بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة
القيادة القومية ذات رسالة خالدة
قيادة القطر السوري
بيان قيادة القطر السوري
لمناسبة الذكرى 55 لثورة السابع عشر الثلاثين تموز المجيدة
تمر اليوم الذكرى الخامسة والخمسون لثورة السابع عشر الثلاثين من تموز في العراق الحبيب التي فجرها حزب البعث العربي الاشتراكي ورجاله الأبطال في القطر الشقيق، والتي غيرت وجه التاريخ الحديث وقلبت المعادلة في المنطقة والعالم رأساً على عقب بعد نكسة حزيران وهزيمة الأنظمة العربية سنة ١٩٦٧ واحتلال القدس وسيناء والضفة الغربية والجولان السورية التي سلمها حافظ أسد بلا قتال.
إن ثورة السابع عشر من تموز في العراق أعادت الروح للأمة العربية بعد نكسة حزيران حيث كان الشارع العربي يعيش أوضاعاً نفسية قاتلة وإن رجال الثورة في العراق عاهدوا الشعب العراقي والأمة العربية بأن ينقلوا العراق من حالة الانكسار والضعف إلى مرحلة القوة والبناء والمقاومة وتجاوز السلبيات والتفرقة والتراجع وصولاً إلى عراق متقدم متطور في مناحي الحياة كافة وإلى بناء مؤسسات الدولة والمجتمع الحديثة وإعادة بناء الجيش الوطني والقوات المسلحة لتكون درع الوطن والأمة العربية جميعاً.
إن ثورة السابع عشر من تموز في العراق وضعت أول ما وضعت الإنسان أمام مشروعها النهضوي، فكانت المؤسسات العلمية والنقابات والجمعيات الحديثة المتطورة وبناء الاقتصاد العراقي وإقامة الصناعات والمشاريع العملاقة الاستراتيجية مع المؤسسات الزراعية والخدمية وصولاً إلى عراق مزدهر متطور أصبح محط أنظار العالم في تجربته العملاقة ليكون النموذج الأمثل للوطن العربي والعالم الثالث أجمع.
ولم تكتف قيادة الثورة في العراق بهذا وحسب بل ألغت الأمية تماماً كأول بلد في العالم، وأعلنت عن حل سليم للقضية الكردية، وإقامة مؤسسات الحكم الذاتي وسارعت في بناء الخطط السنوية والخمسية وبعيدة المدي لنهضة الاقتصاد والمجتمع والإنسان في الحقول كافة.
ومع كل تقدم في العمل والبناء والتطور ورفع القدرات الوطنية وتحديث الجيش الوطني والنهضة في الوعي والفكر والتطور وتقدم في هذه الميادين جميعاً كانت المؤامرات تحاك ضد الثورة، وكانت الرجعية العربية تزداد شراسة ضد العراق الجديد، وكانت الصهيونية لا تغمض لها عين وهي ترتجف هلعاً وخوفاً وكانت الامبريالية الأميركية تتحسب مع كل تقدم في العراق، وكانت إيران الشر ترصد عمليات التقدم حتى انكشفت المؤامرة، وأعلنت السلطة الطائفية الخمينية في إيران علناً أنها تنتهز الفرص لافتعال الحرب على العراق باسم (تصدير الثورة) وتحت لافتة ولاية الفقيه، مما اضطر العراق إلى أن يدافع عن نفسه ويحمي ترابه الوطني ويشكل بوابة القوة والعمود الصلب في الجناح الشرقي للوطن العربي، وكان النصر حليف العراق وثوار تموز وأبطال البعث العظيم بعد حرب ضروس دامت ثمان سنوات متواصلة.
إن انتصار ثوار البعث في العراق في معركة الدفاع عن الوطن والأمة وتقدم الثورة في جميع ميادين الحياة لم يرق لقوى الشر في الكيان الصهيوني وأمريكا وطهران ولا للرجعية العربية فأعدوا العدة للتآمر من جديد على العراق وغزوه والتخلص من عراق مقتدر ومن التجربة الوطنية القومية، فكانت الحرب الكونية بقيادة أمريكا ضد العراق بصفحتيها الأولى والثانية سنة١٩٩١ وسنة ٢٠٠٣ بهدف احتلاله وإقامة نظام طائفي وتسليم العراق لإيران وإنهاء تجربة قومية كبرى وقد عم الظلام في هذا القطر الحبيب وقتل الملايين، وفي المقدمة منها العقول العلمية وخيرة العسكريين الأبطال ورجال البعث، وهُجِّر أكثر من ثلت العراقيين خارج بلادهم، ومن بقي في العراق يعيش الضيم وضيق العيش بلا أمن ولا أمان ولا تقدم.
ومع ذلك فإن العراقيين الأبطال لم يستكينوا أو يصمتوا فكانت المقاومة العراقية البطلة وما قدمته من بطولات فاقت الوصف بقيادة الشهيد صدام حسين الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والبطل الشهيد عزة إبراهيم قائد الجهاد والتحرير بعد استشهاد القائد صدام حسين، ولا تزال معركة البطولة والصمود حتى اليوم، حتى تحقيق النصر القريب بعون الله.
تحية للرجال الأبطال الذين قادوا العملية السياسية في النظام الوطني والذين قدموا أغلى التضحيات دفاعاً عن العراق والأمة العربية والبعث العظيم.
وإلى أمام…
قيادة القطر السوري
١٧ / تموز / ٢٠٢٣