٨ اب ١٩٨٨ ثمرة ملاحم خالدة انتصر فيها العرب على الفرس المجوس ٠

٨ اب ١٩٨٨ ثمرة ملاحم خالدة انتصر فيها العرب على الفرس المجوس ٠

الرفيق ابو عمر العزي

لا جدال فيه ان الصراع العربي_ الفارسي هو صراع ازلي ممتد عبر التاريخ دخلت الامتيين العربية والفارسية بنزاعات فكرية وحروب كثيرة لم يستقر عليه الحال بينهما حتى بعد ان تم فتح بلاد فارس وسقوط امبراطوريتهم العتيدة الخبيثة والطامعة بارض العرب , يخبو هذا الصراع لفترة ولكنه سرعان ما يعاود ويشتد ويطول لفترة اخرى , ولو راجعنا وتمعنا في كتب التاريخ المنصفة لفهمنا وعرفنا ان هذا الصراع والنزاعات التي ادت الى الحروب وتكرارها سببها دائما هم الفرس, وطمعا في ارض العرب الخصبة الصالحة للزراعة والرعي انذاك واستخدام العرب ايضا مصدات ضد صراعهم الاخر مع الروم البينزنطيين ، وإيران الحالية ما هي إلا امتداد لذلك التاريخ القديم المعجون بعدائه ضد العرب، هدفه احتلال الوطن العربي واقامة امبراطورية فارسية بغطاء اسلامي ظاهره باسم آل البيت وحقيقته عقيدة الاستعلاء العرقي للفرس تجاه العرب، ومن ثم استباحة ديارهم ودمائهم بما يخدم اجندتهم في المنطقة. ويبقى الثابت في استراتيجية هذا النظام التسلطي تطويعُهم للنص الديني، ومحاولة توجيهه لخدمة الهدف السياسي التوسعي لنظامهم التسلطي على الشعوب ذات الاعراق والقوميات المتعددة واحتلال ارضهم كما هو حاصل مع عرب الاحواز في عام 1925 وعاصمتهم المحمرة واعدامها اميرها خزعل الكعبي رحمه الله .
لعبت ايران ادوارا خبيثا ضمن مؤامرة امريكية _ غربية _ اسرائيلية لاسقاط النظام الوطني في العراق فتارة من خلال الانقلابات واخرى بواسطة بمحاولة تدخله في القضية الكردية في شمال العراق المباشر وغير المباشر , كل ذلك املاءا لما تريده امريكا واسرائيل والغرب وعندما لم تكتمل الكثير من حبائل لعبهم المكشوفة هذه في عهد شاه ايران اسقطوه وحلوا محله نظام الملالي الحالي وعلى ما يبدو وفق اتفاق واضح وبين بان يكون معاديا للعراق وهذا ما حصل عندما ارتكب هذا النظام الحرب على العراق في ايلول عام 1980 ولتستمر هذه الحرب 8 سنوات يدفع خلالها البلدين ضحايا واموال كثيرة كانت كافية لان تجعل العراق وايران بمصافي الدول المتقدمة , لقد شهدت سني الحرب العدوانية التي ارتكبها النظام الايراني بحق العراق معارك دامية وضارية على طول جبهات القتال الممتدة لاكثر من 1000 كم رغم قبول العراق بايقاف الحرب من اول اسبوع على بدايتها لكن الطرف الايراني كان يصر على استمراريتها مؤملا نفسه ان باستمرار الحرب هو اسقاط النظام الوطني وربحه تلك الحرب التي خطط لها بدعم واسناد الغرب والكيان الصهيوني وهذا ما اثبتته الوقائع لاحقا بالادلة والوثائق على تلك الاطراف المعادية والمتآمرة ع العراق والامة العربية.
ان يوم 8 آب (أغسطس) 1988 يعد من الأيام العظيمة في التاريخ العراقي، الذي تمكنت فيه جحافل الجيش العراقي من الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، مما أعطى شعورًا بالفخر ،ولقد أظهر الشعب العراقي والقيادة العراقية صمودًا كبيرًا خلال سنوات الحرب، وكانت تلك التضحيات نتيجة لإرادة قوية لحماية الوطن والدفاع عن السيادة. كما تميزت تلك الفترة بالعديد من المعارك الضارية، وواجهت القوات العراقية تحديات جسيمة، لكنها تمكنت من الثبات في وجه الزحف الإيراني، ويعدً هذا الصمود جزءًا من الهوية الوطنية العراقية، حيث ساهم في بناء روح المقاومة والتضحية لدى الشعب.
