بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
فــي الــذكــرى ( ٩٩ ) لتــأسيـس الجيــش العــراقـــي
أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ان حل الجيش العراقي افقد الدولة مؤسستها الارتكازية الاهم وكشف العراق والوطن العربي امام المخاطر الخارجية.جاء ذلك في بيان للقيادة القومية في الذكرى “٩٩ ” لتأسيس الجيش العراقي، في مايلي نصه.
تحل الذكرى التاسعة والتسعون لتأسيس الجيش العراقي البطل والعراق والامةالعربية يمران بظروف صعبة نتيجة التداعيات التي ترتبت على غزو العراق واحتلاله وما ترتب على ذلك من نتائج.
ان احتلال العراق واسقاط نظامه الوطني لم تقتصر اثارهما السلبية على الدولة الوطنية فقط، بل طالت ايضاً الامة العربية وامنها القومي.وهذا مايثبت بإن العراق كمكون وطني ونظام سياسي لم يكونا مستهدفان لذاتهما وحسب وانما المستهدف وبنفس المستوى الوطن العربي.وان يبلغ استهداف العراق هذا المستوى من التركيز فلأنه يشكل احد اهم الاضلع في البنيان القومي وهو الحامي للبوابة الشرقية من الاختراقات المعادية ،وهذا ليس واقعاً افتراضياً ،بل هو الواقع الحقيقي الذي عاشه العراق منذ القادسية الاولى والتي استعيدت مشهدياتها في القادسية الثانية التي خط اسطرها جيش وطني توفرت له الحاضنة الشعبية التي انخرطت في الصراع بكل امكاناتها و توفرت له الرعاية من قيادة سياسية نظرت له من زاوية وظيفته الوطنية والقومية في حماية الامن الوطني للعراق كما الامن القومي للامة.
ان اقدام المحتل الاميركي على حل مؤسسة الجيش العراقي كأول قرار اتخذه بعد وقوع العراق تحت الاحتلال ،انما اراد من وراءذلك ان يسقط المؤسسة الارتكازية الاهم في بنيان الدولة الوطنية العراقية ،والدفع باتجاه تفكيك بنية الدولة، وما عاشه العراق من جراء حل الجيش العراقي وما يعيشه اليوم في انعدام وجود الاداة الوطنية الجاذبة ذات الدور التوحيدي هو احدى النتائج الكارثية لافتقار العراق لمؤسسة جيشه الوطنية.وكما اراد المحتل الاميركي ان يقوض بنيان المكون الوطني كنتيجة طبيعية لحل الجيش ،فإنه اراد ايضاً،ان يسقط دور هذ الجيش ، الذي كان من خلال الدور والمهمات التي اضطلع بها منذ تأسيسه ،جيشاً للأمة العربية بحيث لم يتأخر يوماً عن المشاركة والانخراط الفعلي في كل معارك النضال القومي التي خاضتها الامة على مساحة الوطن العربي الكبير.وهذا ماكان يُقلق العدو الصهيوني وحماته الاستعماريين وخاصة اميركا والمتحالفين موضوعياً معه من دول الاقليم وخاصة النظام الايراني.
ان جيش العراق الذي شارك في حرب فلسطين عام ١٩٤٨ وتشهد على ذلك اضرحة شهدائه الذين احتضنتهم ثرى فلسطين الطاهرةودوره البارز في قيادةثورة ١٤تموز التي اخرجت العراق من “حلف بغداد” ،ومن ثم دوره في ثورة الثامن من شباط ١٩٦٣ واسقاط حكم قاسم الذي انحرف بثورة تموز عن اهدافها القومية ،وبعدها دوره في ثورة ١٧ – ٣٠تموز المجيدة التي اولته كل رعاية واهتمام وجعلت منه جيشاً وطنيا وقومياً مهاب الجانب ،تجسد من خلال الدور القومي في معارك المواجهة مع العدو الصهيوني على الجبهتين المصرية والسورية ويومذاك كان سرب الطائرات العراقية في طليعة القوى الجوية التي دكت المواقع الصهيونية على الجبهة المصرية كما كان للوحدات التي اندفعت لمواجهة العدو على الجبهة الشرقية الدور الحاسم في حماية دمشق من السقوط في حرب تشرين ١٩٧٣.
