المنصة الشبابية…. سجل أيها التاريخ

المنصة الشبابية

 انطلاقاً من حقيقة أن الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من أبواب النشر لمكتب الثقافة والإعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه وطرح قضاياه الراهنة والتعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة حصرياً لنشر كتابات الشباب وإبداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية، وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فإن المنصة تعنى بمتابعة ما يصدر من موضوعات ثقافية وإعلامية وفنية في وسائل الإعلام العربية ودول المهجر، والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي، وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الأمة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة.

 

سجل أيها التاريخ

الحقائق التالية:

   يحي محمد سيف – اليمن

سَجِّل أيها التاريخ (1)

  • أن من يتنفس برئة وطنه وأمته، وينطق بلسان شعبه.. لايمكن أن تصيب أدران الارتهان لأعداء حركة التاريخ والإنسان صدره  أو يصلِّب هول الأهوال، قيم البطولة والرجولة والإرادة الحرة المستقلة في نفسه، والأفكار القومية الأصيلة في ذهنه، وكلمة الحق والحقيقة في لسانه، أو تغتال سهام الأراذل عملاقَ الشجاعة في أعماقه.

وأنه مهما عتا شظف عيشه، وشدة معاناته وإرهابه، لا يمكن لطحالب الخوف والذلّ أن تنمو على قلبه، أو تطفو على شفاهه وملامح وجهه.

 سجل أيها التاريخ (2)

  • أن النفوس الأبية، المشرقة بشمس الكرامة والعزة، وقيم المبادئ والرجولة، والمثل العالية، والأفكار العظيمة… لا يمكن أن يغامر أصحابها بشرفِهم المروم، أو يقبلوا العيش بما دون النجوم.
  • وأن الصدور الدافئة بلهيب الإيمان بالله الواحد الديّان، العامرة بنسائم الإباء، وصميم الانتماء للشعب والتاريخ والأوطان، المحصنة بفيض حب الإنسان لأخيه الإنسان، ورسوخ القناعة بحتمية انتصار قيم الخير والحق والعدل، على قوى الشرّ والطغيان، سواء في هذا الزمان الموسوم بالخسران، أو في أي زمان ومكان … لا يمكن أن تصيبها فيروسات الزيف والبهتان.

 سَجِّل أيها التاريخ (3)

  • أن الأذهان المشعة، كشعلة متوهجة، في دياجير الظلم والظلمة، العامرة بالأفكار القومية الأصيلة والمبادئ الرسالية العظيمة…لا يمكن أن تطفئ أنوارها الزاهات، رياح العواصف العاتيات، وأفواه السحالي والحيات، ولا النفاثين في العقد والنفاثات، في هذا الزمن أو فيما هو آت.

 سَجِّل أيها التاريخ (4)

  • أن دوافع الهَدم والتحطيم المقصودة، قد تؤدي أحياناً إلى تحطيم الجبال الشامخة، رغم ما بها من صلابة ومتانة … ولكن ثمّة حقيقة لا أظن أنها مجهولة، وهي أن الجبال منذ بدء الخليقة، لم تنحنِ البتة أمام أي عاصفة، مهما بلغت شدتها العاتية، وكذا هو حال أبطال البعث، فرسان الرسالة الخالدة، وحال الأبطال والشخصيات العظيمة، في كل الأزمنة والأمكنة.

 سَجِّل أيها التاريخ (5)

  • أن الأمة العربية، لاتعاني من سَكَرات اليأس المرير، كما يتوهم كل ذي نظر قصير، بل إنها تعاني من ألم المَخَاض العَسِير، لولادة المارد العربي الكبير القادر على النهوض ومواصلة المسير على درب الوحدة والحرية والتحرير، وتحقيق حلمنا العربي الكبير.

 سَجِّل أيها التاريخ (6)

  •  أنه واهم من يظن بأن ما تعرضت ولا زالت تتعرض له الأمة العربية، من استهداف ونَكبات، وحروب عدوانية ومؤامرات، سوف تحول أبناءها إلى (أحياء أموات) وجعلها تعيش على هامش التاريخ والحضارات.

إذ إن ما تمتلكة أمتنا العربية، من مزايا نهضوية، وصفات متميزة إنسانية، وخصائص ومقومات حضارية، وطلائع ثورية، مؤمنة بمشروعها الحضاري النهضوي، وبحقها في الحياة الحرة الأبيّة، سوف يمكنها من صناعة المعجزات وإحداث التحولات، وإقامة حياة جديدة وناهضة على أنقاض هذه الأزمات والنكبات.

  •  وأن من اختلَطَت لديه الألوان وخصوصاً في هذه المرحلة، أو انتابه شعور باليأس، أو تولَّد لديه شعور غير منطقي، بعدم قدرة أمته العربية العظيمة على مواجهة التحديات الجسام، والنهوض من كبوتها، وتحقيق نهضتها، والتغلب على واقع التخلف والتجزئة الذي ينتابها، وتحديات الوحدة التي تواجهها، والواقع المؤلم الذي تعيشه…

عليه أن يعود إلى ذاته الحقيقية ليعرف من هو أولاً، ويفتش في أعماق نفسه عن جوانب القوة المخزونة، ويستأصل منها جوانب الضعف المزروعة بفعل عوامل التأثيرات السلبية المختلفة، ومن ثم يعود إلى سجل التاريخ الإنساني بصفة عامة، وإلى التاريخ العربي الإسلامي خاصّة، ليقرأه قراءة متأنية، ويبحث بين سطوره، ويحلل أحداثه، ويسقط أحداث مراحل بعينها على المرحلة التي نعيشها.

 حينئذ سوف تتعزز قناعته بقدرة أمته على تجاوز ظروف واقعها، وبناء نهضتها، وإعادة وحدتها، ومواصلة دورها، ومكانتها الحضارية التي تليق بها، وبتاريخها واسهاماتها الرائعة في خدمة الإنسانية، عندما بلغت درجة تبليغ رسالتها.

 

Author: nasser