تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي فــي الــذكــرى الســادســة عشــر للغــزو الأميــركــي للعــراق
في الذكرى السادسة عشر للغزو الاميركي للعراق ادلى الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي بالتصريح التالي نصه:
بعد ستة عشر عاماً على الغزو الاميركي ما يزال العراق ينوء تحت عبء تداعيات الاحتلال الذي بدأ اميركياً مغلفاً بلبوس متعدد الجنسية وانتهى ايرانياً، ومعه تحول العراق ، هذا البلد العريق الضارب جذوره في عمق التاريخ الانساني والغني بإرثه الحضاري، الى بلد مقطع الاوصال الجغرافية ومدمر ببنيته الوطنية ومفتت بنسيجه الاجتماعي وهذا ما جعل من العراق الذي كان يعيش قفزة نوعية في مجال التقدم والعمران والتنمية الشاملة في ظل نظامه الوطني الى دولة فاشلة تدير سلطتها منظومة فاسدة نفذت إملاءات المحتل الأميركي ووضعت امكانات العراق الاقتصادية في خدمة اقتصاد المحتل الايراني الذي عبث بالأمن الوطني وادار صراعاً طائفياً ومذهبياً عبر قوى اشرف على تشكيلها مباشرة تحت مسمى الحشد الطائفي واخرى عمل على الاستثمار بها بالتواطؤ مع المحتل الاميركي الذي ما أن خرج مدحوراً تحت تأثير فعل المقاومة الوطنية عام٢٠١١ حتى عاد تحت ذريعة مقاومة الارهاب في استحضار للكذبة الكبرى التي اطلقها قبيل شن الحرب على العراق بحجة امتلاكه اسلحة دمار شامل وعلاقة مزعومة مع ( القاعدة ).
بعد ستة عشر عاماً على الغزو الاميركي اثبتت سياقات الاحداث ان الدورين الاميركي والايراني تكاملا بالنتائج التي اوصلت العراق الى ما هو عليه من تردفي اوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تفاقمت في الآونة الاخيرة من خلال الانكشاف الوطني الشامل والتدخل الايراني في كل مفاصل الحياة الاجتماعية والخطة الممنهجة لتغيير طبيعة التركيب الديموغرافي لشعب العراق عبر اغراقه بملايين الايرانيين الذين يمنحون الجنسية العراقية بعدما اتلفت سجلات قيود الاحوال المدنية. ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي وضعت العدوان على العراق في سياق الهجمة الامبريالية على الامة، تعيد التأكيد بإن العراق وما يمثل لم يكن مستهدفاً لذاته وحسب، بل ان الاستهداف كان للامة العربية من خلال استهداف العراق كأهم القلاع القومية التي كانت تشكل سداً منيعاً في وجه اندفاعة المشروع الصفوي الشعوبي.
لقد ادى احتلال العراق وانكشاف ساحته الوطنية الى انكشاف قومي شامل وهذا ما مكن النظام الايراني من التغول في العمق العربي واعمال مطارقه التدميرية مباشرة وعبر أذرعه السياسية والامنية في بنى المجتمعات العربية ليخلق واقعاً تفتيتياً ترتسم على اساسه حدود الطوائف بهويات مذهبية وتحقيق مالم يستطع العدو الصهيوني تحقيقه.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وفي الذكرى السادسة عشر للعدوان تعتبر ان القوى التي ائتلفت في حلف غير مقدس ضد العراق ونظامه الوطني ماتزال تتحرك على ارضية الموقف الذي تم بالاستناد اليه شن الحرب ، وان ما يروج له بإن اميركا ادخلت تعديلاً جوهرياً على استراتيجيتها حيال التعامل مع الدور الايراني ما يزال في اطار البروباغاندا الاعلامية لان حقيقة الموقف الاميركي تنطلق من خلفية احتواء النظام الايراني وليس اسقاطه ، وحتى يبقى في حدود ما يتطلبه المشروع الاميركي الرامي الى تشكيل منظومة اقليمية تكون ايران وتركيا والكيان الصهيوني من مرتكزاتها الاساسية والتي تأتي بما يسمى بصفقة القرن لتندرج ضمن سياقاتها.
وإذا كانت الادارة الاميركية الحالية قد اقرت بخطأ الادارة السابقة، الا ان هذا الاقرار لا يعفيها من المسؤولية السياسية والقانونية والاخلاقية التي ترتبت على احتلالها المباشر ومن ثم توفير التسهيلات اللوجستية للنظام الايراني للوصول بالعراق الى الحال التي وصل اليها.
وعليه فإن اميركا المحكومة دائماً بمقتضيات الامن الصهيوني وامن مصالحها الحيوية تبقى مواقفها حيال القضايا العربية وبالأخص قضيتي فلسطين والعراق تفتقر الى المصداقية وبالتالي لا يمكن المراهنة على موقفها الاعلامي بإسقاط النتائج التي ترتبت على الاحتلال ومنها تمادي التغول الايراني. على هذا الاساس فإن القيادة القومية للحزب ترى ان انقاذ العراق واسقاط كل افرازات الاحتلالين الاميركي والايراني انما يبقى قائماً في المقاومة الوطنية التي أطلق فعالياتها حزب البعث وقدم عشرات الوف الشهداء لدحر الاحتلال واعادة توحيد الارض والشعب وحماية الهوية القومية ووضع الاسس لبناء وطني استناداً الى مشروع سياسي يلغي كل ما افرزه الاحتلال من نتائج ويقيم نظاماً سياسياً تصان في ظله الحريات الديموقراطية ويعاد الاعتبار للمواطنة على قاعدة الولاء الوطني.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ترى ان المشروع السياسي الانقاذي الذي انعكست من خلاله الرؤية الوطنية للبناء السياسي لإعادة توحيد العراق ارضاً وشعباً ومؤسسات، هو الاساس الذي يبنى عليه ومن كان صادقاً فعلاً لا قولا في تمكين العراق التحرر من اثار الاحتلال وخاصة الايراني منه ان يوفر الاسناد السياسي والمادي لقوى المشروع الوطني والتي هي منفتحة على استقبال كل دعم سياسي ومادي عربياً كان ام دولياً.
وان مرور ستة عشر عاماً على العدوان وما تمخض عنه من نتائج هي كافية لتبيان ان اسقاط المشروع الايراني التوسعي يبدأ من العراق. في هذه المناسبة نوجه التحية لشعب العراق ومقاومته البطلة والتي تبقى هي الرهان الرابح في تحرير العراق واعادة توحيده والتحية الى شهداء العراق وعلى رأسهم شهيد الحج الاكبر قائد العراق الرفيق صدام حسين وكل الرفاق في قيادة الحزب وكل كوادره ومناضليه وتحية الى الرفيق عزة ابراهيم الامين العام للحزب القائد الاعلى للجهاد والتحرير والى قوى الفعل المقاوم للاحتلال على تعدد طيفهم السياسي.
ولتنتصر ارادة شعب العراق في نضاله ضد الاحتلال الاميركي والايراني والقوى الطائفية والمذهبية التي مارست ولاتزال تمارس كل اشكال التخريب والتدمير المجتمعي محمولة على رافعة الاحتلال ونظام الملالي في طهران.
الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
د. أحمد شوتري
في ٢٢ / أذار / ٢٠١٩