بيان قيادة قطر العراق
في الذكرى العشرين ليوم الغزو والاحتلال
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) (59 سورة الانفال)
صدق الله العظيم
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
يا أبناء شعبنا الغيارى
يا أحرار العالم
تمر علينا اليوم ذكرى أليمة مريرة على قلب كل عراقي غيور، ذكرى دخول قوات الاحتلال الغازية المارقة على كل الأعراف الدولية لتدنس بأقدامها النجسة تربة العراق الطاهرة، أرض الأنبياء والحضارات، الأرض التي وضع فيها أول حرف وأول قانون يحكم البشر.
لقد تعاونت قوى الشر كل من الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا، أستراليا وبولندا والفرس مجسدين بذلك التخادم الامبريالي الصهيوني الصفوي في أبشع صوره مع بعض من الامعات الذين جمعوهم من حارات وحانات الغرب وسوريا وطهران، ليشكلوا حلفاً شيطانياً يتسلطون به على رقاب العراقيين.
أيها العراقيون الأماجد
وتزامنا مع هذا الغزو الامبريالي الصهيوني الصفوي، كان لأبنائكم الغيارى الدور الفعال في إنطلاق شرارة المقاومة الباسلة ومنذ اليوم الأول للاحتلال، وكان رأس الحربة فيها رجال قواتكم المسلحة الأبطال والقوى الأمنية الأخرى ومناضلو حزبكم المجاهد حزب البعث العربي الاشتراكي والغيارى من أبناء وطنكم يحدو بهم شهيد الأضحى القائد العام للقوات المسلحة المناضل صدام حسين رحمه الله تعالى الذي تعرفون صولاته في سوح الوغى، لقد استمرت ضربات المقاومة الشجاعة والموجعة للغازي وقواته المحتلة وكان لها الأثر الواضح في هزيمتها وزرع الخوف في قلوبها والذي دفع المحتل مرغماً لإعلان سحب قواته من العراق وبشكل رسمي.
لقد كان الهدف الأول والأساس للغازي المحتل هو تدمير كل ما هو جميل في بلاد التاريخ والحضارة، وكانت أولى خطواته لهذا الخراب الممنهج هو تعيين الحاكم الأميركي بول بريمر حاكماً مدنياً على العراق حيث كانت فاتحة أعماله الشريرة لنشر الفساد والفوضى والدمار، قانون اجتثاث البعث واستبعاد كل العناصر الوطنية الغيورة على بلدها من مفاصل الدولة، وحل المؤسسات العسكرية والأمنية متمثلة بجيشكم الباسل والدوائر الأمنية البطلة ووزارة الإعلام وتشكيلاتها وبالتشاور مع الزمر العميلة التي دخلت لاهثة وراء الدبابة الأميركية وبحمايتها.
إن السياسة الهوجاء وقرارتها العشوائية التي وضعها المحتل في العراق، كانت الأساس الذي بنيت على أنقاضه العملية السياسية الحمقاء، وظهرت سمات تلك السياسة وقرارتها واضحة في صياغة ما سُميَ بالدستور، الذي ساهم في تقسيم العراق على أساس طائفي وعرقي مقيت، وكانت أحدى مخرجاته المهمة الحرب الطائفية والعرقية التي خلفت مئات الآلاف من الضحايا بين شهيد ومغيب، وسفكت دماء الأبرياء من أبناء البلد وضباطه وكفاءاته، وبات العراق ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية، ووكراً للمخابرات العالمية وحدوداً مشرعة لمن هب ودب من فرس وغيرهم ليعيث به خراباً وفساداً كما يحلو لأسياده.
لقد تمكن المحتل ومن خلال أدواته العميلة التي سلطها على رقاب شعبنا العراقي العظيم ودعمها بكل قوة، متمثلة بالكتل المشكلة لما يسمى بالعملية السياسية وميلشياتها المسلحة إضافة إلى المليشيات التي جيء بها من خارج الحدود، العمل على خلق عراق ضعيف ممزق تنخر به الطائفية والفساد الإداري والمالي، والذي لا هَمَّ لحكامه سوى الحصول على مكاسب شخصية مادية غير مبالين بمصلحة الشعب وهمومه ومعاناته، وما يعيشه من سوء في كل القطاعات الحياتية الخدمية منها والصحية وغيرها.
لقد شكل هذا الوهن في إدارة الدولة حالة من الفوضى وانعدام الأمن والأمان مما حدا بدول الجوار وإيران بشكل خاص لتحويل العراق إلى مصنع وممر للإرهاب والمخدرات وكل أنواع الدمار والخراب من خلال ميلشياتها الصفوية والجماعات الإرهابية التكفيرية. لم يكتف المحتل بما أحدثه من فوضى وخراب وإيقاف لعجلة الاقتصاد والصناعة والزراعة في العراق، بل سعى جاهداً لمحو تاريخه وحضارته التي تضرب جذورها أعماق تاريخ البشرية لتروي لهم قصة وطن وحضارة، ووضع لهذا الهدف الشرير حملة منظمة تهدف لسرقة كل كنوز ومقتنيات وآثار المتاحف العراقية والمكتبات في محاولة يائسة لطمس هذا التاريخ المشرق.
أيها العراقيون الغيارى
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
ونحن نستذكر وبكل ألم وغصة ذلك اليوم الأسود من تاريخ أمتنا العربية المناضلة المحبة للسلام والحرية، لا يسعنا إلا أن نستلهم منه دروس في الصبر والنضال والمطاولة التي سطرتها مقاومتنا الباسلة، لنعيد لعراقنا مجده وزهوه، وفي هذه المناسبة ندعو كل القوى الوطنية الرافضة للاحتلال ومخلفاته، أن توحد كلمتها ومواقفها للتصدي لعمليته السياسية التي نصبها وبكل السبل وتحرير العراق من دنس الاحتلالين الفارسي والصهيوني.
تحية لروح قائد المقاومة ورمزها شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين رحمه الله.
تحية لروح قائد الجهاد والتحرير المناضل عزة إبراهيم رحمه الله.
تحية لشهداء المقاومة الباسلة من أبناء شعبنا الأبطال.
تحية لانتفاضة تشرين التي جسدت وحدة الشعب العراقي الأبي.
الحرية للمعتقلين الصابرين القابعين في سجون الظلم والاستبداد.
قيادة قطر العراق
لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد 9 نيســـان 2023