م / بيان
اللهم اجعل النار برداً وسلاماً على شعبنا السوداني العزيز وعلى أبناء الخرطوم الأعزاء.
يا جماهير أُمتنا العربية المجيدة
تتابع قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي بقلق عميق وأسف بالغ الأحداث المؤلمة والاقتتال والتدمير جراء القتال العنيف العبثي والمجاني بين قوات الجيش النظامي بمختلف صنوفه العسكرية وما يسمى قوات الدعم السريع في شوارع الخرطوم وبقية المدن والولايات السودانية في مغامرات طائشة جديدة تتخذ من المدنيين الأبرياء دروع بشرية في مشهد يدمي قلوبنا ويدمي قلوب أبناء الأمة العربية نجم عنها حتى الآن وقوع مئات الضحايا بين العسكريين والمدنيين، فضلاً عن التدمير والخراب الذي طال المقرات والقواعد والآليات العسكرية والشلل الذي أحدثه في إدارة المرافق العامة وأثر سلباً على نظام الخدمات في الإدارة والتنقل وكل ماله علاقة بالشؤون الحيوية للمواطنين الذي يواجهون اصلاً ظروفاً معيشية صعبة من جراء تفاقم الازمة السياسية وارتفاع تكاليف المعيشة في صراع على سلطة تستخف بتضحيات الشعب السوداني ولا تعبر عن تطلعاته وآماله ولا تحترم إرادته وخياراته الوطنية والقومية ولا تقيم وزناً للمواطن ولا تحترم حقوقه المدنية وحقه في الحياة بكرامة وعيش رغيد .
يا جماهير أُمتنا العربية المجيدة
يا أبناء الشعب السوداني الصابر المجاهد
إن السودان يدمر اليوم في صراع قائم على التآمر والتبعية والارتهان لإرادة الأجنبي وأعداء الشعب السوداني المناضل، وهو ما يعبر عن إفلاس الجنرالات وعجزهم وانهزام مشروعهم التآمري على ثوابت الشعب وارتمائهم في أحضان العصابات الصهيونية.
يا جماهير أُمتنا العربية المجيدة
إن السودان وشعبه يتعرض لحلقة جديدة ضمن سلسلة التآمر على هذا الشعب وعلى أمة العرب يسعى فيها المتآمرون لكسر شوكته وتركيعه. فشعب السودان اليوم يذبّح ويقتّل وتدمر حياته ومستقبل أجياله تحت أنظار الجامعة العربية والمجتمع الدولي ويجري ما يجري في السودان كما هو حال الشعب اليمني وشعب العراق ولا يتحرك ساكن للأنظمة العربية الرسمية ولا يهتز ضمير القوى الكبرى التي تحمل راية الحرية وحقوق الإنسان وحمايته زوراً وبهتاناً ولا يهتز ضمير أمريكا التي تدعي إنها قائدة العالم الحر والتي صدرّت إدارتها إلى شعوب الأرض الخراب والدمار.
إن ما يشهده القطر السوداني الشقيق من أحداث دامية وأوضاع معيشة قاسية هو نتيجة حتمية للانقلاب الذي نفذته زمرة انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 التي ركبت موجة التغيير واستغلت الأوضاع لصالحها وتسلطت على الشعب باسم الجيش وعلى الجيش باسم الشعب، وهو أيضاً نتيجة متوقعة لنتائج انقلاب قائم على تحالف انتهازي ارتد على الإجماع الوطني وعلى اتفاق انتقال رئاسة المجلس السيادي إلى المكون المدني كخطوة على طريق استكمال عملية البناء الوطني وإعادة تشكيل السلطة وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية ولهذا لم يكن مستغرباً أن يعود الصراع ليحتدم بين رموز الفريق الانقلابي ، للاستئثار بالسلطة وامتيازاتها ولو كان الثمن إدخال السودان من جديد نفق صراع دموي يدفع ثمنه أبناء الشعب السوداني من عسكريين ومدنيين وتُهدر من خلاله إمكانيات الشعب السوداني في صراع يعمّق مأساة الشعب ويثخن جراحاته النازفة ويقود البلد نحو المجهول وهذا ما لا يخدم سوى أعداء السودان وأعداء الأمة.
إن واجب نصرة الأشقاء السودانيين واجب تفرضه اعتبارات عديدة قومية وإنسانية ومن الواجب تقديم أقصى درجات الدعم والمساندة بشتى الوسائل والأساليب لتعزيز صمود الشعب السوداني ورفع معاناته وهو الشعب الذي كان سنداً لأمته في مختلف المراحل وعليه نهيب بالقوى الحيّة في أُمّتِنا وفي مختلف أنحاء العالم إلى إبداء مواقف التضامن مع الشعب السوداني والضغط على الزمرة الحاكمة للوقف الفوري للاقتتال واستخدام العنف والقوة كسبيل لحل الخلافات.
إننا في حزب البعث العربي الاشتراكي القومي قيادة وقواعد نؤكد على تضامننا المطلق مع شعب السودان المناضل ونعبر عن إدانتنا الشديدة لكل انواع العنف والعنف المضاد وندعو الجميع لتحكيم صوت الحكمة والعقل ومراعاة مصلحة الشعب السوداني العليا كما ندعو جميع المكونات السياسية والمدنية والاجتماعية وكل أطياف الشعب السوداني تراص الصفوف من اجل وقف إطلاق النار وأد الفتنة وتفويت الفرصة على الأعداء.
ونرى إن أقصر الطرق لمعالجة الوضع المتفاقم وعدم تكراره يكمُن في الآتي:
أولاً: العودة الى ما قبل انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 ومواصلة العمل بالوثيقة الدستورية في اتفاق انتقال رئاسة المجلس السيادي الى المكون المدني كخطوة على طريق استكمال عملية البناء الوطني وإعادة تشكيل السلطة وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية تمهيداً للانتقال بالسودان الى الحكم المدني الذي تديره وتشرف عليه سلطة منبثقة من إرادة شعبية تتولى وضع الأسس الدستورية والقانونية لنظام سياسي تحكمه قواعد الديمقراطية كناظم للحياة السياسية ، ويكون قادراً على تحقيق السلم الأهلي ببعديه الوطني والاجتماعي ، وبما يضع حداً لاستنزاف قدرات السودان في الصراعات العسكرية الداخلية ، ويعيد الجميع للتظلل بخيمة الدولة الوطنية التي توفر شروط الأمن الوطني والمجتمعي لعموم شعب السودان .
ثانياً: إخراج وحدات الجيش من المدن وضم كل التشكيلات العسكرية في الجيش والأمن وعدم زج الجيش في الصراعات السياسية أو تصفية الحسابات ليبقي الجيش فوق كل الشبهات جيش الشعب وسياج الوطن ودرعه المتين.
تحية إلى جماهير السودان وشباب التغيير والقوى المناضلة في تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير
تحية إجلال وإكبار للشعب السوداني الشقيق صاحب الصبر والعزيمة.
عاش نضال الشعب السوداني وإلى الأمام
المجد والخلود لِشهداء الثورة السودانية وعاجل الشفاء للجرحى.
عاش السودان حراً أبياً مستقلاً والخزي والعار لكل المتآمرين
عاشت فلسطين حره عربية من النهر الى البحر.
صادر في 20 من ابريل نيسان 2023م
حزب البعث العربي الاشتراكي القومي.
مكتب أمانة السر.