القمة الثلاثية
عقدت في بغداد أمس الأحد القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن، التي شكلت القضايا الاقتصادية والتنموية المشتركة أهم المحاور المدرجة على جدول أعمالها.
إن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يضع الوحدة العربية في مقدمة أهدافه، لا يملك إلا أن يرحب بكل جهد عربي وحدوي، إلا أنه يرى أن التحالف مع النظام الفاسد في العراق لا يحقق أي هدف تنموي ولن يسمح لمشاريع التكامل العربي بان تأخذ مداها الفعلي لكي ترى النور.
وإذ يعيد “البعث” التذكير بموقفه المبدئي المؤيد لتعزيز عوامل التضامن والتكامل العربيين على طريق تحقيق الوحدة العربية بين أبناء الامة في كل أقطار الوطن العربي، إلا أنه يحذر من خطورة إبرام أي اتفاقات مع نظام بغداد الذي يسعى العراقيون الأباة جميعاً، إلى إسقاطه.
إن أي تعاون مع هذا النظام لن يؤدي إلى هدر الأموال والطاقات التي سيستنزفها الفساد دون ان يحقق الأهداف المرجوة من هذا التعاون وحسب، و إنما سيمنحه شرعية عربية مزعومة يتعكّز عليها ضد شعب العراق الرافض له، على نحو بات جليّاً بما عبرت عنه ثورة تشرين المباركة في معارضتها السلمية الشجاعة للهيمنة الايرانية المطلقة على كل مفاصل الحياة والدولة ، ورفضها لكل مكامن وآليات الفساد المستحكم في كافة مفاصلها . تلك الثورة الباسلة التي قدمت، وما تزال، التضحيات الجسام على يد عصابات الطغمة الغاشمة على مرآى ومسمع من السلطة القائمة دون اي اجراء ردعي منها لحماية الابرياء.
فالنظام المتحكّم بالعراق هو نظام دموي فاسد فاشل، سرق وأهدر خلال السنوات الماضية أكثر من ألف مليار دولار عبر صفقات فساد ولصوصية وسوء إدارة، وبالتالي فهو لن يقدّم للأشقاء في القطرين المصري والأردني أي شيء. كما إن الآليات التي تحكم نظام المنطقة الخضراء في الجوانب الإدارية والاقتصادية لن تسمح للأهداف الوحدوية السامية التي ينطلق منها بعض الأشقاء العرب بالتحقق، لا في العراق ولا في الأقطار العربية الأخرى.
كما أن الهيمنة الإيرانية المطلقة على العراق لن تسمح لأي جهد عربي بالتواجد على الأراضي العراقية، وكلنا يتذكر أن النظام الإيراني من خلال ميليشياته التي تتحكم بكل مراكز القرار ومن خلال الساسة الخاضعين لهيمنته وسطوته، حال دون المباشرة بالعديد من المشاريع الاستثمارية العربية خلال السنوات الماضية، وأجبر القائمين بها على الانسحاب.
إن تجارب السنوات الماضية في العراق أكدت أن تدهور الأوضاع الاقتصادية في العراق لم يكن نتيجة سياسات خاطئة يمكن معالجتها، وانما هو نتيجة حتمية للسياسة الإيرانية الممنهجة التي تهدف إلى تدمير العراق وتجويع شعبه ونهب ثرواته، وجعله دولة فاشلة بكل المقاييس ليكون سوقاً مفتوحة لأردأ المنتجات الإيرانية، والتي تفتقر الى الحد الادنى من المعايير العالمية.
ويرى شعب العراق أن أية اتفاقية مع سلطة الفساد والإرهاب في بغداد انما هي جرعة إنعاش للاقتصاد الإيراني المتهاوي، بكل ما يعنيه ذلك من مخاطر جسيمة على الأمن القومي العربي، ودعماً للمشروع الفارسي العنصري التوسعي في العراق وفي الأقطار العربية التي يستهدفها.
إن قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي تجد أن من الضروري التأكيد على حاجة العراق لدعم وإسناد أشقائه العرب على جميع المستويات، للتخلص من الآثار المأساوية التي تسبب بها الاحتلال الأميركي الإيراني، وهي ترى أن الانفتاح العربي على العراق بعد استكمال تحريره، بإذن الله، هو الطريق الأمثل لاختصار معاناة العراقيين واجتياز المحن التي تعرضوا لها، لأن أي تعاون مع النظام الفاسد المجرم في بغداد سيزيد من معاناة شعب العراق وسيحول دون خلاصه من هذه الطغمة الفاسدة.
إن الواجب الوطني والقومي يحتم اولوية نصرة ابناء العراق في دفاعهم عن حق بلدهم في الحياة الحرة الكريمة بعيداً عن اية هيمنة ايرانية تستهدف دماءهم الزكية ومواردهم ومستقبل اجيالهم.
قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
28/6/2021