وقفات مع خطاب الرفيق أبو جعفر / الوقفة الأولى: خطاب ثائر من أبناء الثورة.

وقفات مع خطاب الرفيق أبو جعفر عضو القيادة القومية أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي

في الذكرى الخامسة والخمسين لثورة السابع عشر -الثلاثين من تموز ١٩٦٨

الوقفة الأولى: خطاب ثائر من أبناء الثورة

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

أول ما يثير الانتباه للخطاب، فضلاً عن لغته الرصينة وبنائه المعماري المدروس بعناية، هو أنه يتحدث عن خطة تفجير الثورة وأيام الإعداد لها، ولحظات تفجيرها، حديث ابن الثورة القريب جداً من ثوارها، وعلى دراية مهمة بخطط الثوار والمعايش معايشة حياتية لملابسات التدخل غير الحميد لعناصر نفذت في لحظات تفجير الثورة لتنفذ مخطط النأي بها عن أهدافها الوطنية والقومية الأخيرة.

اتسم الخطاب بروح شغف طافحة بالثورة ورجالها وهذا الشغف الإنساني الوجداني الشفاف العميق الصادق قد منح الخطاب حالة تفرد خاصة جدا مشفوعة بقدرة فذة على النفوذ الى ذات الاحرار والدفع بالروح المعنوية للمجاهدين المناضلين في وقت تبدو فيه الروح المعنوية قد نال منها أحداث مضادة كثيرة وخاصة بعد وفاة قائد الجهاد الرفيق الأمين عزة إبراهيم رحمة الله.

 

الخطاب يسبح في عوالم جديدة طافحة بالآمال، ويغلب ببساطةٍ وعفويةٍ السهلَ الممتنع كل أنواع التكلف وينئ بعيداً عن الفوقية في جهد هادف عميق للنفاذ إلى الروح الثورية ومساحات الارتباط العضوي الحي بالعقيدة والمبادئ.

لقد أعادنا الخطاب بسلاسته وعفويته ورقي أسلوبه إلى أيام شباب الثورة ونضارتها، فجعلنا نعيش سنوات تألقها وجذوة عطائها واندفاع شعبنا في احتضانها ودعمها وتحولها إلى أيقونة فرح وسعادة في كل بيت عراقي من الفاو في أقصى الجنوب إلى دهوك في الشمال.

لقد حرك الخطاب في ضمائر البعثيين خصوصاً وشعب العراق عموماً ذكريات تحمل قدرة رجال العراق على اتخاذ القرار بعد أن تستقر بصائرهم على فهم ووعي عميقين لاستحقاقات العراق وشعبه، فيحملون أرواحهم على أكفهم ليطلقوا يد العراق من الأغلال ويسرجوا سماءه بأنوار الإنجازات، ويزرعوا أرضه بالخبز والكرامة، ويحولون الشعب كله برمته إلى منتج فاعل متفاعل. وبحنكة الثائر القادر على ربط بداية الفعل بآخره كان الخطاب بارعة بإعلان ثورة بعثية تحررية نيسانية تموزية عظيمة، تمثلت بمقاومة العراقيين للغزو والاحتلال سنة ٢٠٠٣ م والذي جاء ليئد ثورة تموز ١٩٦٨.

 

Author: nasser