أمة عربية واحدة
ذات رسالة خالدة
بسم الله الرحمن الرحيم
القيادة القومية
قيادة القطر السوري
نداء المسؤولية التاريخية لمواجهة المشروع الصهيوني الجديد لتصفية القضية الفلسطينية
لم يعد العدوان الصهيوني الهمجي الإجرامي على قطاع غزه المقاوم والصامد مقتصرا على هذه المنطقة من أرض فلسطين بل انتقل أيضا إلى مدن ومناطق الضفة الغربية المحتلة لكي يصل أيضا إلى الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام ١٩٤٨، وفي قطاع غزه لم يترك العدو وسيلة للانتقام إلا واستخدمها. قتل وجرح آلاف المدنيين العزل وغالبيتهم من النساء والأطفال، قطع الماء والكهرباء ووسائل الاتصال جميعها، استخدم كل أنواع الأسلحة وصواريخ التدمير وطائرات القتل على الأحياء السكنية ودور العبادة والمساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات التي خرجت معظمها عن الخدمة تماما وترك مرضاها ومن فيها من نساء وأطفال جثث هامدة أمام دولاب الموت وأمام أنظار العالم بأسره مع تعنت وإصرار العدو على رفض النداءات الدولية المطالبة بهدنة إنسانية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من الأطفال والمرضى. ولم يكتف بذلك بل أصر على عدم فتح المعابر وعدم إدخال المساعدات الطبية والوقود والمواد الغذائية إلى أهالي غزه وإنما فتح النار على مدن ومخيمات الضفة الغربية وأطلق العنان لجيشه ورعاع مستوطنيه الارهابيين وسمح لهم بارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، كما فتح النار على مدن وقرى جنوب لبنان وأهداف أخرى داخل العمق السوري.
والسؤال المشروع الذي يتردد على ألسنة كل مواطن عربي وكل إنسان حر على وجه الأرض هو:
أين المجتمع الدولي؟
وأين مجلس الأمن الدولي؟
وأين الدول العربية والإسلامية التي يعنيها هذا العدوان في الصميم؟ فيما نجد دول بعيده في أمريكا الجنوبية وأفريقيا تقطع علاقاتها وتسحب سفرائها من هذا الكيان وفيما غطت مظاهرات واحتجاجات الإدانة الدولية شوارع وعواصم معظم الدول الغربية التي تدعم العدو الصهيوني وتؤيد حرب الإبادة وتوفر له المال والسلاح الفتاك والمحرم دوليا.
يا جماهير شعبنا وأمتنا المجيدة… لقد عشنا هذه المشاهد ساعة بساعة سواء مع إنجازات وصمود المقاومة البطلة أو مع المجازر والجرائم التي ارتكبها العدو الغاصب الدخيل مما دفعنا إلى توجيه هذا النداء نداء المسؤولية التاريخية؛ أ
أولاً: نداء المسؤولية التاريخية الموجه إلى شعبنا العربي الفلسطيني
نحن نؤمن إيمانا قاطعا بأن تحرير فلسطين كل فلسطين دون تفريط أو قسمة أو تقسيم أو تنازل عن أي شبر من ترابها ونؤمن بأن تحرير فلسطين هو مسؤولية الشعب الفلسطيني وأمته العربية لأن فلسطين هي القضية المركزية لهذه الأمة وهي تحتل موضع القلب من الجسد. وقد جاءت معركة طوفان الأقصى المباركة تحت عنوان التحرير الكامل للوطن وليس التحريك أو المساومة ولهذا السبب اجتمعت شياطين الأرض من الذين صنعوا هذا الكيان وجعلوه وطنا قوميا لليهود وقرروا دعم الكيان بالسلاح والمال وبكل الوسائل وأدوات الجريمة.
إن نداءنا هذا واضح وصريح في معناه ومبتغاه وهو العمل بجدية لتحقيق الوحدة الوطنية الكاملة لكل شعبنا الفلسطيني وقواه فصائله المناضلة والمكافحة والمسلحة ولكل أبناء فلسطين في الداخل والخارج على حد سواء.
إن فلسطين الجريحة والمذبوحة من الوريد إلى الوريد تستحق منكم الاستجابة إلى هذا النداء وعلى قاعدة المقاومة والتحرير وإسقاط قواعد المساومة والتحريك التي لم تحرر أرضاً ولم تقم دولة ولا استقلال ولا أي شكل من أشكال السيادة.
