العُروبة في استراتيجية الاستهداف الفَارِسِيّ:
الاجتِثاث والمَحو
بقلم د. جعفر الحسيني – لبنان
تمهيد
إذا كانت الاستراتيجيّتان الأمريكية والصهيونيّة ظاهرتين بصورة جليّة في ابعادِهما الاستهدافية للأمّةِ العربية للنيل من وجودها كأمّة تأريخية، فإنّ استراتيجية إقليمية مجاورة للمجالِ الجغرافي العربي هي استراتيجية شعوبيّة فارسيّة – إيرانيّة كانت أكثر عُنفيّةً وتأثيراً في استهدافِها لهذا المجال.
إنّ المتابِع التاريخي لمسار العلاقات الفارسية – العربية سوف لن يَخرج عن منهجية التدرُّج المرحلي في تعيينِه لثلاث مراحل زمنية تطوَّرَت خلالَها تلك العلاقات على قاعدة سلسِلة من الأزمات العميقة، التي أخذت منحى خطياً تراكُمياَ من التعقيدات، لدرجة باتَت معها عصيّة على المعالجة والتأسيس لعلاقات سَليمة تقوم على مُرتَكزاتِ التوازن والتفاعُل الإيجابي وتحقيق السلام الإقليمي.
أمّا المراحل الثلاث فكانت:
الأولى، ما قبل الإسلام
الثانية، ما بعد الإسلام حتى قيام الجمهورية في إيران عام 1979.
الثالثة، بعد قيام الجمهورية وما زالت مستمرّة.
حملت هذه المراحل الثلاث ثلاثة عناوين هي بمثابة أبعاد أو دوافِع حكَمَت مسار العلاقات المُشار اليها وسنبيّنها فيما يلي:
أَوَّلًا، مَرْحَلَة ما قبل الإِسْلَام: العَداء اثْني (عِرْقِي) – حَضارِي. امتدت هذه المرحلة بين أواسط القرن السادس قبل الميلاد حتى ظهور البعثة النبوية الشريفة. كانت الغلبة في هذه المرحلة للفرس الذين سجّلوا تفوّقا على العرب برز على مستويين اثنين: الأول، اقتصادي حيث كانت الهيمنة للاقتصاد الفارسي. والثاني، عسكري عبّرَت عنه الاجتياحات والتغوّلات الفارسية للخليج والمشرق العربي، حيث جعلت المنطقة العربية جزءاً من إمبراطورية فارس القديمة، التي لم تخرج من المنطقة إلاّ بالاجتياح اليوناني ثمّ الروماني بعد ذلك.
مارس الفُرس في هذه المرحلة، عداءً عِرقياً تجاه العرب، حيث وصل الأمر بالفرس إلى تحقيرِهم ومعاملتهم كعبيد في خدمةِ البلاط الفارسي، وكفئة دونيّة مُهمّشة اثنيّاً، واجتماعياً، واقتصادياً، وثقافياً، وحضارياً.
ثانِيًا، مَرْحَلَة مَا بَعْدَ الْإِسْلَامِ حَتَّى قِيَام جمهُورِيَّة إيران ” الإِسْلَامِيَّة ” 1979: العَداء شُعُوبِي أَعْجَمِيٌّ فَارِسِيٌّ ضِدّ مَا هُوَ قَحْطاني عَرَبِي.
وجد الفرس في ظهور الإسلام في الأرض والبيئة العربية على انّه العامل الحامل لحضارة العرب الجديدة، الأمر الذي سيكون له تداعيات بالغة على مسار العلاقات العربية مع الشعوب الأخرى.
عبّرَت هذه المرحَلة عن حالةٍ عدائيةٍ مُضافة ظهرَت على شكل “إسلاموفوبيا أعجَميّة فارِسية ” مناهِضة للعربِ وللدعوة الإسلامية الجديدة على السواء. وكانت حرب القادسية الأولى بمثابة الحَدَث الأكثر تَعبيراً عن حالة الصِدام الفارسي مع العرب المسلمين.
