اغتيال شيرين أبو عاقلة جريمة صهيونية
تستهدف الحقيقة وتنسجم مع تاريخ الغزاة المحتلين
في عمل إجرامي واضح المقاصد اغتال العدو الصهيوني الصحفية الفلسطينية البارزة شيرين أبو عاقلة وهي تؤدي واجبها المهني في مخيم جنين بفلسطين المحتلة صباح اليوم.
إن هذه الجريمة الإرهابية على بشاعتها لا يمكن أن تشكّل مفاجأة لمن يعرف التاريخ الإجرامي للعصابات الصهيونية التي مارست وتمارس كل العمليات الإرهابية منذ ثمانية عقود داخل فلسطين المحتلة وخارجها، إذ أن عملية اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة ليست عملاً منفصلاً عن اغتيال مجموعة كبيرة من المثقفين والإعلاميين الفلسطينيين، وهي ليست منفصلة عن اغتيال المناضلين الفلسطينيين والعرب في كل مكان.
فما تزال الذاكرة العربية تحتفظ لهذا العدو الإرهابي بقصص اغتياله لعشرات الشهداء من الصحفيين والناشطين والمتضامنين مع شعبنا في فلسطين وكفاحه من أجل نيل حريته، تماماً كما لا ينسى مجازر عصابات شتيرن والهاغانا بحق المدنيين العزّل في فلسطين ولبنان ومصر وغيرها.
إن جرائم إطلاق النار ضد الصحفيين والفرق الإعلامية ليست عمليات متفرقة أو أخطاء غير مقصودة، وإنما هي سياسة صهيونية مخطط لها من قبل الأجهزة الرسمية في الكيان الغاصب ويجري العمل بموجبها من قبل أفراد قوات الاحتلال، ولا يمكن إطلاقاً اعتبارها عمليات عشوائية أو فردية. فالتعتيم على جرائم الاحتلال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني ومنع إيصال أصوات الأسرى والمعذّبين وضحايا الاحتلال، هو الهدف الحقيقي من هذه العمليات الإجرامية.
ومما يؤكد وجود هذه السياسة المقصودة تعمّد القناصين الصهاينة توجيه الرصاص المباشر لأجساد الصحفيين، وهو ما رأيناه واضحاً في استهداف رأس الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص متفجّر على نحوٍ مباشر، مما يعني وجود أوامر لردع الصحفيين ومنعهم من ممارسة واجباتهم عبر إيقاع الخسائر البشرية بينهم بشكل مقصود.
ومن المفيد أن نذكّر في هذا المقام بالجرائم التي ارتكبها المحتلون الأميركيون والإيرانيون في العراق ضد الصحفيين، مشيرين هنا إلى استشهاد الصحفيين طارق أيوب وأطوار بهجت وعلي الخطيب وعشرات غيرهم، وما ارتكبته ميليشيات إيران الإرهابية من جرائم اغتيالٍ وتعذيبٍ وخطفٍ وتغييبٍ بحق الإعلاميين العاملين في العراق ومنهم الشهيدين أحمد عبد الصمد وصفاء غالي وآخرين كثيرين. كما نذكّر بالجرائم التي ارتكبتها العصابات الإجرامية في سوريا وهي تحاول خنق الأصوات الحرة التي تنقل الجرائم الوحشية المرتكبة ضد الشعب العربي السوري. والأمر ذاته نجده في اليمن الذي تعيث به عصابات الحوثي الإجرامية قتلاً وإجراماً وتخريباً وإفساداً، حيث لم يتورّع الميليشياويون الحوثيون عن قتل وتغييب العشرات من الصحفيين وترهيب آخرين.
لقد بات العراق وفلسطين وسوريا واليمن من أخطر دول العالم بالنسبة للعاملين في قطاع الصحافة والإعلام، وكل ذلك بسبب الاستهداف المتعمَّد للأطقم الصحفية ومقرات المؤسسات الإعلامية ومن خلال عمليات الاغتيال المباشر أو الاختطاف والتعذيب أو التهديد بذلك لإخراس الأصوات الحرة الناقلة للحقائق والمعبرة عما يعانيه الضحايا في هذه الأقطار العربية المحتلة.
إن مكتب الثقافة والإعلام في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهو يتقدّم بأصدق مشاعر المواساة وخالص التعازي إلى أسرة الفقيدة وإلى أبناء شعبنا العربي الفلسطيني يطالب الاتحادات والنقابات المهنية العربية المعنية بحقوق الإنسان وبالعمل الصحفي بالتأكيد على رفض التطبيع الإعلامي مع العدو الصهيوني وتجريم التعامل معه وطرد كل صحفي يسيء إلى القيم النبيلة ويتواصل مع المؤسسات والشخصيات الصهيونية وبأي شكل من الأشكال.
كما يطالب المؤسسات الإعلامية العربية كافة بعدم فسح المجال عبر منابرها المختلفة لمن يمثل هذه العصابات الصهيونية ويبرّر جرائمها، لأن استضافة هؤلاء والسماح لهم بتضليل أبنائنا وتسميم عقولهم من خلال التسلل إلى منظوماتنا الإعلامية لا يندرج تحت إطار حرية التعبير والسماح بتعدد الآراء بل هو جريمة لا تقل خطورة عن اغتيال الصحفيين والتضييق عليهم.
والدعوة موجهة أيضاً إلى المؤسسات الحقوقية حول العالم لرفع الدعاوى القانونية ضد هذه الجرائم المتعمّدة، حيثما أمكن، وتنظيم الفعاليات القانونية التي تفضح هذه الجرائم، لأن استهداف الصحفيين جريمة يعاقب عليها القانون في كل مكان، وفق الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة، وألَّا يسمحوا لمرتكبي هذه الجرائم بالإفلات من العقاب.
دعواتنا بالرحمة للشهيدة شيرين أبو عاقلة ولكل الصحفيين الأحرار الذين اغتالهم الغزاة المحتلون وميليشياتهم الإرهابية في كل مكان من وطننا العربي، والخلود لذكراهم العطرة.
مكتب الثقافة والإعلام القومي
11/5/2022