إنَّ الصمود خلال الحرب العراقية الإيرانية أتاح العديد من الدروس المستفادة للشعب العراقي، وأظهر الصمود أهمية التلاحم بين جميع فئات المجتمع العراقي، وكان التكاتف بين الشعب والجيش أساسيًا في مواجهة التحديات، وتعلم الشعب العراقي أن القدرة على الصمود في وجه الأزمات يمكن أن تعزز الروح المعنوية وتساعد في التغلب على الصعوبات كما أظهرت فترة الحرب أهمية وجود قيادة قوية وحكيمة قادرة على إتخاذ القرارات السريعة والفعالة في الأوقات الحرجة، وأبرزت الحرب قيمة التضحية من أجل الوطن، إذ قدم الكثيرون أرواحهم في سبيل الدفاع عن سيادة البلاد. إنَّ الصمود أمام الهجمات يُعلّم الشعب أهمية الاستعداد لمواجهة أية تهديدات مستقبلية، سواء كانت عسكرية أو إقتصادية، وساهمت الحرب في تعزيز الهوية الوطنية والشعور بالفخر والانتماء، مما ساعد على بناء مجتمع متماسك.
كانت تضحيات الشعب العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية لها أهمية كبيرة في تحقيق النصر، حيث تضحيات الشعب عززت من الروح المعنوية للقوات المسلحة والمواطنين، مما ساهم في تعزيز الإصرار على الدفاع عن الوطن، وقدمت التضحيات درسًا في التضحية والفداء، مما ساهم في تشكيل هوية وطنية قائمة على قيم الشجاعة والولاء وكانت التضحيات ضرورية لحماية السيادة الوطنية، إذ ساهمت في صد الهجمات وحفظ استقلال العراق .
إنَّ تلاحم الشعب في مواجهة التحديات ساهم في توحيد الجهود بين مختلف فئات المجتمع، مما عزز من قوة الجبهة الداخلية، وأصبحت تضحيات الشعب العراقي رمزًا للصمود والإرادة، مما يلهم الأجيال القادمة في مواجهة الصعوبات والتحديات.
وساهمت تضحيات الشعب العراقي في تشكيل صورة العراق في الساحة الدولية، حيث أظهرت قدرة الشعب على الصمود في وجه التحديات.
إنَّ تعزيز الروح المعنوية في زمن الحرب يعد أمرًا حيويًا لتحقيق النجاح والاستمرار في مواجهة التحديات، إضافة إلى وجود قائد فذ وقادة ملهمين يتبنون رؤية واضحة ويشجعون على الوحدة الوطنية، ومشاركة القصص الإيجابية والملهمة عن الشجاعة والتضحية تعزز من الإصرار وتعطي الأمل للمقاتلين والمواطنين.
وكان دعم الشعب للقوات المسلحة والمقاتلين ساهم في تعزيز الروح المعنوية، وشعر الأفراد بأنهم ليسوا وحدهم، وضمان توفر المستلزمات الأساسية والموارد اللازمة لدعم المجهود الحربي يساهم في تعزيز الثقة والقدرة على القتال، وتوفير التعليم والتدريب المناسبين يعزز من الكفاءة والثقة بالنفس، مما يرفع الروح المعنوية للقوات المسلحة , لقد اوقف العراق الريح الصفراء لثماني سنوات عن نفسه والعرب وفي هذا اليوم العظيم لن ينساه لا من رفع راية النصر ولا من تجرع سم الهزيمة .
لقد انتصر العراق على الفرس بفضل الله وقيادته وشعبه وقواته المسلحة البطلة صاحبة السفر الخالد في معارك الوطن والامة ان تظيف الى رصيدها المشرف اعظم انتصار في العصر الحديث على النظام الايراني وحلفائه الاشرار الذين كانوا له عونا وسندا من اجل الا يهزم ولكنه هزم شره هزيمة ٠

Author: nasser