كارثتا المغرب وليبيا مدعاة لوحدة الأمة وتأكيد روحها الحضارية والإنسانية

كارثتا المغرب وليبيا مدعاة لوحدة الأمة وتأكيد روحها الحضارية والإنسانية

تتوالى الكوارث التي تتعرض لها البشرية كل يوم، فمن حرائق الغابات إلى الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة إلى تنامي ظواهر الجفاف والتصحّر وانتشار الأوبئة والزيادة غير المسبوقة في الأنشطة الزلزالية والبركانية، وهذا ما نشاهده جلياً في وطننا العربي.

فخلال الأيام القليلة الماضية فُجِعنا باثنتين من الكوارث المدمرة، حيث شهد القطر المغربي العزيز زلزالين مدمرين في مدينة مراكش وما حولها يقول الخبراء الجيولوجيون أن المنطقة لم تشهد لهما مثيلا منذ نحو 100 سنة، فيما شهدت ليبيا الغالية كارثة إعصار دانيال الذي دمّر مساحات شاسعة من مدينة درنة تقدر بنحو ربع المناطق الحضرية منها، بينما كانت الخسائر البشرية لهاتين الكارثتين تفوق التصور.

إن مكتب الثقافة والاعلام القومي في حزب البعث العربي الاشتراكي يتقدم بادئ ذي بدء إلى أبناء شعبنا العزيز في المغرب وليبيا بخالص مشاعر المواساة والألم مترحّماً على أرواح الضحايا الذين قضوا جراء هاتين الكارثتين المأساويتين، داعيا العلي القدير أن يتغمّدهم بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، متضرعاً له سبحانه بأن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل.

إن حجم الأهوال والكوارث التي يتعرض لها شعبنا العربي في كل مكان والتي تتعدد بين احتلالاتٍ عسكرية وحروبٍ بمختلف أنواعها، وفتنٍ طائفية خبيثة وأخرى عرقية عنصرية،  تتزامن معها كوارث لا نعلم إن كانت طبيعية أم غير طبيعية،  خاصة في ظل تطور الأسلحة النوعية وغيرها مما يُنسَب الى التغييرات المناخية المدمرة، كل ذلك  يدفعنا إلى التأكيد على إن هذه الكوارث والأهوال التي تتعرض لها الأمة العربية في كل أقطارها يجب أن تكون عامل تحفيز لأبناء الأمة لإظهار حقيقة أنهم أبناء أمة واحدة إذا أصيب عضو منها بألم تداعت له باقي الأعضاء بالعون والإسناد، وأن تكون عامل توحيد وتكاتف تتجلى من خلاله حقيقة انتمائهم القومي ونخوتهم الإنسانية وروحهم الحضارية.

إن النظام الرسمي العربي في كل الأقطار العربية مدعو اليوم لتقديم كل ما يمكنه لإسعاف الأشقاء في المغرب وليبيا على وجهٍ خاص وعاجل، بالمعدات اللازمة للإنقاذ وأجهزة الإسعاف الفوري والمساعدات على نحو فوري وعاجل. ويحتل ذلك اهمية خاصة في ظل الإهمال الدولي الواضح للأبعاد الإنسانية للكوارث التي تتعرض لها أقطار الأمة العربية والذي يكشف عن عنصرية بشعة ونفاق صارخ بعيد كل البعد عن الادعاءات الفارغة التي تتشدق بها دول العالم التي تسمي نفسها متحضرة، والمنظمات الدولية التي تعتاش على كوارث الشعوب ولا تقدم لمشاكلها حلولاً ولا لضحاياها إنقاذا.  ولنا أن نتصور كيف سيكون الاهتمام العالمي لو أن هذه الكوارث الطبيعة طالت مواقع انتاج النفط أو خطوط إمدادات الطاقة العالمية أو أيٍّ من دول الغرب!!.

إننا في الوقت الذي نضع هذه الحقائق أمام أنظار شعبنا العربي في كل مكان، ندعو الأحزاب والمنظمات والاتحادات العربية، كل حسب اختصاصه، إلى هبة شعبية واسعة لتقديم العون والإسناد لأبناء شعبنا في المدن المنكوبة في قطري المغرب وليبيا على وجه الخصوص.

كما نوجه نداءً خاصاً إلى مناضلي “البعث” في كل الساحات داخل الوطن العربي وفي المهاجر للتعبير عن واجب الانتماء القومي بإغاثة أهلهم في هذين القطرين العزيزين وبما يمكنهم، من خلال تنظيم حملات الدعم العاجل وبالتعاون مع المؤسسات الاغاثية في ساحات تواجدهم.

ولا يفوتنا في هذا المجال أن نتوجه إلى الجامعات ومراكز البحوث والمتخصصين في كل المؤسسات الأكاديمية والبحثية العربية لتقديم تصوراتهم ورؤاهم ودراساتهم العلمية الشجاعة والجريئة، للوقوف على الحقيقة التي تقف وراء تنامي هذه الظواهر الكارثية المشار إليها في أعلاه !!، وسبل مواجهتها والتصدي لها والتخفيف من آثارها المأساوية، وخاصة في ظل تطور الأسلحة النوعية الحديثة ومنها أسلحة الزلازل البرية والبحرية، لتكون تحت يد صاحب القرار في الدول العربية .

 كما وندعو في هذه المناسبة إلى تشكيل هيئة بحثية عربية تخصصية تضم النخب المتخصصة والكفاءات الأكاديمية وتعمل بشكل موحد ومتناسق لتحقيق هذا الغرض، لأن الكوارث التي تتعرض لها الأقطار العربية تحتاج إلى وقفة جماعية ولا تنفع معها الجهود الفردية أو التي تبذلها حكومة هذا القطر أو ذاك بشكل منفرد.

حمى الله شعبنا ووطننا العربي في كل أقطاره من كل الكوارث والآفات والرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين.

 

 

مكتب الثقافة والإعلام القومي

13/9/2023

Author: nasser