تعليقاً على مؤتمر وارسو الذي عقد تحت عنوان مؤتمر الامن والسلام في الشرق الاوسط أدلى الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي بالبيان الآتي:
على مدى يومي ١٣ و١٤ من شهر شباط الحالي عقد فى العاصمة البولونية وارسو مؤتمر دعت اليه الولايات المتحدة الاميركية وحضره ممثلون عن ستين دولة بينهم عدد من الدول العربية ورئيس وزراء العدو الصهيوني. هذا المؤتمر الذي روجت له اميركا بداية بإنه لتحشيد دولي ضد النظام الايراني انعقد تحت عنوان مؤتمر الامن والسلام في الشرق الاوسط . وقد تبين من خلال المشهديات التي اطل المؤتمرون من خلالها على وسائل الاعلام واللقاءات الثائنية والاتصالات الجانبية ان اميركا سعت من خلال عقد المؤتمر الى رفع سقف موقفها اللفظي من النظام الايراني في نفس الوقت الذي كانت تعمل فيه لتمرير مايسمى بصفقة القرن والتي تنطوي على تصفية موصوفة للقضية الفلسطينية ودفع عملية التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الانظمة العربية خطوات الى الامام بعداتصالات سرية وعلنية بين مسؤولين صهاينة وعرب كان ابرزها زيارة نتنياهو الى سلطنة عمان. ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تدرك جيداً حجم الخطر الذي يشكله المشروع الايراني الصفوي على الامن القومي العربي وما احدثه من تخريب في البنيان المجتمعي العربي بدوره المباشر اوعبر اذرعه الامنية والسياسية لايمكن ان يواجه باساليب التكاذب واللعب على الالفاظ وتصوير الموقف على غير حقيقته المضمرة.
فعندما يكون الدور الايراني الذي بات يكمل بنتائجه الدور الصهيوني في استهدافه للامة العربية قد انتفخ ووصل الى هذا المستوى من الخطورة بفعل الرافعة الاميركية التي وفرت له كل التسهيلات اللوجستية وغض النظر عما فعله في العراق وسوريا واليمن ولبنان لايمكن الركون لموقفها الذي ندرك جيداً انه يهدف لاعادة احتواء النظام الايراني وحفظ موقع له في منظومة اقليمية تحت مسمى الشرق الاوسط الجديد وعلى حساب المنظومة العربية التي تشكل جامعة الدول العربية عنواناً سياسياً لها.
واذا كانت الاتصالات السرية قائمة بين العدو الصهيوني ونظام طهران وهي تتم في قاعدة خلفية ، فان استكمال تمهيد الارضية لقيام المنظومة الاقليمية الجديدة التي تلبي حاجة العدو ودول الاقليم غير العربية تتطلب ادخال النظام العربي المتخاذل هذه المنظومة من بوابة التطبيع مع العدو تحت مظلة هذا المؤتمر الذي يراد له ان يشكل مظلة سياسية لصفقة القرن ..
ولهذا فان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تدعو كل من يراهن على حيادية في الموقف الاميركي ان يخرج من وهم هذا الرهان لان اميركا هي الحامية وهي الداعمة للمشروع الصهيوني بكل اهدافه القريبة والبعيدة وهي التي عملت على تو فير التسهيلات للنظام الايراني الصفوي للتغول في العمق العربي واستغلال انتفاخ هذا الدور في ابتزاز العرب تارة بتقديم خدمات امنية وتارة بالافصاح المباشر عن مقايضة الامن مقابل المال. اننا ندعو الى اليقظة والحذر ممايخطط ضد الامة العربية والدعوة موجهة للنظام العربي الذي يتهافت الى التطبيع مع العدو ظناً ان ذلك يقيه خطر المشروع الفارسي الصفوي فيما الحقيقة ان هذا المشروع الذي يتلاقى بالنتائج مع المشروع الصهيوني هما الخطران الفعليان على الوطن العربي وان لهذين المشروعين قيادة استراتجية واحدة تجسدها اميركا التي تقيم تحالفاً عضوياً مع الكيان الصهيوني وتعمل لاحتوا ءالنظام الايراني تحت مظلة استراتيجيتها العامة والتي لاجل ذلك انعقد مؤتمر وارسو. ولهذا فان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي رفضت كل الصيغ والاتفاقات التي تستهدف الامن القومي العربي لاترى في مؤتمر وارسو منصة لاطلاق موقف دولي ضد النظام الايراني بل محاولة من اميركا لتوجيه رسالة لايران بإن مكانها محفوظ في المنظومة الشرق اوسطية إذا ما شذبت سلوكها ورسالة للكيان الصهيوني بان الدور الايراني ادى وظيفته في توفير بيئة رسمية عربية للسير قدماً في مسار التطبيع والتي بدأت بتبادل الزيارات وارتقت الى ما وقف الجميع على رؤيته في مؤتمر وارسو وهو محط ادانة شعبية عربية.
الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
د. احمد شوتري
في ٢٠ / ٢ / ٢٠١٩