صمّم العرب المسلمون، على أن يشمَل الفَتح العربي – الإسلامي إيران المجاورة لهدَفين إثنين: الأول، التبشير بالرسالةِ الجديدة. والثاني، كسر حالة العداء والكراهية المُزمِنة التي استمرَّت تحكُم العلاقات الفارسية – العربية.
نجح العرب في أسلمة بلاد فارس. ومع تأسيس اسماعيل الصفوي للدولة طائفياً، ليمثّل في أحد أبرز دوافِعه الخفيّة انقلاباً على الإسلام العربي والخروج على الخصوصية العربية بالإسلام، وذلك بالسعي لإحداث انشقاق مذهبي في البنيان الاسلامي العام، وهذا ما يعكس مظهراً من العدائية المخزونة في الذاكرة التاريخية التي لم تعرف نهاية لها عند الفرس المتربصين دائما بأمّة العرب وبعروبتهم.
استمرّت الحالة العدائية الفارسية تجاه كل ما هو عربي. ففي مرحلة المدّ القومي، ومع ظهور المنطلقات القومية كفاعل تغييري استنهاضي ثوري في فكر البعث والناصرية والحركات القومية الأخرى، اختارت إيران التحالف مع أعداء القوى القومية، فكانت عضواً اساسياً في حلف بغداد 1954- 1955، وبعده في الحلف المؤيِّد لتسويق مشروع آيزنهاور 1957، ولم يكن لها مواقف مؤيدة لقضية فلسطين ولا لغيرِها من قضايا العرب الوطنية أو القومية.
وفي العام 1973 سارَعَت إيران لتأمين حضورٍ لها في الخليج العربي، في استعجال منها لملء الفراغ الذي تركه الانسحاب البريطاني من منطقة الخليج العربي في العام 1971. فراحَت واحتلَّت ثلاث جُزُر عربيّة لدولة الإمارات العربية المتحدة وهي (طنب الكبرى، وطنب الصغرى وأبو موسى). يضاف الى ذلك، استمرار قضايا خلافيّة عديدة استمرَّت تعكسُ العدائِية التاريخية من قِبَل إيران إزاءَ الأمّة العربية، من بينِها على سبيل المثال لا الحصر:
1- احتلال الأحواز العربية، وهي جزء من أرضِ العراق التاريخية.
2- إصرار إيران على تسميةِ الخليج العربيّ بالفارسي.
3- تكرّس العداء الفارسي – العربي على إثر الحرب الإيرانية العراقية أو ما تعرف بـ(حرب الخليج الأولى)، التي تواصَلَت لثماني سنوات (1980 – 1988)، والتي لم تتوقّف إلاّ باستسلام إيران لقرار وقف إطلاق النار تحت ضغط قُرب انهيار النظام فيها نتيجة إلى التكاليف المرتفعة بشرياً واقتصادياً واجتماعياً.
ثَالِثًا: مَرْحَلَة إِيران الجُمْهوريَّة في ظِلِّ نِظَامٍ طَائِفِيٌّ تَحْت غِطَاء عَقِيدَة ” الوَلِيّ الفَقِيه “.
بدأت هذه المرحلة مع سقوط شاه إيران في شباط 1979 ومجيء خميني للحكم، والتي لم تلبث أن أفضت إلى تبدّلات عميقة في بنية المجتمع الإيراني السياسية والاجتماعية والثقافية، وفي علاقات السياسة الخارجية، وبصورة خاصّة مع الدول المجاورة في العراق والخليج وسائر المجال العربي. في هذه المرحلة التي دخلت العشرية الخامسة من قيامها، تميّزت استراتيجية الاستهداف الإيراني لهذا المجال بكل تشَكُّلاته الجغرافية والسكّانية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ببعدَين مركزيين مُتلازِمين في الأهداف والنتائج: الأول، جيوبُوليتيكي- اختراقي – تغَوُّلي. والثاني، أيديُولُوجي – ديني – مذهبي.
