القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي: الحزب فقد قمة قومية شامخة، والبعث باقٍ على خط المبادئ
أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ،ان الحزب فقد بوفاة امينه العام الرفيق القائد عزة إبراهيم قمة قومية شامخة وهامة عربية عالية ، لكن “البعث” باقٍ ليواصل مسيرته النضالية طالما نبض الحياة باقٍ في قلب الأمة.
جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب بمناسبة هذا الخطب الجلل والمصاب الأليم .. وفيما يلي نص البيان :
يا أبناء امتنا العربية المجيدة ، ياابناء العراق العظيم ،ياشباب ثورة تشرين المجيدة في ذكرى انبعاثها المتجدد.
أيها المناضلون العرب في ساحات المواجهة من فلسطين ،الى كل بقعة من بقاع الوطن العربي الكبير، ايها البعثيون القابضون على جمر المواقف المبدئية والمنخرطون في مقاومة الاحتلال وفي الحراك الشعبي ضد نظم الفساد والقمع والاستبداد والارتهان للخارج الدولي والاقليمي، هاهو قائد قومي عربي ورمز بعثي كبير وراية خفاقة من رايات المجد، ينتقل الى عالم الخلود لينضم الى كوكبة قادة الامة الكبار ومناضلي البعث الخالدين، الذين قادوا مسيرة النضال العربي ضد اعداء الأمة في احلك الظروف واشد التحديات واكثرها جسامة، ورحلوا الى جوار ربهم راضين مرضيين.واذا كان الموت حق علينا جميعاً، الا أن الفراق صعب، خاصة وان من فقدته اسرته الصغرى والكبرى وامته هو من طينة الرجال العظام الذين اينما حلوا تركوا بصماتهم التي لن تمحها نوائب الدهر وتحديات النضال.
لقد رحل عنا رفيقنا العزيز الذي افتقدناه اليوم في اشد اللحظات التي تمر بها الامة في تاريخها المعاصر حراجة، وهو مكلل باسمى ايات المجد والفخر، فقد كان ثائراً مجاهداً، و علماً مرفوعاً على ناصية المواكب النضالية.كيف لا، وهو الذي انتمى الى مدرسة البعث النضالية منذ تفتح وعيه السياسي على قضايا امته، ولم يقبل الا ان يكون معايشا وفاعلا في كل مجالات العمل النضالي، طالباً بين الطلاب وعاملاً بين العمال وفلاحاً ببن الفلاحين، ومثقفاً ثورياً بين المثقفين ،وقائداً سياسياً في هرم السلطة الوطنية التي اقامت صرحها العالي بكل انجازاتها العظيمة فكان أحد صانعيها.
إن رفيقنا العزيز “ابو احمد”، الذي تبوأ اعلى المواقع القيادية في هرمية الحزب والدولة، لم تغره الامتيازات ولا كثرة الالقاب ،بل كان دائماً منشداً الى المنظومة القيمية التي تميز سلوك المناضل البعثي، والذي لاتكتمل تجربته الثورية الا اذا عاش معاناة الاعتقال، وظروف التخفي، والمعايشة الدائمة للشرائح الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الثوري.
لقد واكب رفيقنا الغالي مسيرة الحزب في نضاله السري وتعرض للاعتقال مراراً، وكان واحداً من الرفاق الذين فجروا ثورة السابع عشر من تموز المجيدة ، فأهله نضاله ليكون اسماً بارزا في مرحلة النضال العلني والايجابي على مدى٣٥ عاماً.
فقد ساهم في ترسيخ تجربة البعث العملاقة لبناء الدولة في العراق من خلال تبوئه موقع الوزير لوزارة الداخلية والزراعة ، وكان حضوره بارزاً في المفاوضات التي افضت الى اصدار بيان ١١ اذار للحكم الذاتي ، وتولى منصب نائب امين سر القيادة القطرية للحزب في العراق ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة عندما تولى القائد الشهيد صدام حسين الموقع الأول في هرم الحزب والدولة، وبقي في هذين الموقعين وفي دائرة اتخاذ القرارات المصيرية في كل المعارك التي خاضها العراق من القادسية الثانية، الى ام المعارك ثم مواجهة تداعيات الحصار الظالم، وانتهاء بدوره المتميز في التصدي للعدوان على العراق عام ٢٠٠٣ من خلال قيادته للمقاومة الوطنية الباسلة ضد الاحتلال الاميركي والعملية السياسية التي افرزها الاحتلال الاميركي واحتواها وهيمن عليها وضبط ايقاعها النظام الايراني بعد اندحار القوات الاميركية وخروجها هاربة تجر اذيال الهزيمة والعار بتأثير ضربات المقاومة العراقية الموجعة.فكان مقاتلاً مرابطاً لم يغادر أرض الجهاد وواصل بكل شجاعة واقدام دوره الوطني فلم يلين يوما ولم يساوم ولم تفت في عضده الخطوب والملمات وكل الظروف الصعبة.وانطلاقا من ايمانه المطلق بوحدة العراق والامة العربية المجيدة وبحتمية انتصارها على اعدائها مهما اشتدت الخطوب، فقد كان ملهما كبيراً للمقاتلين ولكل ابناء الامة لادامة زخم المقاومة والتصدي للاحتلال وعملاءه.
