تصريح ناطق مخول
بين حين وآخر يخرج علينا بعض أقطاب العملية السياسية الاحتلالية في العراق بتصريحات يتحدثون فيها عن وجود اتصالات من جانب قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي معهم للمشاركة في العملية السياسية القائمة في البلاد.
ورداً على هذه المزاعم صرّح ناطق رسمي مخول باسم قيادة قطر العراق للحزب بما يأتي:
إن حزبنا الذي قدّم عشرات آلاف الشهداء لا يرضى لنفسه ولتاريخه النضالي العريق أن يشترك في مشاريع تديرها الدوائر المخابراتية في طهران وواشنطن بهدف إدامة مخطط الاحتلال البغيض المتمثل في قتل العراقيين ونهب مواردهم وإفقارهم وتدمير بلدهم وتحطيم كل مرتكزات الحياة فيه وتفتيت نسيجهم الاجتماعي ووحدتهم الوطنية، وهو المخطط المسمى زوراً (عملية سياسية).
وانطلاقاً من إيمانه بمبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة التي نصت عليها وثائقه وادبياته منذ التأسيس، فإن الحزب يعمل على الانفتاح الصادق على كل القوى والشخصيات الوطنية في العراق بهدف تنسيق المواقف والعمل على إنقاذ الوطن وابنائه الكرام من قَيد هذه العملية المخابراتية البائسة التي أثبتت طيلة السنوات الثماني عشرة الماضية فشلها الذريع في تحقيق أي مكسب للعراقيين، بل كانت العامل الأساس لتدمير العراق وقتل أهله، وهي ذات المشروع الخائب الذي خرجت جماهير شعبنا منتفضة عليه رافضة لشخوصه وبرامجه وإجراءاته في العديد من المظاهرات والاعتصامات طيلة السنوات الماضية وقدّمت في سبيل رفضه أكبر التضحيات، وكانت ثورة تشرين المجيدة النموذج الأوضح في التعبير عن الرفض الشعبي الواسع والقاطع لهذا النظام الذي جاء به الاحتلال الأميركي الإيراني للعراق.
ويرى الحزب أن أي مشاركة في المشاريع السياسية القائمة هذه في ظل الاحتلال وهيمنة الميليشيات المجرمة واستفحال سيطرة المال الفاسد المسروق من دماء العراقيين إنما يمثل استهانة بتضحيات الشعب الجسيمة وبدماء أبنائه الطاهرة التي أريقت في سبيل الخلاص من هذا النظام الطائفي العنصري المجرم الفاسد.
ويشدّد “البعث” على أن المشاركة في مسرحية الانتخابات، مفضوحة التزوير، إنما هو إدامة لمعاناة شعبنا المتواصلة منذ احتلال العراق، وأن المطلوب من جماهير شعبنا هو التعبير الواضح بكل الوسائل الممكنة عن الرفض الكامل لمخطط إعادة هذه الاحزاب الميليشياوية بوجوه وأسماء جديدة التي لم يجنِ العراقيون منها سوى القتل والدمار، وإن شعبنا الذي قاطع انتخابات عام 2018 بشكل كبير جداً، حيث لم تشارك فيها إلا نسبة متدنية للغاية وباعتراف الجميع، واعٍ تماماً بهذه المشاريع البائسة وعبّر عن ذلك الوعي العالي من خلال الرؤية السياسية التي طرحها ثوار تشرين الأبطال وناضلوا لتحقيقها بأوضح الأشكال وبالدم الطاهر المراق على ثرى العراق.
إن قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي إذ ابدت دائماً استعدادها للدخول في أي حوار وطني والانضمام إلى أي عمل جبهوي إنما تؤكد وبشكل واضح إن ذلك لا ينبغي أن يكون إلا على قاعدة تخليص العراق من نظام الاحتلال وعمليته السياسية الفاسدة وكل إفرازاته الطائفية والعنصرية وإجراءاته التدميرية، وتأكيد الوحدة الوطنية أرضاً وشعباً، وأنها تضع يدها في يد كل القوى الخيّرة على هذا الطريق المشرّف الذي لا سبيل سواه لإنقاذ العراق، وليس مع قوى وشخوص العملية السياسية المخابراتية الاحتلالية التي لم يجنِ شعبنا منها سوى القتل والفساد والتخريب، وإن قيادة “البعث” تشدد على أن العمل السياسي الحقيقي والجاد يجب أن يكون في أجواء وطنية سليمة خالية من اي شكل من اشكال النفوذ الاجنبي و هيمنة المحتلين وتوجيهات الدوائر المخابراتية وتغوّل سلاح الميليشيات وسطوة المال الحرام وبعيداً عن قوانين الاجتثاث والإقصاء الجائرة، وبما يضع العراقيين جميعاً في مسار واحد لإنقاذ بلدهم ورسم مستقبلٍ أفضل لأجيالهم القادمة.