نعي الرفيق المجاهد صبار المشهداني
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
صدق الله العظيم
بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن وعميق الأسى تلقينا نبأ وفاة الرفيق المناضل صبار المشهداني عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أمين سر قيادة قطر العراق، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى وغفرانه هذا اليوم صابراً مرابطاً على ثرى العراق الطاهر بعد رحلة نضالٍ مفعمة بمواقف العزة والشرف والبطولة دامت لأكثر من ستة عقود.
لقد فقد “البعث” برحيل رفيقنا المناضل العزيز قائداً باسلاً ومناضلاً أصيلاً ورفيقاً وفياً لمبادئ حزبه، متصدياً لأعدائه، حريصاً على أداء المسؤولية، ناهضاً بواجباتها بصدقٍ وتجرد، أميناً على رفاقه، متفقداً لأحوالهم، يشدُّ من أزرهم، ويرفع من معنوياتهم، ويقوّي من عزائمهم في مواجهة أبشع أساليب الإجرام والقمع الذي يتعرض له مناضلو الحزب في العراق على يد طغمة الجواسيس والعملاء المتحكّمين بمصائر شعبنا ووطننا.
وإن مما يبعث على الفخر والاعتزاز أن المسيرة النضالية لرفيقنا المناضل بعد الاحتلال الأميركي الإيراني البغيض لقطر العراق العزيز كانت مسيرة فذّة
وتاريخية ومشرّفة بحق، حينما قاد حلقات مهمة من مسيرة إعادة تنظيم الحزب وحشد صفوفه في أنحاء العراق، وكان في طليعة مناضلي “البعث”
الذين واجهوا قوات الاحتلال الغاشم في ملاحم المقاومة الوطنية العراقية الباسلة، وتعرض في هذا المسار البطولي إلى أشدّ ممارسات التعذيب الإجرامي الوحشي على يد المحتلين الغزاة الذين أسروه كما أسروا عشرات الآلاف من رفاقه الأبطال.
ولم يفتّ في عضد رفيقنا الغالي ما ألحقه التعذيب الوحشي الذي ناله على أيدي الغزاة المجرمين من مشاكل صحية بالغة الإيذاء والتي بقي يعاني من آثارها طيلة السنوات الأخيرة من عمره، حيث بقي على العهد مناضلاً صلباً وفياً وملتزما.
لقد كان رفيقنا العزيز المغفور له بإذن الله مثالاً للانضباط الواعي الملتزم بالنظام الداخلي للحزب، وهو الانضباط الذي حمى وحدة الحزب وحال دون تنفيذ مخططات أعدائه المتربّصين به أياً كانت أساليبهم الغادرة.
لقد تسلّم الرفيق العزيز أبو جعفر مسؤولياته في قيادة مسيرة “البعث” في العراق في أصعب الظروف التي مرَّ بها حزبنا العظيم في العراق بعد وفاة الرفيق الأمين العام عزت ابراهيم سنة 2020، فتصدى لمؤامرة التمرد والانحراف بكل مراحلها وصفحاتها السوداء، وحافظ على وحدة الحزب، وعمل على تأمين سلامة التنظيم، وكان رصيده في ذلك ما حفل به تاريخه النضالي من مسيرة مشرقة وتاريخ وضّاء وعلاقات طيبة مع رفاقه وانتماء مخلصٍ لعقيدته وثباتٍ وصبرٍ ويقينٍ عالٍ بنصر الله العزيز وإيمان بقدرة شعبنا البطل على المواجهة والمطاولة والصمود.
ورغم مرارة الفقد وعميق الألم الناجم عن رحيل رفيقنا المناضل الكبير إلا أن عزاءنا في رحيل فقيدنا العزيز أن سيرته الوضّاءة المشرّفة ونضاله الطويل
والتزامه المنضبط وعفّته ونزاهة يده وأمانته في الحفاظ على المال العام وحرصه على رفاقه ستبقى نبراساً حياً لرفاقه من مناضلي الحزب في داخل العراق ومعيناً لهم يستلهمون منه القدرة على الصمود والمطاولة ومقاومة المحتلين وعملائهم، وأن رفاقه في ساحات النضال العربية وفي المهاجر يرون في صموده وصبره مثالاً يُقتدى به في نضالهم، وستكون هذه السيرة الخالدة بكل محطاتها النضالية مثابة وضّاءة في مسيرة نضال “البعث” وتاريخه المجيد.
وإننا على ثقة بأن حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي أنجب على مدى ثمانية عقود من مسيرته الجهادية الخالدة خيرة المناضلين الشرفاء والقادة الأمناء قادر على أن يحوّل محنة رحيل الرفيق المناضل صبار المشهداني إلى جذوة جهادٍ وصمودٍ ومطاولة.
نسأل الله تعالى لفقيدنا الغالي الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ويجعله في منزلة الصالحين والشهداء، ولأسرته ومحبيه ومناضلي الحزب كافة جميل الصبر وعميق الإيمان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مكتب الثقافة والاعلام القومي
25/9/2023