1- البُعد الجِيوبولِيتيكِي – الإختِراقِي – التَغَوّلي
إنّ استقراءً جيوبوليتيكياً لدوافع الاستهداف الفارسي بنسخته الإيرانية الجديدة، يساعد الباحث المحقّق على اكتشاف الدوافع الكامنة وراء هذا الاستهداف استناداً إلى المعطياتِ التالية:
أ – الْمَوْقِع الإيراني
تقع إيران جنوب غرب آسيا، وهو موقع جيو – استراتيجي، ليس لكونها دولة مشاطئة للخليج العربي على ضفته الشرقية وحسب، وإنّما لما يمثله هذا الموقع من حلقةِ وصل بين الشرق الأوسط وآسيا السكّانية الواقعة في وسط، وجنوب، وجنوب شرق آسيا.
ب – الحدود البرية لإيران والتي يصل مداها الطولي إلى نحو 5440 كلم، وهي تحادِد براً ثلاث جمهوريات في آسيا الوسطى هي:
أرمينيا (35 كلم)، وأذربيجان (432 كلم)، وتركمانستان (992 كلم).
ومن الغرب: العراق (1458 كلم)، وتركيا (499 كلم).
ومن الشرق: أفغانستان (936 كلم)، وباكستان (909 كلم).
ج – الحدود البحرية والتي تصل الى نحو 2400 كلم، وهي موزّعة كما يلي: 1660 كم على الضفّةِ الشرقية للخليج العربي، و740 كم على بحر قزوين في الشمال. وهذا أمر يعكس رغبة إيرانية ضاغطة لتلبية حاجتها للانفتاح على العالم، فهي دولة برّية واسعة محاطة بحدود برية طويلة مع دول عديدة. وكذلك، الى تحفزِّها الدائم لإحداث اختراق في العمق العربي المجاور بهدف الوصول إلى سواحل البحر المتوسط. وقد يكون هذا الأمر بمثابة السبب المركزي في الاندفاع الإيراني نحو العراق وعبره إلى سوريا ولبنان، وكذلك نحو اليمن لتأمين حضور بحري يربط الخليج العربي بالبحر الأحمر بقناة السويس وصولاً إلى الساحل المصري على المتوسط.
2- البُعْد الأيديولوجي وتوظِيفاته الجيوسِياسيّة.
إذا كان البعد الجيوبوليتيكي قد شكّل ثابتاً تاريخياً في فارس – الإيرانية للتغوّل في العمق العربي المجاور، وإلحاق المجال العربي كمجرّد تابع يدور في فَلَكِ الخضوع والسيطرة الاقليمية للفرس – الإيرانيين، فإنّ البُعد الأيديولوجي المحكوم بالنهج الطائفي بات مع النظام الديني – السياسي الذي أعقب التغيير في العام 1979 العامل الجيوسياسي الأبرز الذي جرى توظيفه في استراتيجية الاستهداف الإيراني. أمّا أبرز المرتكزات الحاملة للأدْلَجَة الطائِفية الفارِسية فهي تكمن في التالي:
أ- المركزيّة القياديّة للوَلّي الفقيه
وهو المرشد الأعلى الذي يقف على قمّة السلطة، وهو يمارس دوره “الارشادي”، وهو في الواقع ألآمِر الحاسِم، كقائد أعلى من خلال اعتبارين اثنين:
الأول، تسويق اعتقادي ديني أنّ الله لا يمكن أن يترك شؤون الإسلام والمسلمين والعالم من غير إمام، لذا فإنّ المتابعة الإمامية يتولاها إمام بالوكالة وهو الولي الفقيه في إيران.
من هنا، فإنّ شعارات ” تصدير الثورة “، كانت على ارتباط وثيق بعالمية سلطة ولاية الفقيه، التي ينبغي، حسب هذا النظام، أن تفرض سلطانها على جميع الدول، وتخضع لطاعتِها كل الأمّة الإسلامية.
