بيان قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي لمناسبة الذكرى 51 لتأميم النفط  

 

بيان قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

لمناسبة الذكرى 51 لتأميم النفط  

 

 

يا أبناء شعبنا العراقي الشجعان

يا جماهير الأمة العربية المجيدة

أيها المناضلون البعثيون في كل أقطار الوطن العربي

 

في الأول من حزيران/ يونيو من كل عام يستذكر أشقاؤكم العراقيون بفخر واعتزاز، أعظم إنجاز عرفته الأمة العربية في تاريخ علاقاتها مع الاحتكارات النفطية العالمية، التي أقامت لنفسها حصوناً حصينة، من علاقات إنتاج مجحفة بحقوق البلدان المنتجة للنفط، هذه المادة الاستراتيجية التي باتت ومنذ بداية القرن الماضي، أكبر محرك لماكنة الاقتصاد العالمي، ولهذا بات من غير الممكن نظرياً، التقرب من أسوارها بأي شكل من الأشكال، ولكن حزبكم المناضل الذي كان أول قوة سياسية عربية عقائدية وجماهيرية، ترفع شعار(نفط العرب للعرب)، من قناعة راسخة أن هذا الهدف العظيم، يحتاج جهدا منسقاً وعظيماً، ونضالاً باسلاً على كل الجبهات السياسية والاقتصادية وحتى في ميدان الأمن الوطني والقومي من أجل تحقيقه.

 

 أيها المناضلون البعثيون المضحون

لقد كان لتجربة حكم البعث في القطر العراقي، جدارة حمل الأمانة التي علقتها عليه جماهير أمتنا العربية، وشرف تحقيق هذا الحلم التاريخي الذي ظل يراود جماهير شعبنا العراقي، الذي كان يطفو فوق بحيرة هائلة من النفط، ولكنه كان يعيش فوق أرض جرداء وفقر مدقع وبؤس وحرمان على كل المستويات، فالفقر يضرب أطنابه في كل زاوية من الوطن، والأمة متفشية على طول الساحة العراقية وعرضها، والشعب يعاني من مختلف الأمراض الاجتماعية والصحية، على الرغم من تدفق ملايين الأطنان من ثروته النفطية، لتتحول إلى خزائن الدول المعادية لطموحات العراق والأمة العربية في النهوض من كبوتها الحضارية، التي امتدت لقرون طويلة منذ أن سقطت آخر راية في آخر حصن عربي، نتيجة تحالف الدول التي احتلت بلادنا العربية ودمرت أسس حضارتنا العربية، التي أنارت الطريق للبشرية وفتحت لها أفاقاً من التقدم والازدهار، فراحت تستخدم ثرواتنا الوطنية في مواصلة تركيع شعبنا، ولأن الأمة كانت تفتقد إلى القوى المؤهلة لقيادتها نحو شواطئ السيادة والاستقرار والبناء الحضاري الجديد، فقد ظنت الدول الاستعمارية، أن مصالحها ستبقى خالدة إلى الأبد في قطرنا العراقي وفي سائر أنحاء الوطن العربي.

وعندما تسلم حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم في ثورة 17ــــ30 تموز 1968، كان قد أعد ملف تحرير الثروة النفطية على رأس اهتماماته وفي أولوياته، ولكن التجارب التي مر بها الآخرون في هذا الميدان كانت حاضرة، كي لا يأتي أي تشريع من جانب واحد، قفزة في الهواء، فشرع من الأيام الأولى لإعداد الخطط لتطوير القطاع الزراعي والقطاع الصناعي، كي يواجه أي حصار يمكن أن تفرضه الدول المالكة للكارتل النفطي الدولي، ثم عكف على إعداد الخطوات المدروسة للاستثمار الوطني للنفط حيث توفرت له الفرصة لذلك، فكانت الخطوة الأولى هي استثمار حقل الرملية الشمالي وطنيا وبالتعاون مع المؤسسات السوفيتية المتخصصة، وهو ما حصل في السابع من نيسان 1972 في ذكرى تأسيس الحزب، كما أسس شركة ناقلات النفط كي لا يبقى أسير الضغوط التي تمارسها الشركات العالمية الناقلة للنفط.

فجاءت خطواته متناسقة من أجل تهيئة الأجواء السياسية والفنية والاقتصادية الكاملة لغرض إنجاح قرار التأميم، الذي تحقق بعد أقل من أربع سنوات من قيام ثورة 17ــــ30 تموز المجيدة، ليشكل مؤشر خط الانتقال من علاقات اقتصادية تبعية مع اقتصادات الدول الكبرى، والانتقال إلى مرحلة جديدة من البناء الحضاري، وليعطي العراق تجربة جاهزة وناجحة، يمكن أن تحذو الدول الأخرى التي كانت تعاني من عقدة الخوف في حال التقرب من أسوار الكارتل النفطي العالمي.

كما أن العراق ومن إغلاق كل أبواب الفشل أمام قرار التأميم فقد أعلن مجلس قيادة الثورة قرار التقشف في كافة أبواب الميزانية استعدادا للأسوأ، فجاء إصدار قانون رقم 69 بتأميم عمليات شركة نفط العراق IPC، والتي كانت تمتلك أكبر حصة من مكونات العراق النفطية، ولعل اختيار طريق تأميم عمليات شركات النفط بمراحل متعددة، ما عجل باستسلام الشركات لموقف العراق الثابت بعد تسعة شهور فقط من يوم التأميم الخالد، في الأول من آذار 1973، أُعلن عن انتصار العراق في معركة التأميم إذ استسلمت الشركات بعد صمود عراقي منقطع النظير قاده حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي.

تحية لقيادة حزبكم التي خططت بجدارة لقرار التأميم، ونفذت خطواته بحكمة عالية، وعهدا على البقاء على طريق النضال حتى نستعيد ثروتنا النفطية التي رهنها عملاء الاحتلال للقوى الدولية التي تسعى لاستعادة هيمنتها على ثروات الشعوب وخاصة الثروة النفطية التي تعتبر عماد أية نهضة اقتصادية لأي مجتمع.

 

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد 1 حزيران 2023

Author: nasser