ثورة 17 -30 تموز في العراق، ثَورَة بَعثيّة أصِيلَة

ثورة 17 -30 تموز في العراق،

ثَورَة بَعثيّة أصِيلَة

عثمان الحاج عمر – تونس

 

 

أصيلة لأنه قام بها بعثيون خلص، دبروها وسطروا خطتها ونفذوا كل حيثياتها باقتدار.

أصيلة لأنها جسدت قدرة العرب وعنادهم، فواجهت كل الأعداء مرة واحدة:

  • الفرس الصفويون/الشعوبيون على اليمين، والردة على اليسار والرجعية تحوطها من الجنوب والغرب، وتمتد في الأفق من القرن الافريقي الى حدود الاطلسي.
  • اليسار اللاقومي، والإسلاميين بكل ألوانهم. الانعزاليين/ القُطْريين (بضم القاف)، وخدَمَة الاستعمار بكل انواعهم السياسية والامنية والاقتصادية.

أصيلة، لأنها لم تسفك دماء الخصوم، ولم تنتصر لثاراتها القديمة، بل استظلت بالشرعية الحزبية، ولم تستقوِ على واقع العرب على الرغم مما لها، وما على هذا الواقع.

أصيلة، لأنها لم تسرق ديناراً واحداً بل وجَّهت كل موارد العراق لإطلاق التنمية العملاقة فيه.

أصيلة، لأنها لم ترهن ارادة العراق للأجنبي أيا كان فحافظت على استقلال البلاد وحمتها من اي تدخل خارجي.

أصيلة، لأنها مدَّت يدها للجميع وخاطبت الجميع بلغة واقعية رصينة، واحتضت أبناء الأمة في مزارعها ومصانعها ومعاهدها وجامعاتها. وقدمت لهؤلاء ما تستطيع، خالصاً لوجه الله والعروبة ولم تملِ على أحد موقفا أو رأيا.

ثم انطلقت فنجحت حيثما اتجهت، في مقاومة الأمية والبطالة والمرض، ثم في صد العدوان الشعوبي الصفوي الإيراني.  في محاربة الصهاينة والتصدي للتطبيع، وفي التحرر، ما استطاعت من الهيمنة الأجنبية.

هي ثورة عربية أصيلة فيما قلناه وما لم نقله وفيما نعرفه وما لا نعرفه.

ولأنها كذلك، أزعجت واقضت المضاجع فكان قرار العدوان والحصار من اجل إضعافها أو الإطاحة بها من الداخل، حتى لا تُخشى عودتها. ثم الغزو والاحتلال واعتقال الرفاق واغتيال القادة وتدمير المنجزات وتفكيك البنى   ثم الاجتثاث والقتل على الهوية.

ولكنهم نسوا، وقد تكون غلطة عمرهم، نسوا انه، محال أن يموت البعث. فكيف يموت ميلادٌ وجيلُ، فإن كان بعث الموت أمر مستطاع، فموت البعث أمر مستحيل.

وسيعود البعث، فهو صانع الثورات وصانع الدول وصانع القادة وصانع البطولة وباني العزة والكرامة. يخسر جولة ولكنه لا ينهزم في المعركة مهما طالت المنازلة، لأنه ببساطة شديدة، الوحيد المؤمن بأمته حتى النصر.

المجد لثورة 17 / 30 تموز

الخلود لقادة الثورة

الخلود للشهداء من صناع الثورة وقادتها ورجالها

Author: nasser