إنّ شعار تصدير الثورة يحاول في مضمونِه أن يتقمَّص مُصطلح ” الفَتْح ” في المفهوم التاريخي الإسلامي، ولكن هنا المقصود به إيرانياً، هو إعادة فتح بلاد الإسلام، وإخضاعها بالقوّة لحكم الولي الفقيه. وهنا، يتبادر إلى الذهن سؤال: هل أنّ الاستهداف الإيراني هو في خلق كيانات سياسية طائفية تدور في فلك النظام الإيراني بعد أن تتحلَّل من انتمائِها إلى الأمّة العربية ومن العروبة؟
ب – الإيهام بمركزيّة إيران في الجُغرافية الدينيّة العالميّة
يحاول نظام الوليّ الفقيه استغلال الكثافة السكانية لإيران، ليجعل منها السلطة المذهبية الحاكمة والركيزة الأساسية له في العالم، أي فرضها على أنّها بمثابة القلب لباقي الآخرين الموزّعين في الجغرافية العالمية. وبعد قدوم خميني للحكم في العام 1979 ظهر التخطيط لهذه الجغرافية الجديدة بحيث تتشكّل من المركز الذي هو إيران، ومن ثمّ المجال الحيوي التابع لها، لا سيّما في الوطن العربي.
وثمّة مقاربة نظرية بشأن محاولة طرح مركزيّة إيران الدينية ليس لطائفةٍ معينة فقط، وإنّما للعالم الإسلامي أيضاً، وذلك عندما صاغ علي لاريجاني – رئيس مجلس النواب الإيراني – نظرية ” أمّ القرى ” التي تجعل من إيران مركزاً للعالم الإسلامي. ويضيف لاريجاني أنّ “انتصار دولة أمّ القرى -إيران، يعدُّ انتصاراً للأمّة الإسلامية وأنّ هزيمتها يمثل انهزاماً للأمّة الإسلامية، فالحفاظ على دولة أمّ القرى- إيران يعني الحفاظ على نظام الحكومة الإسلامية، والذي يشمل كل أراضي الدولة الإسلامية الواحدة، والتي بسببها تشكّلت دولة أمّ القرى، التي ستقود هذه الأمّة.”
إنّ نظرية ” أمّ القرى ” ليست سوى إسقاط ايديولوجي للمذهبية الفارسية في محاولة استردادية واضحة لدور مكّة المكرّمة، بحيث تأتي نظرية ” أمّ القرى- إيران ” لتسحب من مكّة العربية هالتها الإسلامية التاريخية، وتلغي دورها المؤثِر والمركزي في العالم الاسلامي.
ج – حيويّة المجال العربي في استراتيجية الاستهداف الإيراني
كانت الحرب الإيرانية – العراقية (1980 – 1988) بمثابة المحاولة الإيرانية المكشوفة لاختراق العراق المجاور لأسباب عديدة أبرزها ثلاثة: الأول، وجود كتلة سكاّنية وازنة في العراق. والثاني، إيجاد نقطة ارتكاز طائفية – سياسية موالية لإيران فيه. والثالث، إزاحة النظام الوطني في العراق بوصفه النظام الشديد الالتزام بالعروبة وبالفكر القومي العربي.
جاء العدوان الذي شنّه التحالف الأنجلو – أمريكي على العراق، والذي أفضى إلى احتلاله في نيسان (إبريل) 2003، والاتيان بعناصر مخزونة بالحقد والكراهية على العروبة، جاءت الحرب المذكورة لتمنح إيران الفرصة التي طالما حلمت بها للتشفّي من العراق ونظامه وعروبته، فأسرعت باحتلال المجتمع العراقي بعد أن احتلّت أمريكا الأرض وأسقطت الدولة.
عملت إيران على توظيف السلطة الموالية لها في العراق، وكذلك إمكانيات هذا البلد العربي الغني بالثروات المادية، لا سيّما النفطية منها، في تغطية تكاليف مشروعها التغوّلي في لبنان وسوريا واليمن، وفي دعم وتحريض الجماعات الموجودة على الجغرافية العربية في البحرين والسعودية وبلدان الخليج وسواها.
