عبر استقدام مجموعات اثنية غير عربية لتوطينها في المناطق التي دفع سكانها للنزوح والهجرة القسرية كما يحصل بشكل خاص في سوريا والعراق. فهل من يدمر العراق وسوريا واليمن ويستعمل بعض الساحات العربية منصة لإدارة مشروعه السياسي وتنفيذ أجندة أهدافه الخاصة يمكن أن يكون صادقاً في دعمه لثورة فلسطين وحق شعبها في تقرير مصيره؟ إننا لا نرى ذلك، ولذلك نلفت نظر قوى المقاومة ان تعتبر ان حماية ظهيرها تكون بوحدتها السياسية والنضالية بالدرجة الاولى، وبحماية شعبية فلسطينية وعربية بالدرجة الثانية. وهذين العاملين هما اللذان يشكلان مظلة الحماية من كل يسعى لاستهدافها على مستوى افرادها قيادة وقواعد وعلى مستوى مشروعها السياسي الذي يجب ان يبقى عصياً على الاحتواء او الاستثمار به من اية جهة كانت.
التحية لشهداء فلسطين والشفاء لجرحاها والحرية لأسراها ومعتقليها، والتحية موصولة لشعب فلسطين ومقاومته التي اعادت القضية الفلسطينية الى عمقها الشعبي العربي والى مدارها الانساني. والخزي والعار لكل الخونة والمطبعين والمتآمرين وكل من يضمر شراً بهذه القضية التي باتت قضية العصر.
الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.
الدكتور أحمد شوتري
في31-7-2024