تَنَبؤ الشَباب والاستِيطان الفارِسيّ

المنصة الشبابية

 

انطلاقا من حقيقة ان الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله ، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه و طرح قضاياه  الراهنة و التعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة  حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه مايصدر من موضوعات  ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي،  وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة .

 

تَنَبؤ الشَباب والاستِيطان الفارِسيّ

أبو العروبة

هل تنبأ ثوار تشرين بقرار التجنيس ( التوطين) المشبوه في العراق، وهم يرفعون شعار ( ايران بره بره ، بغداد تبقى )؟ يبدو ان الأمر كذلك، فالتوسع الاستيطاني الفارسي معروف عبر التأريخ، وهو نسخة بشعة لمشروع الاستيطان في الصهيوني في فلسطين .

فبعد الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003 وتغلغل إيران فيه قامت الميليشيات وبدعم إيراني مباشر، بممارسة أبشع الجرائم لغرض تغيير تركيبة السكان لا في العراق وحسب وانما في اقطار عربية اخرى كسوريا وغيرها،  من خلال التضييق الأمني، والتهجير القسري، والملاحقة، وكيل التهم الكيدية، والخطف والاغتيال وغيرها. وعملت إيران على دعم الميليشيات المقربة منها، بغية تنفيذ جرائمها لغرض التغيير الديموغرافي، كما أن مشروع الاحتلال الأمريكي للعراق كان وما يزال يستهدف أصلا تغيير تركيبة السكان فيه وفي الاقطار العربية الاخرى، وإحداث نزاع طائفي بغية تفتت أواصر المجتمع الواحد، عبر إفشاء الطائفية والنزاع فيه من خلال تأجيج النزاعات القومية والمذهبية .

وإذا ما اخذنا العراق مثالاً، نجد ان هذا المخطط الجهنمي الخبيث قد شمل كل محافظات العراق دون استثناء فعلى سبيل المثال عانت مناطق حزام العاصمة بغداد ولا تزال، من ويلات جرائم التهجير لغرض التغيير الديموغرافي.  كما لعب  الاحتلال دوراً مهما في جرائم التهجير والتغيير الديموغرافي في البصرة ، حيث أن القوات البريطانية التي كانت تحتلها ، كان لها الدور اللوجستي البارز في دعم المليشيات التي تمارس التهجير ضد السكان وفي أفضل أحوالها تغض الطرف عن ممارستهم أو تكتفي بالتفرج عليهم.

وشهدت محافظة ديالى بداية من منتصف سنة 2013 عمليات منهجية للتهجير القسري ، في سياق صراع اضفي عليه طابع طائفي، و كانت السلطة طرفاً في هذا التغيير الديمغرافي القسري وهكذا في بقية اجزاء العراق.

إن كل المعطيات التي حدثت في العراق منذ احتلاله تشير الى نتيجة واحدة هي الاستيطان، فالتهجير القسري تم بهدف التغيير الديموغرافي للسكان العراقيين عبر وسائل منها الاستيطان.  فدخول الملايين من الفرس والهنود والباكستانين بدون تأشيرة دخول (فيزة) الى العراق بحجة الزيارة الدينية، وتسهيل  المراجع الاربعة وفي المقدمة منهم النجيفي سبل الحياة والعيش لهم بحجة الدراسة والعمل، وبناء مجمعات سكنية للباكستانين على سبيل المثال،  وغيرها من التسهيلات، تشير  الى نتيجة مفادها ان هؤلاء باقون في العراق .

ولكي ينفذ المخطط كان على هؤلاء المستوطِنين تعلُّم اللهجة والعادات والتقاليد العراقية والدخول الى النسيج المجتمعي العراقي. ولغرض العمل على توزيعهم على مناطق العراق بما يمهِّد لتنفيذ المشاريع الاستيطانية الفارسية وتنفيذ مشروع ما يسمى ” الشرق الأوسط الجديد” التفتيتي الدموي الشيطاني، تم التفكير بإصدار مشروع منح الجنسية العراقية للمقيم في البلاد اكثر من سنة، وهو القانون الذي لم نجد له مثيلاً في اي مكان في العالم بما فيها البلدان الاوربية التي تعاني من الشيخوخة ونقص الايدي العاملة، والتي هي بأمس الحاجة الى دماء جديدة ومواطنين جُدُد.

مشروع خطير مثل هذا ، وتنظيمه بقوانين تُسهِّل تنفيذه، يهدف الى تغير الواقع الديموغرافي في العراق،  ومن ثم سوريا،  واقطار عربية اخرى.

 نقول لكل عربي غيور،  وفي المقدمة منهم شبابنا في العراق ، اذا تم تنفيذ المشروع فاقرأ على العراق السلام… وان اول من سيُغَيَر اسمه في العراق هو محيط العاصمة بغداد، والحبل على الجرار .

Author: nasser