بسم الله الرحمن الرحيم
(ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)
صدق الله العظيم
أيها الشعب العراقي العظيم
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
أيها المناضلون البعثيون في كل مكان على أرض العروبة
تمرُّ علينا اليوم الذكرى الثالثة والخمسين لقيام ثورة 17 / 30 تموز المجيدة، ففي مثل هذا اليوم من عام 1968 كان العرب والعراقيون على موعد مع فجر جديد ويوم طال انتظاره، حيث التمعت كالبرق في الليلة الظلماء تباشير ثورة البعث الخالد، حيث آن للفجر أن ينبلج، وللحق أن يبزغ، وآن الوقت للنفوس العطشى للنضال في سبيل خدمة الأمة والعراق وشعبه، وحانت الفرصة لثوار تموز الصِيد لينهلوا من فيض البعث وقيمه ومبادئه.
لقد بلغت تجربة البعث في قيام هذه الثورة العملاقة حدودها العليا، بفضل حكمة وخبرة قيادتها، مما جعلها ثورة بيضاء لم تسقط فيها قطرة دم واحدة، بالاستفادة من تجربة البعث في عروس الثورات ثورة الثامن من شباط عام 1963.
انَّ الفكر الذي كان يحمله المناضلون اتسم بالرصانة والنضج والوضوح، حمله رجال أشداء بواسل وحوَّلوه الى حقيقة ملموسة وفعل متجسّد على الأرض. لذلك كانت ثورة من طراز خاص، حيث بُعِث العراق من جديد، فكانت بحق ثورة حياة وأمل ورجاء، ثورة بقاء وارتقاء أعادت للعراق قوته وهيبته ومكانته بين شعوب الأرض.
وإذ يستذكر مناضلو البعث وجماهيره في هذا اليوم ثورة 17 تموز المباركة فإنهم يستذكرون أولئك الثوار الذين تصدوا لتفجيرها بما كانوا يتميزون به من حنكة ورزانة، وشجاعة وقوة، وبما لديهم من استعداد للتغيير والتطوير، وبما امتلكوه من قدرة على تحقيق الانجازات التاريخية الكبرى على الأرض. وهكذا بنى الثائرون دولة قوية مقتدرة، ومؤسسات رسمية وشعبية فاعلة، في انحياز كلي سياسي واقتصادي واجتماعي لصالح الشعب العراقي والأمة، وكانت أولى منجزات الثورة على الصعيد الداخلي، هو تحقيق العدالة الاجتماعية، بما لا يسمح بإفقار المجتمع، أو تعريضه للضعف والوهن.
أيها المناضلون
يا جماهير أمتنا العربية
لقد بنى رجال البعث في العراق دولة وطنية عصرية حديثة خلال فترة زمنية قياسية، دولة تأخذ بالقانون سيادة، وبالعلم منهجاً، وبالمدنية والتطور، فانتقلت الثورة من الأفكار والنظريات الى الوقائع والشواخص على الأرض.
وكان ترسيخ المفاهيم الوطنية لدى المواطن العراقي من أولى مهام الثورة، بعد أن هيَّأت لمشروع إعادة بناء الانسان العراقي، وهو الذي جعلته الثورة محور ارتكاز مشروعها في التنمية الشاملة والنهضة بالعراق.
ولم يكن بناء الدولة وفق الأسس الجديدة بالأمر الهيِّن، فهو يقتضي الثورة في كل مناحي الحياة، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مما يستلزم تغييراً جذرياً وشاملاً في كل مناحي الحياة، مع الأخذ بعين الاعتبار تحقيق الغايات القومية من الثورة.
أيها العراقيون الأماجد
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة،
لقد كان من أبرز أهداف ثورة 17 تموز المباركة، أنْ ينعم العراقيون بالاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، وأن يتمتع الجميع بالسلم الاجتماعي، وتالياً يكون في جهوزية كاملة للسعي نحو التنمية الشاملة والتقدم والرقيّ ليس على مستوى العراق حسب بل على مساحة أرض العروبة، بعد أن تترسخ وحدة الشعب الوطنية.
لقد استثمرت الثورة استثماراً أمثلاً للثروات الطبيعية، فأعادت توزيع ثروات البلاد الوطنية بشكل عادل ووظّفتها في تحقيق تنمية شاملة وقاعدة نهضوية متطورة وفق خطوات مدروسة مبرمجة، من هنا كانت ثورة تموز الظافرة المؤسس الحقيقي للعراق الحديث الناهض والمتقدم، سياسياً واقتصادياً وحضارياً، وبجيش وطني مقدام ومقتدر، ومشروعات صناعية وزراعية وخدمية كبرى.
ونحن نحتفي بذكرى ثورة تموز البيضاء المباركة، فإننا لا ننسى شعبنا العراقي العظيم الذي يعيش سنوات عجاف ممتدة منذ الاحتلال الأميركي الغاشم لأرضه الطاهرة، ونستشعر مقدار الألم والأسى والقهر الذي يعانيه العراقيون في ظل عصابات الاحتلال الفاسدة، وما آلت اليه أحوالهم من قتل وتدمير وحرمان من أبسط الحقوق الوطنية والانسانية، وما يعيشه الشعب من فقر مدقع.
إن العراقيين اليوم يعانون الأمّرين، بين وصاية وتبعية للأمريكان ، واحتلال فارسي صفوي، وحكومة (ولائية) باغية طاغية تتبع جارة السوء الصفوية.
وفي هذه المناسبة فإننا على يقين بأنَّ العراقيين من أبنائنا الشباب الثائر الذين يواجهون كل يوم في ميادين وساحات العِزّ والشرف آلة العدوان ورصاصات الغدر والارهاب سينتصرون في ثورتهم التشرينية رغم أنوف المحتل الفارسي وأذنابه الحاكمين، وأنَّ قلوبنا مع شعبنا العراقي المكلوم، وهو يعاني من الكوارث التي حلَّت به، بين قتل ونهب وإهمال متعمد لأبسط الخدمات الانسانية، ومنها الكهرباء والماء الصالح للشرب والخدمات الصحية والتعليمية والبلدية.. وقد امتدّ الاهمال المتعمد الى المراكز الصحية والمستشفيات، حيث يُلاقي المئات مصيرهم المحتوم، من خلال الحرائق التي تلتهم ردهات النزلاء في المستشفيات، التي تحولت الى مصدر خطر ورعب للمواطن العراقي، وجراء العجز التام عن توفير الرعاية الصحية المناسبة للإنسان العراقي.
تحية إجلال وإكبار لثوار تموز الميامين وفي مقدمتهم احمد حسن البكر وصدام حسين وصالح مهدي عماش .
تحية خاصة ملؤها الاجلال والتقدير لروح سيد شهداء العصر شهيد الاضحى المبارك شهيد البعث والامة عنوان التضحية والفداء في مناسبة استشهاده الاليمة.
تحية خاصة ملؤها الاجلال والتقدير لروح شهيد المطاولة والجهاد الرفيق عزة ابراهيم رحمه الله
تحية لأرواح رفاقنا اعضاء القيادة والكادر المتقدم وكل شهداء الحزب والشعب والامة وفلسطين الحبيبة.
تحية لرفاق البعث الصابرين في سجون الاحتلال وعملائه فرسان الصمود والمقاومة وجنودها الاوفياء.
تحية لشهداء وثوار تشرين الابطال وانتفاضتهم المباركة.
تحية الى مناضلي البعث على أرض العروبة
والى امام حتى تحقيق النصر وإنهاء العملية السياسية صنيعة الاحتلال وكل مخلفاتها ان شاء الله.
قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
بغداد 17 / تموز / 2021