بيان نعي الأستاذ الدكتور عبد العزيز المقالح

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بيان نعي

الأستاذ الدكتور عبد العزيز المقالح

قال تعالى {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

صدق الله العظيم

 

بأفئدة تفيض حزناً وألماً تلقينا نبأ وفاة الرفيق الأستاذ الدكتور عبد العزيز صالح المقالح المناضل والمفكر والأديب والشاعر اليمني القومي، أحد أعزّ الرموز اليمنية والعربية، وصناع فجر ثورة ٢٦ سبتمبر العروبية التقدمية في اليمن عام ١٩٦٢.

إنه المَعْلَم البارز من معالِم الأدباء والشعراء والمناضلين الثوريين، والفرسان الرساليين الأوفياء، الملتزمين بالمشروع الحضاري النهضوي الهادف إلى وحدة الأمة وتحرُّرها، وتحقيق رَفاه وسعادة أبنائها.

 لقد اتَّسَمَ الفقيد خلال مسيرته النضالية والفكرية وكذا الأدبية والشِعْريّة، منذ خط البداية وحتى وافاه الأجل، بمواقفِه المبدئيّة الثابتة لنُصرَة قضايا شعبه ووطنه وأمته العربية، والدفاع عن الحقِّ والحقيقة أينما تَكون. وقد أهّلتهُ غزارة الإنتاج وعُمق العَطاء ليكونَ صَرحاً من صروح الفِكر والعِلم والمَعْرفة، وعَلَم بارز من أعلامِ الأدب والشعر والثقافة العربية الأصيلة، ونموذجاً يُقتَدى به في الالتزام بشرفِ ومسؤوليةِ الكلمة، والشجاعة النادِرة في مقاومةِ الظلم والظالمين من أعداء وطنه وأمته العربية على امتدادِ الساحة العربية. فلم يُساوم أو يُهادِن أو يُتاجر بحقوقِ وقضايا شعبه وأمته المصيريّة.

لقد كانَ همَّه وشُغله الشاغِل، هو إعلاء شأنها والدفاع عن قضاياها المصيرية وفي المقدمة منها قضيّتَي فلسطين والعراق المُحتلّ من قِبَل الفرس والأمريكان، مُعتَبِراً قضية تحرير فلسطين والعراق هي القضية المركزية الواحدة للأمة العربية، والشعوب الإسلامية في هذهِ المرحلة. فكان دفاعه عنهما وعن كل الأمة، كدفاعه عن قضايا وطنه الأم اليمن تماماً.

إننا في هذه المناسبة الأليمة، بفقدان هذا الرّمز البارِز من رموز اليمن والأمة العربية، نؤكِّد لأسرةِ الفقيد، ورفاقه، ومحبيه في عموم الوطن العربي، إن عطاء الفقيد الراحل سيبقى راية خفاقة لأبناءِ وطنه، وللأمة العربية، التي كان مشبَّعاً بحبِّها وبهمومِها وتطلعاتِها من المحيطِ إلى الخليج.

فإذا ما غاب عنّا اليوم، وانتَقلَ إلى رحابِ ربّه راضياً مُطمئِناً بما قدّمَه لشعبِه وأمّتِه العربية، فإن غيابه هذا، لن يكون إلاّ حُضوراً ساطِعاً لمآثِرِه التي خلّفها للأجيال، تهتدي بها جيلاً بعد جيل.

لفقيدنا الكبير الأستاذ الدكتور عبد العزيز المقالح الرحمة وجنان الخُلد.

 

إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

مكتب الثقافة والإعلام القومي

30/11/٢٠٢٢م

Author: nasser