كما وجدت إيران في اندلاع الحرب الداخلية في سوريا التي ما زالت مستمرة منذ العام 2011، فرصة مؤاتية أخرى للتدخّل العسكري، الأمر الذي وفّر لها إمكانية قيام منطقة نفوذ متواصلة برياً تربط بين إيران وساحل المتوسط عبر العراق – سوريا – لبنان. كما أنّ حرب اليمن كانت هي الأخرى، فرصة مضافة اليها لإقامة حزام آخر يمتد عبر الخليج العربي إلى البحر الأحمر بعد تأسيس نقاط ارتكاز له في اليمن، في محاولة تهدف إلى تطويق الجزيرة العربية والتغوّل في العمق السعودي وصولاً إلى مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة بهدف انتزاع عروبتهما والمناداة بهما مدينتين إسلاميتين فقط.
تحت شعار ” استعادة السلطة المفقودة ” الذي رفعته الطائفية السياسية النافذة في إيران وفي الأذرع التابعة لها عسكرياً وسياسياً (الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، وميليشيات طائفية مسلّحة موالية في سورية، والحوثيون في اليمن..)، تحت هذا الشعار راحت استراتيجية التغوّل الإيراني في المجال العربي المجاور، تعمل على استحضار التاريخ الإسلامي باعتمادها المنهج الاستردادي لتأكيد حقها المزعوم في القيادة الإسلامية بقيادة الولي الفقيه، وهو المرشد الأعلى للنظام القائم في إيران.
إنّ ظهور الطائفية السياسية الولائية (أي ولاءها للولي الفقيه) في الجغرافية العربية، يهدف بصورة جليّة إلى ابتلاع الجغرافية العربية عموماً والعربية – الإسلامية خصوصاً، وإلغاء خصوصية العلاقة بين الإسلام والأمّة العربية والعروبة والقومية العربية. ولأن كل أطماع استعمارية لابد وأن تُغلَّف بأغلفة وشعارات سامية، لذا فقد ركّزَت استراتيجية التغوّل الفارسي تحت يافطات الدفاع عن المستضعفين ومظلومي الحقوق، ترافقها محاولات بُذِلت وما تزال، تخفي أهدافاً غير بريئة لتشويه صورة المسلمين العرب من خلال التعرّض للتاريخ العربي من جهة، وتسويق شعارات التكفير والشيطنة لجماعات محسوبة على المسلمين وتضليل الجماهير العربية والعالم أجمع على أن هؤلاء هم من يمثلون الإسلام.
إن الهدف المركزي البعيد للاستهداف الفارسي – الإيراني هو الذي يقف وراء إقامة مراكز نفوذ عسكرية وسياسية ومذهبية للجماعات الطائفية الولائية، وتقديم هذه الجماعات في مراكز القرار وممارسة دور المقرر في هياكل السلطة السياسية القائمة في العراق وفي لبنان واليمن وسورية، وصولاً إلى حالة مماثلة في البحرين والسعودية والخليج. حتى أنّ هناك محاولات للوصول إلى مصر والمغرب العربي من خلال استراتيجية نشر مبدأ الوليّ الفقيه في العالم العربي بوصف هذا المجال هو المقصود الأول في مشروع الاستهداف الفارسي – الإيراني، وصولاً إلى استعادة أمجاد امبراطورية فارس القديمة تحت اسم امبراطورية الوليّ الفقيه المعاصرة هذه المرة.
إنّ الأيدولوجية المذهبية التي يعتمدها المشروع الإيراني كغطاء للتغوّل والتوسّع والسيطرة في المجال العربي، هي أيديولوجية موظّفة جيوسياسياً في الاستجابة لدوافع جيوبوليتيكية تهدف إلى اندفاع إيران برّياً إلى العمق العربي بهدف الوصول إلى المرافئ الساحلية على المتوسط الشرقي في سوريا ولبنان ومصر وربّما على الساحل الفلسطيني أيضاً.
مكتب الثقافة والإعلام القومي
17-3-2022