بسم الله الرحمن الرحيم
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11 ( الصف.))
صدق الله العظيم
بيان في الذكرى (102) لتأسيس الجيش العراقي الباسل
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
في السادس من كانون الثاني يحتفي العراقيون والعرب وكل حر شريف في العالم بعيد تأسيس جيش العراق الوطني الباسل، عيد كل العراقيين في ذكرى تأسيسه الثانية بعد المئة، جيش العراق والعروبة، جيش القادسيتين المجيدتين، والذي ضم بين دفتيه أولئك الأبناء البررة لشعبهم وأمتهم ممن كانوا خير سلف لكل الأبطال الخالدين في تاريخ شعبنا وأمتنا على مدى تاريخها الطويل.
إن جيش العراق الذي عبر على الدوام بأنه ابن الشعب البار وعنوان وحدته وعزته وصموده ضد المعتدين ومثل أخلاقه وسجاياه في رفض الظلم والعدوان، وكان موقفه وعطاء رجاله وتضحياتهم خلال السنوات الماضية تمثل مفخرة عظيمة رغم كل التحديات التي واجهت رجاله خلال سنوات الصراع المريرة.
وإن جيش العراق والعروبة الذي نحتفي بذكرى تأسيسه اليوم هو الجيش الذي مثل على الدوام روح الأمة وتراثها وقيمها وأخلاقها ومثل امتداداً لجيش العراق منذ العصور القديمة وصولاً إلى جيش الفتوحات الإسلامية حيث شكل أبناء العراق مادتها الأساس للاندفاع نحنو الشرق لنشر فضائل الدين الإسلامي الحنيف، كما مثل امتداداً لتاريخ الثورات التحررية الوطنية والقومية في الأعوام 1941 و1958 و1963 والثورة البيضاء في عام 1968 وهو جيش الانتصارات الكبرى والمعارك الخالدة في حرب تشرين عام 1973 وفي حرب الثمان سنوات في القادسية المجيدة، وهو جيش أم المعارك الخالدة ومعركة الحواسم وما بعدها، فهو بذلك امتداد عظيم لسفر خالد من الجهاد والقتال ضد أعداء الشعب والوطن والأمة ومدافعاً عنيداً عن استقلال بلادنا وحريتها ومستقبلها.
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
لقد آمن حزبنا العظيم بأهمية الجيش ودوره المهم في حماية الشعب والأمة وفي معارك العراق الوطنية والقومية ولذلك وبوقت مبكر وبعد انطلاق ثورة 17 ــ30 تموز المجيدة أعاد النظر في كل ما يخص الجيش حيث حدد مهامه الوطنية والقومية ووضع النواة الأولى لعقيدته العسكرية الحديثة واختار له من القادة المتميزين ممن تم إعدادهم على نحو متميز وصولاً إلى تقديم كل الدعم والإسناد لإعادة تسليحه بأحدث الأسلحة المتطورة ومن مختلف المناشئ العالمية، ومن ثم إعداده وتدريبه في الجوانب المادية والمعنوية التي ساهمت في تمكينه من تحقيق الانتصارات المجيدة على المستويين الوطني والقومي، وبذلك فقد شكل جيشنا العظيم بإرثه الضارب في القدم ودوره المتميز على المستوى الوطني والقومي هدفاً لقوى الغزو والعدوان واتخذوا قرارهم الثاني الشرير في حل هذه المؤسسة الوطنية العزيزة وبمساندة من الأشرار والخونة، وظنوا أنهم بهذا القرار قد تمكنوا منه ومن تاريخ رجاله الأشاوس، ولكن الخيبة لاحقتهم عندما اندفع أبناء هذا الجيش العظيم والتحقوا مع أبناء شعبهم كما هو عهدهم على الدوام وليواصلوا دورهم البطولي ويجهزو على قوى الغزو والعدوان في ضربات موجعة كانت لها الدور الحاسم في افشال مشاريعه ومخططاته ضد العراق وشعبه الأصيل.
أيها الأحرار في كل مكان
إن جيش العراق الباسل المجيد لم يسلم ولم يستسلم للغزاة بل استمر بالقتال والمقاومة الباسلة، وتصدى رجاله مع أبناء الشعب لعدوان الغزاة وكانت منازلته مع الأعداء بطريقة وبنوعية مختلفة ووسائل متجددة رغم أن الكثير من قادته وضباطه ومنتسبيه معروفون على نطاق واسع بين أبناء الشعب ولكنهم ورغم كل التحديات لبوا نداء الوطن فرادى وجماعات وانخرطوا مع جميع فصائل المقاومة الوطنية والإسلامية وخاضوا منازلة أرهقت الغزاة وأفشلت مخططاتهم ونواياهم وأخرجتهم مهزومين مدحورين من أرض العراق.
