مؤتمر بغداد
يا أبناء الشعب العراقي العظيم
لقد جاء انعقاد مؤتمر بغداد (للتعاون والشراكة) كما أسموه بعد التداعيات الخطيرة التي حدثت في أفغانستان وهروب القوات الأمريكية منها وسيطرة طالبان على البلاد مجدداً إيذاناً بهزيمة المشروع الأمريكي ونتيجة لحالة الرعب والهلع التي انتابت أطراف العملية السياسية المتهالكة من تكرار هذا المشهد في العراق لجأت حكومة الاحتلال إلى عقد هذا المؤتمر في محاولة يائسة لإنقاذ العملية السياسية وطمأنة عناصرها من المصير الأسود الذي ينتظرهم على أيدي أبناء الشعب العراقي وثوار تشرين الأبطال.
ومما يؤسف له هو مشاركة النظام العربي الرسمي في افضاء الشرعية على نظام التبعية والمحاصصة والفساد المرفوض من قبل الشعب والذي أوغل في قتل العراقيين وإفقارهم على مدى ثمانية عشر سنة وقد أثبتت كلمات المجاملة التي ألقاها المشاركون هشاشة هذا المؤتمر وفشله الذريع خصوصاً بعد أن أفسده وزير خارجية إيران بكلمته وخرقه للبروتوكول السائد بين الدول ليقف في الصف الأول مع القادة في رسالة واضحة للمشاركين بأن العراق لنا وافعلوا ما شئتم، وأشار متباهياً بأن حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق وصل في السنوات الأخيرة إلى (300) مليار دولار قبل أن يصحح له التابع الذليل الكاظمي بقوله (13) مليار دولار ليخفف الصدمة على الحضور بينما الذي قاله عبد اللهيان وزير خارجية إيران هو الصحيح، وهو مجموع ما نهبته إيران من أموال الشعب العراقي.
أن رعاية فرنسا للمؤتمر ممثلة الغرب الامبريالي خصوصاً أمريكا وبريطانيا ما هي إلا محاولة أخيرة في المراهنة على الحفاظ على العملية السياسية، ومد طوق النجاة للسراق والفاسدين من زمرة جوقة الخونة والعملاء الأذلاء الذين ينفذون المشروع الفارسي الشرير ضد الشعب العراقي المكلوم بهم. ولعل من أهداف هذا المؤتمر توفير الدعم اللازم لإجراء الانتخابات المقررة في تشرين الأول القادم وإضفاء الشرعية على حكومة شكلية ليس لها أي سلطة على أحزاب ومليشيات إيران التي تسيطر على القرار السياسي والاقتصادي والأمني، وتسكت بالنار والحديد كل صوت عراقي شريف يرفض التبعية لإيران الصفوية ومشروعها الإجرامي التدميري في العراق.
أيها الشعب العراقي المجاهد
إن قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي تؤكد بأن هذا المؤتمر لا يخدم القضية العراقية ولن يحسم أمر التدخلات الخارجية ولم يقدم للمنطقة حلولاً تبعد الأخطار عنها لا سيما خطر التوغل والتوسع والتهديد الإيراني للدول العربية، وهو محاولة مفضوحة لدعم حكومة الكاظمي اليائسة الذي أنفق مليارات الدنانير من أموال الشعب العراقي لتغطية نفقات هذا المؤتمر الذي لم يستمر لأكثر من خمس ساعات .
إننا على ثقة بأن شعبنا العراقي الأصيل المتمسك بهويته الوطنية وعروبته لم تنطلِ عليه مثل هذه الألاعيب والحيل لأنه قدم تضحيات غالية ونزف دماء زكية طاهرة وقدم خيرة شبابه من ثوار تشرين الأبطال الذين أسمعوا من به صمم بأن شعب العراق أجمع على رفض هذه السلطة باعتبارها من مخرجات الاحتلال الأمريكي الفارسي الصفوي ولا سبيل أمام الشعب العراقي الغيور إلا التوحد من شمالة إلى جنوبه لإسقاط العملية السياسية برمتها وإقامة نظام ديمقراطي تعددي حر يعيد للعراق وجهه العربي المشرق بطرد المحتل الإيراني وتحرير العراق من رجسه وسحق مليشياته الإجرامية، وإن غداً لناظره قريب .
قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد 30 / آب / 2021