كما أولى الرفيق عزة ابراهيم الذي تولى موقع الامين العام للحزب وامانة سر قيادة قطر العراق بعد استشهاد الرفيق القائد صدام حسين، جهداً استثنائياً للبناء التنظيمي واعادة هيكلة اطارات الحزب التنظيمية، فصان وحدته وقطع دابر كل محاولات تخريبه من الداخل واختراقه من الخارج، فبقي الحزب يثبت حضوره الفاعل يوما بعد يوم في اوساط الجماهير.والقيادة القومية للحزب التي واكبت كافة تلك الجهود التي اتخذت لاعادة البناء التنظيمي ستبقى تبدي حرصاً استثنائياً لحماية هذا الانجاز التنظيمي المشهود الذي تحقق وبجهد استثنائي من الرفيق أمين سر قيادة قطر العراق.
إن القيادة القومية للحزب وفي هذه المناسبة الاليمة انما تؤكد للرفاق وفي كافة المستويات، بأن الحزب الذي فقد هامة قومية عالية سيبقى على خط المبادئ انطلاقاً من ادراكها العميق بان الشرعية الحزبية التي سعى وحرص الرفيق القائد الامين العام عزة ابراهيم على ترسيخها سوف تبقى تظلل المؤسسة الحزبية ، وسوف تبقى تحميها بأشفار العيون من اجل الحفاظ على إرث البعث النضالي وترسيخ قيم الرسالة الخالدة التي تمتد الى عمق التاريخ العربي وخاصة منذ الفترة التي توحد فيها العرب تحت راية دعوة الرسول العربي محمد ( ص ).
إن الحزب الذي يعيش عبئ الخسارة الجسيمة الناجمة عن فقد رفيق قائد ملهم قضى ردح حياته مناضلاً في صفوف حزب الثورة العربية منذ ان كان يانعاً حتى شارف الثمانينيات، سيتجاوز هذا المصاب الاليم وهذا الخطب الجلل ، ليواصل مسيرته على ذات الطريق الذي عمل عليه وتمناه وجاهد في سبيله الرفيق القائد عزة ابراهيم، فقوة الحزب تنبع من قوة شرعيته، ومن تماسكه والتزام قواعده وكل مراتبه التنظيمية بضوابط النظام الداخلي الذي حرص الرفيق رحمه الله دوما على ابقائه كضابط وحيد واساسي للعمل التنظيمي.
وإذ تتقدم القيادة القومية للحزب و بقلوب ملؤها الايمان بقضاء الله وقدره من اسرة الرفيق الأمين العام للحزب ومن الرفاق في تنظيم العراق قيادة وكوادر ومناضلين، ومن شعب العراق العظيم المنتفض في ثورة متواصلة ومتصاعدة بأحر التعازي الرفاقية، توجه كافة تنظيمات الحزب في الوطن العربي وعالم الاغتراب وحيثما استطاعت وسمحت الظروف ان تقيم مجالس عزاء عن روح فقيد الحزب والوطن والامة وبما يليق بمكانته السامية وانجازاته ونضاله.
واذ يفارقنا رفيقنا وقائدنا اليوم فاننا نعاهده عهد الرفاق الاصلاء الاوفياء على ان يبقى نضاله وكفاحه وصبره حياً بيننا، ينير لنا الطريق لمواصلة نضال البعث حتى تحقيق نصر الامة على اعدائها وتحريرها من الاحتلال الامريكي الصهيوني الإيراني لبلادنا العربية.وسيبقى رفيقنا الجليل عنواناً تاريخياً مجيداً لكل معاني العز والمبادئ والقيم الأصيلة.
فتحية لروحه الطاهرة في عليين، وندعو من الله جلّ في علاه ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا وأسرته الكريمة ورفاق دربه في داخل العراق وخارجه وكل من سكب دمعة على فراقه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في ٢٦ / ١٠ / ٢٠٢٠