انتفاضة الأقصى وثورة تشرين الشبابية
د. فالح حسن شمخي
ثار الشباب في العراق مطالبين بوطن ، وكانت لثورتهم هذه علاقة مع ثورة الشباب في تونس ومصر والسودان والجزائر ولبنان ، من حيت التاثر والتاثير ، فالامة العربية بشبابها تخضع لقانون الترابط الجدلي والحتمية التأريخة .
تمتاز ثورة تشرين في العراق بالشجاعة الفائقة وروح المطاولة وتقديم قوافل من الشهداء والاف الجرحى على طريق تحقيق الاهداف ، وتمتاز عن غيرها من الثورات التي حدثت في الوطن العربي في انها تواجه قوى مليشياوية لديها المال والسلاح والدعم الخارجي الاقليمي (لنظام الولي الفقيه في ايران)، والخارجي (الامريكي)، وحكومة ضعيفة خائفة مهزومة بسبب تحكم القوى الطائفية المحاصصاتية والفاسدة فيها ، وبالتالي فإن ثورة الشباب في العراق تتحدى صعوبات جمة في حركتها على طريق تحقيق الاهداف ، لكن اصرار الشباب وعزيمتهم وتضحياتهم ومنطلقاتهم التي تميزوا بها ، قد منحتهم القوة على الاستمرار ، والاستمرار هذا شكل وسيشكل مايشبه التسونامي على كل ما هو باطل و الذي ستغطي ارتداداته الارض العربية من المحيط الى الخليج .
كما قلنا في المقدمة ان ابناء الوطن العربي الشباب يرتبطون مع بعظهم ارتباطا جدليا ، وبالتالي فتأثر الشباب العراقي بالشباب التونسي والمصري ، سيؤدي الى تأثر ابناء الوطن العربي بثورة الشباب العراقي ، وهذا ماحصل فعلا ، فالشباب العربي في فلسطين وفي القدس على وجه الخصوص والذي يتابع احداث ثورة تشرين الشبابية في العراق، قد استلهم الدرس وثار ثورته المباركة ، دفاعا عن عروبة الاقصى وحق ابناء فلسطين في ارضهم .
وتكفي نظرة معمقة إلى الأحداث وأعمار ثوار الاقصى في فلسطين وثوار تشرين في العراق والمعنويات التي يتمتعون بها و روح التحدي ومواجهة آلة القمع الوحشية والاساليب المستخدمة في تلك المواجهات ، لنتيقن من ان شعب العراق وثورة شبابه حية في الوعي الجمعي لثوار فلسطين في قلب المسجد الأقصى.
إن هذه العلاقة الجدلية الثورية بين الشباب العربي لم تحدث صدفة ، بل هي نتاج وتعبير في نفس الوقت عن الامة الواحدة، بكل مقومات وحدتها التي يسعى الغرب الى طمسها والتشكيك بها ، من اللغة ، والتاريخ المشترك ، والتطلع الواحد لمستقبل افضل ، مستقبل حر من اي احتلال اجنبي ،تسود فيه العدالة الاجتماعية، وتستند فيه الامة على تراثها الحضاري العربي الاسلامي الحي الزاخر، وقيمها الايمانية، ليستلهم منه شبابها في العراق وفلسطين وباقي ارجاء الوطن العربي الكبير، القيم السامية و النبيلة وفي مقدمتها الثقة بالنفس والتضحية في سبيل الوطن ونيل حريته .
وسيهزم الشباب كل الذين زرعوا الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي لتمزيق الامة ، ودفعوا بالمد الشعوبي الصفوي الى واجهة الحكم في ايران الذي رفع شعاره المضلِّل في تصدير الثورة ، ثورته التي تمر عبر اشلاء ابناء الامة في كربلاء وبقية مدن العراق وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن.
إن وحدة الأمة التي تتجلى في وحدة ثورة شباب تشرين في العراق وانتفاضة الاقصى بعنفوانها ومطاولتها هي شعاع الشمس التي تشرق على الامة العربية ، لترسم مستقبلها كامة حية لا تنام على ضيم مهما بلغ جبروت العدو وطغيانه.
عاشت فلسطين حرة عربية ..
وعاش العراق حرّاً ابياً ..
وستندحر ايران في العراق وسيُهزَم حلفاؤها الصهاينة في فلسطين مهما طال الزمن..
وستفشل المخططات الاستعمارية بفعل الشباب العربي الذي يصنع بدمائه خيوط شمس الحرية .