بيان حول استمرار الانتفاضة في المحافظات العراقية

بيان حول استمرار الانتفاضة في المحافظات العراقية

 

إلى أبناء شعبنا العراقي العظيم

أيها الأحرار في كل مكان

تجددت هذه الأيام صرخة العراقيين الأباة من خلال تظاهراتهم السلمية في المحافظات العراقية ضد السلطة المجرمة والعميلة وريثة الغزو والاحتلال في الغدر والخيانة مطالبين بحقوقهم المشروعة والمسلوبة، وتأتي هذه التظاهرات المتزايدة يوماً بعد يوم امتداداً لتظاهرات ثورة تشرين المجيدة والتي كان شعارها المدوي والمختصر (نريد وطن) والذي عبر فيه العراقيون الأحرار والأباة عن اعتزازهم بوطنهم العظيم والذي تكالبت عليه قوى الغزو والعدوان والغدر والخيانة والعمالة وسلبت كل عناصر قوته ليصبح في حالة من الضعف والهوان يصعب وصفها.

إن سياسات الحكومات التي شكلها الاحتلال وأعقبت انسحابه الشكلي تأتي امتداداً لسياسات قوى الغزو والاحتلال المعروفة، حيث نشرت الطائفية والمذهبية والفساد والعمالة في كل أنحاء العراق، وساهمت في تفتيت المجتمعات إلى كتل متناحرة تبحث عن مصالحها الذاتية والفئوية والحزبية بعيداً عن مصالح العراق العليا، كما أنها ساهمت في تبني منظور سياسي فاسد ساهم في خسارة البلاد من خيرة أبنائها ممن يمتلكون الخبرات العلمية والميدانية المتنوعة ويشكلون إرث العراق الوطني والحقيقي.

إن القوى السياسية التي زرعها الاحتلال خلفه استغلت سلطتها للفساد ونهب المال العام وتبديد الثروة الوطنية للشعب في مجالات لا تخدم الوطن وأبناءه بل ضد مصالح البلاد العليا، وهم بذلك ينفذون مخططات خارجية هجينة عن تصرفات شعب العراق ولا يمكن الركون إليها… ولذلك فإن ثورة شعبنا العظيمة في تشرين والتي حمل أبطالها الشعار العظيم (نريد وطن) لا يمكن أن تركن إلى الهدوء وسيبقى شباب العراق هم أساس نضاله وصانعوا مستقبله وهم المتضرر الأكبر في الوقت الحاضر.

 

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

إن ما جرى خلال السنتين الأخيرتين من انتخابات غير نزيهة وتشكيل حكومات هزيلة هو استمرار للسياسات السابقة التي تميزت بالمحاصصة والطائفية، والذي ساد كل مفاصل الدولة بشكل يزكم الأنوف، وقد انتشر بنطاق واسع بما يشكل فضائح ليس لها شبيه في التاريخ. كما أنها تميزت بالظلم وانتشار المخدرات والبطالة والرذيلة وحالات الفساد الكبرى وكل ما ينافي أخلاق وأعراف وتقاليد شعبنا …. إلخ، وكذلك تميزت بالسياسات العامة التي لا زالت تقود إلى تفرقة الشعب وإذلاله وتمنح الطبقة السياسية الفاسدة مزيداً من الفرص للإثراء على حساب الشعب المظلوم.

 

أيها الأحرار في كل مكان

    يعلم الجميع أن شعبنا العراقي اليوم يقف على عتبة جديدة فاصلة ويتطلع من خلالها إلى استعادة دوره العظيم بعد أن آمن وبشكل نهائي في أن الانتفاضة الشعبية ستستمر للخلاص من العملية السياسية خليفة الاحتلال وتبعيتها للنظام الفارسي وأن الصراع مع أعداء العراق وشعبه وتوابع الأجنبي سيكون مضنياً وطويلاً، وإن ثورة الشعب ونضاله لا يمكن أن تحقق مبتغاها وأهدافها إلا بالتضحيات الجسيمة والعطاء غير المحدود، ولذلك فإن على شعبنا الوفي الأبي الصابر رص الصفوف للتخلص من هذا الوضع الشاذ في عراقنا العظيم وعلى كل الأحزاب والتيارات والقوى السياسية الوطنية الالتحام مع الشعب الذين آمنوا بالعراق حراً ومستقلاً ليتمكن من ممارسة دوره الحقيقي وليتمكن من بناء دولته مجدداً على أسس وطنية صحيحة وأن يسترد حقوقه وسيادته.

 

يا أبناء شعبنا العراقي المجيد

إننا في حزب البعث العربي الاشتراكي نؤمن بأن الحراك الشعبي الفاعل والذي يجمع عليه أبناء الشعب جميعاً هو السبيل الحقيقي لإقامة دولة المواطنة المنشودة والتي تؤمن فرص الحياة المتساوية لأبناء الشعب وهو القادر على حماية ثروته والمحافظة عليها، ونرى أنه لا بديل عن ثورة الشعب التي يشترك فيها الجميع ويتكاتف معها كل الخيرين من أبناء العراق وكل الوطنيين هي السبيل الأفضل لإزاحة هذه الطبقة السياسية التي جثمت على صدور العراقيين، وكانت من مخلفات الاحتلال والغزو الأمريكي الصفوي، وأن هذه الطبقة السياسية بكل تأكيد لن تساهم إلا في تدمير شعب العراق الأصيل وتفتيت لحمته الوطنية وسرقة واهدار ثرواته المتنوعة وحرمان شعبه من العيش الكريم كواحد من الشعوب الحية التي تمتلك ارثاً مجيداً وتأثيراً واضحاً في مسار الإنسانية، وأننا مع  الحراك الشعبي وقواه الطليعية الشابة والثائرة همومها وآمالها فإننا ندعو الجميع إلى الانخراط في جبهة وطنية وفق برنامج يتفق عليه لتحرير بلادنا وإقامة نظام ديمقراطي تعددي تشارك فيه كل القوى الوطنية والجماهيرية الخيرة التي آمنت بالعراق حراً وسيداً وتوحيد الصفوف والتكاتف لدعم ثورة الشعب التي تمتد على مساحة الوطن  بكل الوسائل المتاحة وتوجيه هذا الحراك بما يوصله إلى أهدافه المنشودة..  كما وندعو الأنظمة العربية لأخذ دورها وتحمل مسئولياتها القومية تجاه العراق والمحافظة على الأمن القومي العربي والدفاع عن مصالح الأمة واستقلالها من الطامعين، ودعم شعب العراق الذي يتحمل الأذى والقهر والحرمان والإجرام طيلة السنوات الماضية وتبني مطالبه في المحافل العربية والدولية..

تحية لكل العراقيين الأباة الذين لم يقبلوا بالضيم والظلم والطغيان..

والتحية إلى شباب العراق الثائر رجاله ونسائه وإلى كل من آمن بالعراق واحداً موحداً ومستقلاً..

والمجد والخلود لكل شهداء العراق الذين روت دماؤهم أرض العراق..

ومن الله العون والتوفيق.

 

قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد أواسط كانون الأول 2022

Author: nasser