إن جيش العراق العظيم ورجاله الأبطال الذين آمنوا بأنه لا بديل عن المقاومة والجهاد لتحرير وطننا وبعد أن قرر الغزاة حل الجيش العراقي انتفض وبقوة وثار وساهم في تثوير الشعب في مقاومة شرسة سامية وصادقة ونقية وأصيلة في أهدافها ونواياها وتمكنت رغم هول التحديات من تحقيق النصر العظيم ببطولة هؤلاء الرجال وإيمانهم العظيم ومساندة شعبنا لهم.
أيها الأحرار في كل مكان
إن أبناء شعبكم الذين شرفهم الله وحملوا السلاح مع أبناء العراق الغيارى ودافعوا عن بلادهم ضد الغزو والاحتلال البغيض ومن كل الجهات فهم اليوم يمثلون روح الفرسان الأوائل وعزيمتهم وعدم قبولهم بالظلم والبغي والعدوان، وهم في العصر الحديث من ساهم في تأسيس القيم والمبادئ والأسس العالية للتضحية، وهم يمثلون إرثنا الذي نفاخر به بين الأمم.
وإن جيش العراق العظيم الذي خاض غمار المعارك الكبرى وحقق الانتصارات المعروفة في الملاحم والمعارك التي خاضها لا يمكنه تحقيق تلك الانتصارات لولا أنه اعتمد على التخطيط الصحيح بعيد المدى، والذي كان يرتكز على الدوام على عقيدة وطنية وقومية مؤمنة بحق الشعب والأمة في الحياة الحرة الكريمة، وأن أبناءها هم الجديرون بالمحافظة عليها وعلى ثرواتها وتراثها ومجدها العظيم.
أيها العراقيون الشرفاء
يا أبناء أمتنا المجيدة
ورغم كل المحاولات البائسة لتشويه تاريخ جيش العراق الباسل إلا أن شعبنا الأبي يدرك ويعلم جيداً تاريخ هذا الجيش الوطني ويحفظ تاريخ رجاله ويتباهى بهم، ولقد حاول الأعداء والعملاء تأسيس جيش بديل وجديد فوق ثرى العراق ولكنه وللأسف كان مسلوب الإرادة وهزيل البنيان وينخر جسده الفساد والطائفية، وتغيب عنه العقيدة العسكرية الواضحة، وتتكالب على إدارته القوى السياسية المتصارعة حول مصالحها الذاتية بعيداً عن مصالح العراق العليا، وبالتالي تعذر عليه حماية أمن العراق وحدوده وسيادته.
عاش جيش العراق الجسور وقواتنا المسلحة الباسلة صاحبة السفر المجيد، وعاش رجاله الغر الميامين.
تحيه وتقدير واعتزاز واجلال إلى قادة جيش العراق البواسل وإلى مؤسسيه الأوائل وإلى ضباطه ومنتسبيه، وكل من قضى نحبه شهيداً ولم يتغير أو يتبدل على طريق التحرير والاستقلال، والتحية موصولة إلى كل من بقي مرابطاً على أرض الوطن وهو يمسك بسلاحه ضد الغزاة والخونة والعملاء.. والتحية إلى رجاله الاشاوس الرابضين في سجون الغزاة وعملائهم.
والمجد والرحمة لشهدائه الأبطال الميامين الذين روت دمائهم الزكية أرض العراق الطاهرة الأبية، وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر القائد العام للقوات المسلحة صدام حسين والتحية مقرونة بالتقدير والاعتزاز لشهيد الجهاد والمطاولة البطل المجاهد عزة إبراهيم وتحية إلى القادة البارزين الشجعان في جيشنا الذين قضوا نحبهم خلال مواجهة قوات الغزو والاحتلال، سواء خلال المواجهة المباشرة أو في ملاحم المقاومة الوطنية ضد الغزاة أو الذين استشهدوا في سجون الاحتلال والحكومات العميلة، ونسأل الله تعالى أن يفرج عن الذين لا زالوا في المعتقلات والسجون.
تحية مقرونة بالتقدير والمحبة إلى كل صنوف جيشنا الباسل في هذه المناسبة العزيزة على القلوب.
تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب
والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.
قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد في 6 كانون الثاني 2023