ان جيش العراق الذي حمى وحدة البلاد الداخلية التي هددتها مخاطر جمة وحمى انجازات الثورة وضُع ضمن دائرة الاستهداف المعادي خاصة بعد خروجه من الحرب مع ايران اكثر قوةًواقتداراً على المستويين التعبوي والميداني وهذا مامكنه من خوض حربين في مواجهة تحالف عدواني دولي واقليمي بقيادة اميركا في ام المعارك والحواسم.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي،اذتتوقف عند هذه الذكرى ،ذكرى تأسيس الجيش العراقي فلأنها لاترى في هذه المناسبة حدثاً وطنياً عراقياً وحسب ،بل لأنها كانت وستبقى ترى فيها مناسبة قومية ،انطلاقاً من رؤيتها لهذه المؤسسة التي هي مسكونة بالهم القومي بقدر ماهي مسكونة بالهم الوطني.ان الجيش العراقي هو جيش الامة ومصدر قوتها ولهذا استهدف نظراً للرمزية التي تنطوي عليه شخصيته اسوة بإستهداف الحزب الذي كان قرار اجتثاثه ثاني قرارٍ اتخذه الحاكم الاميركي بعد القرار الاول بحل الجيش.واذا كان قرار حل الجيش هدف لتقويض بنيان الدولة فإن حل حزب البعث واجتثاثه هدفه ضرب العامل الجاذب لوحدة مكونات الشعب بكل طيفه المجتمعي.ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي توجه التحية لجيش العراق في ذكرى تأسيسه ال”٩٩” ، ترى ان استعادة العراق لحريته وتحرره من الاحتلالين الاميركي والايراني واعادة توحيده على الاسس الوطنية والديموقرطية لايستقيم دون اعادة الاعتبار للجيش العراقي واعادة بنائه على قاعدة قانونه الاساسي ،وهذا لن يتم الا باسقاط العملية السياسية التي افرزها الاحتلال الاميركي والتي احتواها النظام الايراني عبر طغمة من الفاسدين وفرت له القنوات الداخلية ليتغول في كل مفاصل الحياة بكل مفرادتها وعناوينها ومكنته من اتخاذ العراق منصة انطلاق وتدخل في الشأن العربي في اكثر من ساحة وتوظيف ثروة العراق في خدمة مشروع التخريب الايراني وتخفيف الاختناقات عن الاقتصاد الايراني.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وبمناسبة حلول الذكرى ال”٩٩” لتأسيس الجيش العراقي والتي تصادف الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد قائد العراق الامين العام للحزب الرفيق صدام حسين والقائد الاعلى للقوات المسلحة التى اولاها كل اهتمام ورعاية ،تعتبر ان النيل من حزب البعث وما يمثل ومن قائد العراق ومن جيش العراق وما هو مناط به من دورٍفي صد عدوان الخارج وتخريب الداخل هي ثلاثية استهدافٍ ،التقت على مركزية هدف واحد ،عنوانه ضرب العراق واسقاطه لانه بدون ذلك ماكان العراق ليصل الى حالة التشظي والتفلت المجتمعي وما كانت الامة العربية لتنكشف بامنها القومي.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي لها ملء الثقة بقدرة العراق على الاستنهاض وتجاوز الصعوبات التي تعترض طريقه ، فلانها تعي جيدا حقيقة شعب العراق وتجذر انتمائه الوطني وعمق ارتباطه القومي وانشداده الى تاريخه الوطني الحافل بالانجازات الوطنية والقومية والعطاء والتضحية دفاعاً عن الحق الوطني والقومي في الحياة الحرة الكريمة ،وهذا الذي يشهده العراق اليوم من انتفاضة ثورية ضد منظومة الفساد المرتبطة بمركز التوجيه والتحكيم الايراني ،ماهو الادليل على ان عراقاً كرم بجيش عظيم وبشعب يختزن بذاته كل عوامل الانبعاث المتجدد وقيادة تقدمت الصفوف وارتقت في مسيرتها حد الاستشهاد ،هو عراق يقف على عتبة مرحلة جديدة من حياته السياسية خاصة في ظل قيادة مناضلة تولي رعايتها واهتمامها للقوات المسلحة بكل صنوفها ،وتتولى الامانة العامة للحزب الذي اقام نظاماً وطنياً وقادت وتقودمقاومة وطنية ضد الاحتلال الاميركي والايراني، وهي اليوم تتفاعل مع الشارع المنتفض لاسقاط العملية السياسية وطرد المحتل الايراني واعادة بناء العراق بناء وطنياً تكون الديموقراطية فيه ،هي الناظم الاساسي لحياته السياسية.
تحية لجيش العراق في ذكرى تأسيسه التاسعة والتسعين وتحية لشهدائه الذين سقطوا وهم يؤدون واجبهم الوطني والقومي وتحية لقادته الابطال الرابضين في سجون الاحتلال.
تحية لشهيد الحج الاكبر وقائد العراق الرفيق الامين العام للحزب الرفيق المناضل صدام حسين في الذكرى الثالثة عشر لاستشهاده.
تحية للرفيق القائد عزة ابراهيم الامين العام للحزب والقائد الاعلى للقوات المسلحة وللجهاد والتحرير.
تحية لجماهير العراق الثائرة على استلابها الاجتماعي والوطني والخلود لشهداء الانتفاضة وكل شهداءالعراق الذي سقطوا وهم يواجهون العدوان الخارجي والتخريب الداخلي.
الشفاء للجرحى ولاطلاق سراح الموقوفين والكشف عن مصير المخطوفين والمختفين قسراً.
عاش الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه.
عاش العراق العظيم وعاشت انتفاضة شعبه الوطنية.
عاشت الامة العربية.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في ٥ / ١ / ٢٠٢٠