ثانياً: نداء المسؤولية التاريخية الموجه إلى أمتنا العربية
إننا نطلق هذا النداء بهدف تحقيق المصالح القومية العليا ومصالح كل أقطارها وشعوبها على حد سواء، ذلك أن العدو الصهيوني ومن يدعمه من الدول الغربية الاستعمارية لا يهمهم غير مصالحهم وأطماعهم وأهدافهم الاستعمارية الشريرة والخبيثة.
نداؤنا يبدأ بالدعوة لتوحيد الموقف الرسمي العربي على قاعدة الالتزام المطلق بحقوق الشعب العربي الفلسطيني المشروعة كاملة ودون نقصان. ومعظمها حقوق مشرعة في قرارات وقوانين الأمم المتحدة، وبالتأكيد فإن هذا الحق موصول بحق أي قطر بالدفاع عن أرضه وشعبه ومصالحه الوطنية لمواجهة أي خطر أو عدوان خارجي من أية جهة كانت. وهذا مثبت في الأعراف والمواثيق العربية ومنها اتفاقية الدفاع العربي المشترك، مع التوضيح بأن اتفاقيات التسوية والتعاون مع دولة الاحتلال لا تعتبر حقا من حقوق السيادة لأية دولة تنفرد بالتعاون أو الاعتراف بالكيان الصهيوني كما هو شائع في هذا الزمن.
ويصبح المطلوب في هذا الوقت صياغة ميثاق عربي ملزم من أجل صيانة الأمن القومي العربي وتوفير متطلباته ومقوماته وتحديد خطوطه وحدوده، والمطلوب كذلك مراجعة اتفاقيات أبراهام وتفاهمات التطبيع التي أبرمت وقيل إنها حق من حقوق السيادة للدول التي وقعت عليها.
ثالثاً: النداء الموجه إلى دول العالم وهيئة الأمم وما يسمى بالمجتمع الدولي
من الواضح أن الأمم المتحدة بميثاقها وقوانينها ووكالاتها المتخصصة أصبحت أداة من أدوات الولايات المتحدة وحليفاتها الدول الاستعمارية الكبرى، ولذلك يوصف النظام الدولي الآن بأنه نظام الأحادية القطبية وليس نظام تعدد الأقطاب أو نظام التوازن الدولي. إن هذا النظام الأحادي هو الذي يوفر لكيان العدو الإسرائيلي كل عوامل التعدي على القانون الإنساني الدولي والاعتداء على أرض فلسطين وشعبها المقاوم.
لقد خدع الكيان الصهيوني العالم بأسره عندما أقنعه بتعرض اليهود إلى المحرقة على يد النازية، ويتجاهل هذا العدو نفسه أنه يقوم بتنفيذ محرقة كاملة الأدلة في فلسطين كلها وكل تفاصيلها موثقة ومثبتة بالصوت والصورة.
كما أن الاستيطان والمستوطنون واجرامهم اليومي هما وجه من وجوه المحرقة الصهيونية.، تدمير المستشفيات وقتل المرضى والكوادر الطبية هما وجه جلي للمحرقة الصهيونية، استخدام الأسلحة المحرمة دوليا وقتل المدنيين ومن بينهم آلاف النساء والأطفال بالآلاف هي أوجه للمحرقة الصهيونية زج عشرات الآلاف في السجون والمعتقلات ومن بينهم النساء والأطفال هو وجه من أوجه الارهاب الصهيوني، حرمان الناس من الماء والكهرباء والأدوية وتدمير بيوتهم والاعتداء على حرمة المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي وكنيسة القيامة وكنيسة المهد كل ذلك أوجه جلية للمحرقة الصهيونية.
ما ندعو له في هذا الجانب أن يكون هناك نظام دولي عادل يعطي كل ذا حق حقه ويعاقب بالأفعال كل من يعتدي على غيره دون حساب أو عقاب ورفض المعايير المزدوجة.
عاشت فلسطين عربية حرة أبية
عاشت الأمة العربية الواحدة القوية
المجد والخلود لشهداء فلسطين
المجد والخلود لشهداء الأمة العربية
قيادة القطر السوري
18 / 11 /2023